سيل من التصريحات التي تتحدث عن خلافة الرئيس عباس محلية ودولية والحاضر صاحب الحظ الأوفر في هذه التكهنات والتحليلات والتقارير وكل أنواع الكتابة الصحفية من الخبر حتى المقال هو القيادي الشاب محمد دحلان وبالتأكيد أن هذه المادة الإعلامية الموجهة من عدة أطراف ليست بريئة أو عفوية لكنها تأخذنا لطرح جملة من التساؤلات سنسوقها خلال حديثنا معا في هذا المقال عزيزي القارئ .
أتفهم سبب مهاجمة نفر من قيادات السلطة والحركة لدحلان ومحاولة الخوض في مسالة خلافة الرئيس وتصوير الأمر على انه غاية و طموح يسعى له الرجل لان في ذلك استمرار لصورة "الفزاعة " و " البعبع " التي تغذي وجودهم الذي يعتمد على غياب الرجل ورفاقه من الساحة الفتحاوية خاصة والفلسطينية عامة وكذلك أتفهم السيل من الترويج الذي يقوده الإخوان مستخدمين كل ما ينشر عن الرجل بما فيها ما ينشر في وسائل إعلام الاحتلال سواء ملفق أو حقيقي للنيل منه ومحاولة " حرق دحلان " للخصومة التاريخية بين الرجل وبين التنظيم الدولي الذي يجاهر بخلافه معهم ويحملهم مسؤولية الخطايا التي ترتكب في العالم العربي ولكن : من غير المفهوم الحرب التي تشنها وسائل إعلام الاحتلال على دحلان ومحاولاتها تشويه صورته بشكل مباشر وغير مباشر من خلال التسريبات الموجهة والمنتظمة في وسائل إعلام رئيسية في دولة الكيان هل لرؤية دحلان السياسية التي يطلقها علاقة بالأمر أم أنها خدمة تقدم لآخرين أو قد يكون لتصريحات دحلان المعارضة للواقع السياسي الموجود علاقة بالأمر .
هل يرغب فعلا دحلان في الرئاسة ... رغم أنهم استفتوه وافتاهم بشكل صريح عشرات المرات ورغم انه زاد أنا ادعم الأخ مروان البرغوثي واحتفظ بحقي كفلسطيني في الترشح أو عدم الترشح في حال كانت هناك انتخابات ورغم انه طرح رؤية وطنية للخروج من المأزق الذي يعيشه شعبنا ولم يعلن في رؤيته للمسار السياسي أو الوطني انه يطمح لموقع أو صفة محددة إلا أن هناك من استمر في طرح السؤال الغير بريء ولكن السؤال يجب أن يعاد صياغته فهل يصلح دحلان ليكون رئيس ....
كان لدحلان تجربة مع السلطة كان فيها الرجل القوي الذي يخشاه الكبير والصغير ولكن هذه السلطة أخذت من دحلان بقدر ما أعطته وأكثر ولم ينطلق دحلان في تحقيق وزنه السياسي إلا بعد تحرره وتخففه من الموقع الرسمي و من السلطة وأنا اعتقد انه سيفكر ألف مرة قبل أن يعود لهذه السلطة مرة أخرى لاسيما وانه وسع من طموحه وفعله كلاعب رئيس ضمن رؤية اشمل له فيها صوت ورأي وهو مشروع "قومي عربي "لم نسمع تصريح أو تلميح من دحلان يوحي بأنه يقبل بمنصب رئيس السلطة الفلسطينية رغم كل ما قيل في هذا الباب لكن :أيضا هناك آلاف من كوادر فتح يرونه في هذا المكان ويعملون من اجل أن يكون فيه وكذلك الآلاف من أبناء شعبنا اظهروا رغبتهم في أن يعتلي دحلان السلطة وهناك المئات من الاستطلاعات وقياس الرأي أظهرت ثقل الرجل وحجمه في الشارع وقدرته على جمع الأنصار وهذا يأخذانا لطرح السؤال التالي ....
مع إدراكنا وإقرارنا بان فتح ليست عاقر وقادرة على إنجاب شخصية تصلح لان تكون في موقع الرئيس عباس بعد رحيله لكن من هي الشخصية التي قد تطرحها فتح بمن فيهم من تبقى من المؤسسين تتوفر فيه الشروط المناسبة لان يشغل هذا الموقع من حيث الإجماع الشعبي والقبول الدولي والعربي وكاريزما القيادة والحنكة والخبرة السياسية من هي الشخصية التي تستطيع أن تنافس دحلان باستثناء " مروان البرغوثي " والذي يحظى بتعاطف شعبي كونه أسير وهذه المعادلة قد تتغير في حال تم الإفراج عنه فكل الأسماء التي تطرح يتقدم عليها دحلان بأشواط في عدد من النقاط إما أنها شخصيات فاقدة للشعبية أو القوة أو الخبرة أو الرضا العربي رغم محاولات تسويقها .
رغم كل ما يقال عن رغبة أبو مازن في ترك السلطة والمغادرة إلا أن هناك مؤشرات تؤكد عكس ذلك منها ترك حركة فتح بواقعها الحالي رغم الضغط العربي المتواصل الذي يتعرض له من اجل إعادة اللحمة لفتح والنقاش معه بشكل معمق وصريح أن الواقع الحالي لفتح لا يبشر بخير في المستقبل ومع ذلك يستمر الرجل في تجاهل التحذيرات لان الواقع الحالي يخدم سيطرته على مؤسسات الحركة والسلطة والتي تدار بشكل بعيد كل البعد عن الشكل المؤسساتي وإنما من خلال الرؤية والرغبة الفردية له ولمشورة نفر ممن حوله ممن يخدمهم بقاء الحال على ما هو عليه إضافة لتجاهل ملف المصالحة الوطنية وتجاهله بشكل كامل لواقع غزة الخارجة عن سيطرته والتي يدرك جيدا بأنه لا حل سياسي طالما أن هذا الواقع موجود ويعود ذلك لخشية أبو مازن من ما بعد تركه للسلطة وهي مخاوف شخصية لها علاقة " بأمنه الذاتي " وهذا يدفعني لسؤال ؟؟؟
كيف يمكن أن يقنعنا الرئيس بأنه قادر على تجهيز حركة فتح التي هو رئسها لأي انتخابات قادمة خلال الفترة التي تنص عليها كل اتفاقات المصالحة التي وقعت من القاهرة حتى الشاطئ وهي مدة ستة شهور فتح بواقعها الحالي التي تختلف على مؤتمر شعبة ومنطقة يتحكم بها نفر يفصلون المؤتمرات على مقاس من يرغبون ومع ذلك نرى حجم الخلاف فكيف سيجهز قوائم التشريعي ومرشح الرئاسة ونائبة في حال إقرار القانون وكيف سيسيطر على الآلاف الرافضين لسياسته من أبناء الحركة الإجابة في نظري لا تحتمل إلا ترجيحين هو انه لا رغبة جادة أو صادقة في الوصول لصندوق الاقتراع ا و أن هناك نية لطمس فتح وإنهاء وجودها بضربة واحدة ومركزة وتسليم الأمور لآخرين ...!!!!
في الختام إن كل محاولات حرق الرجل لن تفلح فانا اعتبره إضافة لكونه ذكي ونشيط في صنع نفسه ووجوده على الخارطة السياسية فهو أيضا محظوظ لما يقدمه له خصومه من خدمات مجانية صنعت منه أسطورة أو لغز وحكاية في كل مجلس كما أن هذه المحاولات لن تفلح لان الرجل استطاع بفطنة وذكاء صنع قاعدة لا يستهان بها له داخل الشعب الفلسطيني وخارجه من فتح ومن عموم الناس الذي ارتبط بشكل شرطي في أذهانهم أن هذا الرجل قادر على صنع شيء وتغيير واقع مله الشعب الفلسطيني وكذلك لان شعبنا أدرك قوة الرجل وتأثيره الإقليمي والعربي فشخص وبجهد ذاتي يمتلك كل هذه المقومات لماذا لا يكون الرئيس القادم لشعبنا ؟؟؟
أنا واحد ممن سمعوا آلاف القصص والحكايات عن فساد دحلان وثرواته المهولة وتجاوزاته التي لا توصف ولكني لم اسمع يوما عمن قدم دليل ملموس يدين الرجل ويجعلنا مؤمنين بأنه لا يستحق الالتفاف الشعبي حوله فرغم الخصومة الشديدة له مع حماس والإخوان المسلمين ومتنفذين فتح والسلطة حتى اللحظة لم يقدم أي من هذه الأطراف ما يعتبر دليل قطعي على تجاوزات الرجل وفساده فهل من الممكن أن يقدم لنا احد دليل على فساد دحلان وهنا لا اعلم لماذا يقفز إلى ذهني ذكرى الإشاعات التي كانت تساق بحق الراحل ياسر عرفات والتي وصلت لحد اتهام الرجل بأنه من أصول يهودية وملياردير لا اذكر كانت رتبته الثامن على مستوى العالم ... الخ ,وبعد وفاته وجدوا في تركته رصيد من العز والفخر لكل فلسطيني لا اعتقد ان حرق دحلان ورصيده في الشارع ونفوذه العربي والإقليمي بهذه السهولة .
[email protected]
أضف تعليق