يتبين من بحث جديد أجري في مستشفى "سوروكا" في بئر السبع ان هنالك علاقة بين توقف التنفس (السكتة التنفسية) أثناء النوم – والجلطة الدماغية .

وأجرى هذا البحث باحثون وخبراء يعلمون في قسم أمراض الأعصاب وأمراض الأطفال وفي مركز الأبحاث السريرية في المستشفى ، وشمل (43) مريضاً ممن تعالجوا في قسم الأعصاب بسبب الجلطة الدماغية ، دون معرفة ما اذا كانوا يعانون من توقف التنفس .

وفي اطار البحث جرت معاينة المرض في الأيام الأولى التي اعقبت ظهور الجلطة (الدماغية) وذلك بواسطة جهاز خاص لتشخيص السكتة التنفسية خلال النوم .

وظهر ان لدى 86% من هؤلاء المرضى سكتة تنفسية (أثناء النوم) ، وكانت هذه السكتة لدى 32% - بمستوى حاد وصعب .

العلاقة بين السكتة التنفسية والشخير

وتحدث الدكتور غال ايفرغان ، مدير قسم الأعصاب في "سوروكا" عن هذا البحث ، فقال : "حاولنا في الليلة الأولى التي اعقبت الاصابة بالجلطة معرفة عدد المرضى الذين يصابون بالجلطة وبالسكتو " – على حد توصيفه ، مضيفاً ان التوقف عن التنفس أثناء النوم له علاقة عادة بوظائف اجهزة ومنظومة القلب والأوعية الدموية .

وتُظهر المعطيات ان السكتة التنفسية هي التي تسبب الشخير والوهن والتعب الشديد خلال ساعات النهار ، بل حتى تسبب أوجاع الرأس . ويأتي هذا البحث ليؤكد ان السكتة التنفسية تنطوي هي أيضاً على خطر كبير بالاصابة بالجلطة الدماغية .

واحد من كل أربعة اسرائيليين

ويفحص الباحثون في المرحلة التالية من البحث ما يلي : ماذا يحصل لو وُصعت كمامة تنفّس للمريض الذي يأتي الى قسم الأعصاب وهو مصاب بالجلطة الدماغية ثم تبيّن ان يشخر (وهذه اشارة واضحة الى السكتة التنفسية)؟ وهنا يسعى الباحثون الى فحص ما اذا كان علاج السكتة التنفسية كفيلاً بتخفيف اضرار الجلطة وتعجيل الشفاء .

ويستدل من الأدبيات الصحية والطبية ان 25% من الاسرائيليين (واحد من كل اربعة) يعانون من السكتة التنفسية أثناء النوم ، الأمر الذي يزيد احتمالات اصابة الكثير من الناس بالجلطة الدماغية – حسبما يؤكد الباحثون . بل ان البروفسور افيف غولدبرت ، مدير قسم الاطفال في مستشفى سوروكا (وهو مشارك في البحث) يقول ان ما بين 15% - 20% من اولئك الذين يعانون من السكتة التنفسية اثناء النوم ، هم من الفئة التي تعاني سكتة شديدة ، وهم معرضون اكثر من غيرهم للخطر .

شلل نصفي

ويستفاد من الأدبيات الطيبة كذلك ، ان الجلطة الدماغية هي واحدة من الاسباب المؤدية للموت والاعاقة في دول الغرب ، وهي ناجمة عن الاضطراب في جريان الدم الى الدماغ ، ذلك ان اضطراب الجريان المنتظم للدم الى خلايا المخ ، واضطراب امداد هذه الخلايا بالاكسجين – يؤدي الى اضطراب وظائف احد أقسام أو أجزاء الجسم ، ويظهر هذا الأمر على شكل وَهَن وضعف ودوران (دودخة)والرؤية المضاعفة وهبوط زواية الفم ، ويؤدي احياناً الى شلل نصف للجسم .

وفي حال عدم تقديم العلاج السريع العاجل فمن المحتمل ان يبقى الضرر الناجم عن الجلطة الدماغية ثابتاً ومستديماً الى درجة الموت ! 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]