تتّجه الأنظار مساء اليوم الاثنين إلى ملعب "بارك أولمبيك ليون" في مدينة ليون الفرنسية حيث تقام قمّة مبكّرة بين إيطاليا وبلجيكا في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة ضمن كأس أوروبا لكرة القدم.

لم ترحم القرعة المنتخبين الإيطالي والبلجيكي عندما أوقعتها في مجموعة واحدة، وما زاد الطين بلة أن المواجهة بينهما في الجولة الأولى، فضلاً عن أنهما المنتخبان الأكثر معاناة من الغيابات في العرس القاري.

وإذا كانت إيطاليا تلقت ضرباتها في مركز صناعة اللعب بإصابة لاعبي وسط باريس سان جرمان الفرنسي ماركو فيراتي ويوفنتوس كلاوديو ماركيزيو وميلان ريكادرو مونتوليفو، فإن بلجيكا تعاني من غيابات مؤثرة في خط الدفاع أبرزها قائد مانشستر سيتي الإنكليزي فنسان كومباني ونيكولاس لومبارتس (زينيت سان بطرسبورغ الروسي) وديدريك بوياتا (سلتيك الاسكتلندي) وبيورن انغلز (كلوب بروج).

نقاط القوة

ولكل منتخب نقطة قوّته، إيطاليا في دفاعها بقيادة ثلاثي يوفنتوس جورجو كييليني وليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي الذين يلعبون مع بعض منذ 5 مواسم، وبلجيكا بقوّتها الضاربة في خط الهجوم بقيادة نجم تشيلسي الإنكليزي إدين هازار الذي استعاد مستواه في نهاية الموسم الحالي، وصانع ألعاب مانشستر سيتي كيفن دي بروين.

ويدرك المنتخب البلجيكي جيداً أن مهمّة الإطاحة بالطليان لن تكون سهلة خصوصاً وأنهم يعانون دائماً في مواجهة المنتخبات المتكتلة في خط الدفاع، وإيطاليا بالتحديد حيث تميل الكفة في المواجهات بين المنتخبين إلى الأخيرة التي فازت 13 مرّة في 21 مباراة بينهما مقابل 4 هزائم ومثلها تعادلات.

يذكر أنها المرّة الثالثة التي يلتقي فيها المنتخبان في النهائيات القارية وجميعها في دور المجموعات، بعد الأولى عام 1980 في المجموعة الثانية وانتهت بالتعادل السلبي، والثانية في النسخة التي استضافتها بلجيكا وهولندا عام 2000 ضمن المجموعة الثانية أيضاً وفازت إيطاليا بثنائية نظيفة.

والتقى المنتخبان 5 مرّات فقط في مباريات رسمية كانت الأولى في الدور الأول لمونديال 1954 وفازت إيطاليا 4-1، والثانية والثالثة في تصفيات كأس أوروبا 1972 فتعادلا سلباً ذهاباً في ميلانو وفازت بلجيكا 2-1 إياباً في بروكسل وهو الفوز الوحيد لها رسمياً على الطليان.

توقعات

وطالب لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنكليزي مروان فلايني زملائه باللعب بجرأة أمام إيطاليا: "يجب أن نفرض شخصيتنا، لدينا أفضل اللاعبين في خط الهجوم في العالم وبإمكانهم خلق الفارق، لدينا 3 مهاجمين من الطراز العالمي أتمنى أن يكونوا جاهزين للتسجيل" في إشارة إلى هازار ودي بروين ومهاجم إيفرتون روميلو لوكاكو.

وأضاف: "من المهمّ دائماً بدء المشوار بفوز، فذلك جيد للثقة والمعنويات"، مشيراً إلى أنه لن يتذمّر في حال بقي على دكة البدلاء.

ووصف مهاجم نابولي درييس ميرتنز مباراة منتخب بلاده مع إيطاليا بـ"معركة ملكية"، وقال: "إيطاليا تملك منتخباً جيداً، وتلعب بأسلوب جماعي جيد بقوة دفاعية ولكن بإمكانها الانطلاق بسرعة كبيرة نحو الهجوم".

ويأمل المنتخب البلجيكي في الارتقاء إلى مستوى التوقعات التي ترجّحه ليكون الرقم الصعب في كرة القدم القارية والعالمية، كونه يعتبر من أكثر المنتخبات التي تعجّ بالنجوم الكبار وأبرز دليل على ذلك أن أربعة فقط من لاعبيه الـ 23 في النهائيات يلعبون في الدوري المحلي وكان بالإمكان أن يكون العدد أقل من ذلك لولا الإصابات التي طالت الخط الخلفي.

من جهته، يطمح المنتخب الإيطالي إلى استعادة لمعانه بعد معاناته ومستوياته غير المقنعة في التصفيات والمباريات الإعدادية للعرس القاري بينها خسارة أمام بلجيكا بالذات 1-3 في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لكن إيطاليا تظهر دائماً بوجه مختلف في البطولات الكبرى.

ويقول مهاجم إنتر ميلان البرازيلي الأصل إيدر: "تلك المباراة الودية كانت مهمّة بالنسبة لنا لمراجعة أوراقنا وتحديد طموحاتنا. صحيح أننا سنلتقي الآن في بطولة قارية، وهي مختلفة تماماً عن المباريات الودية، ولكننا على استعداد لخوض هذا التحدي".

من المؤكّد أن الأمور لن تكون سهلة على رجال المدرّب أنطونيو كونتي في النهائيات القارية خصوصاً أن المنتخب يفتقد إلى ذلك اللاعب الذي بإمكانه تحقيق الفارق على الصعيد الهجومي، وهذا ما تحدّث عنه لاعب الوسط الدولي السابق الذي سيترك المنتخب بعد البطولة القارية من أجل الإشراف على تشيلسي الإنكليزي، قائلاً: "إنها فترة صعبة بالنسبة للكرة الإيطالية. من الصعب أن تجد اللاعبين المناسبين للمنتخب الوطني، خصوصاً في ظلّ إصابة لاعبين مهمين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]