العنف هو كل تصرفٍ يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، وقد يكون هذا الأذى جسميًّا، أو نفسيًّا كالسخرية والاستهزاء، وفرض الآراء بالقوة، وإسماع الكلمات البذيئة، وجميعها أشكال مختلفة لظاهرة العنف.

في السنوات الاخيرة نشهد في وسطنا العربي ازدياد ملحوظ في حوادث العنف عامةً وحوادث القتل خاصةً ، حسب الإحصائيات الاخيرة فأن الوضع يسوء من يوم الى آخر بحيث نسبة العنف في الوسط العربي خمسة اضعاف الوسط اليهودي وايضاً وبحسب إحصائيات الشرطة يشهد الوسط العربي في السنوات الاخيرة معدّل جريمة كل اسبوع ، والسؤال هو اين دور الشرطة في منع هذه الجرائم ؟ ولماذا حتى هذه اللحظة لن يُباشر مفتش الشرطة المعيّن حديثاً روني الشيخ في تحقيق وعودهُ ...

ولكن يجب القول بأن السبب في حوادث العنف هي ليست الشرطة فقط بل ايضاً البيئة التي نعيش بها ، فالأهل البيت الحي والمدرسة لهم تأثير مباشر على سلوكيات الانسان وتصرفاتهُ ، بدون اي شك بأن ظاهرة العنف هي ظاهرة مُكتسبة لهذا ، اولاً يجب على العائلة والمدرسة تربية الجيل الصاعد على ثقافة الحوار وعلى نبذ العنف بكل اشكالهِ وليس العكس كما يفعل في هذا الزمن بعضٌ من الاهل ، ثانياً يجب على المؤسسات المحلية إنشاء برامج تلائم الجيل الصاعد بحيث تكون هذه البرامج تعويضاً عن حالة الفراغ والإجحاف التي يعيشها الجيل الصاعد في شوارع وسطنا ! ، ثالثاً يجب على المدارس تجهيز خطة بحيث تشمل برامج منهاجية ولا منهاجية لنبذ العنف الجسدي والكلامي وللتوعية من إستعمال المخدرات .

لا يمكن أن نتظاهر بأن الأمر غير مهم لنا ، إلا أنه وبالأساس هناك سبب اولي ، وهناك سبب ثانوي. السبب الاولي هو بان لا بد من الردع، وهذا الردع من مسؤولية الشرطة والتي من واجبها الأساسي حماية الأمن والأمان للمواطن والمحافظة على الهدوء في الشوارع . وهي مقصرة في هذا، بل أحيانًا أكثر من مجرد تقصير. أما السبب الثانوي هو مؤسساتنا المحلية وكذلك المؤسسات التربوية والأطر الراعية في مجال الرفاهية الاجتماعية، خاصة بكل ما يتعلق بالمبنى الأسري الذي نراه أكثر فأكثر في حالة انهيار.

الحل يبدأ في تعاملنا مع بعضنا البعض، وأن نؤسّس تربويًا على القيم الحميدة فعلاً لا قولاً . وأن نرعى البيوت التي تحتاج إلى رعاية خاصة، وأن نغير ما استطعنا في نفوسنا من كراهية وحقد إلى محبة وعمل مخلص للجميع . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]