أكد بروفيسور نعيم شحادة مدير قسم السمنة والسكري في مستشفى "رامبام" ومدير مشروع "نحمي" لـ"بـُكرا": بأن شهر رمضان المبارك يشكل فرصة ذهبية لتحسين توازن السكر في الدم لتكون الفائدة خلال وبعد الشهر الفضيل إذا تم الالتزام بالتعليمات المطلوبة ، بالمقابل، يتوافق الدين والعلم على ضرورة تجنّب فئات معينة من مرضى السكري مخاطر الصيام ولذلك لا بد من استشارة الطبيب قبل تأدية هذه الفريضة.
وقال بروفيسور شحادة: يستطيع معظم مرضى السكري الصيام في رمضان دون تعريض أنفسهم لمخاطر الصيام ولكن ذلك يلزمهم تلقي ارشاد من قبل الطاقم المعالج قبل وأثناء رمضان لأن الصيام الآمن يستوجب تغذية سليمة وقياس متكرر لمستوى السكر وتغيير في العلاج من قبل الطبيب المختص، علاوة على ذلك فقد يشكل شهر رمضان فرصة ذهبية لتحسين توازن السكر في الدم لتكون الفائدة خلال وبعد شهر رمضان إذا تم الالتزام فعلا بهذه التعليمات. بالمقابل، يتوافق الدين والعلم على ضرورة تجنّب فئات معينة من مرضى السكري مخاطر الصيام ولذلك لا بد من استشارة الطبيب قبل الاقدام على الصيام في شهر رمضان.
وتابع شحادة: يعرف مرض السكري على أنه ارتفاع في مستوى السكر في الدم لأسباب اما تكون وراثية أو بيئية كزيادة الوزن وقلة مزاولة النشاط البدني وعوامل أخرى. في السنوات الأخيرة ثمة ارتفاع ملحوظ في نسبة مرضى السكري في العالم بشكل عام وفي المجتمع العربي بشكل خاص اذ تقدر نسبة مرضى السكري بحوالي 10% من الناس البالغين. يعتبر صيام شهر رمضان تحديا كبيرا لمرضى السكري وللطاقم المعالج فالصيام من جهة أحد أركان الإسلام التي يحرص كل مسلم على أدائها ومن جهة ثانية أثبتت أبحاث عديدة أن الصيام قد يهدد صحة فئات معينة من مرضى السكري ويعرضهم لمخاطر عدة. في أحد أكبر الأبحاث في هذا المجال والذي شمل 13 دولة عربية وإسلامية قدرت نسبة مرضى السكري الذين يصومون رمضان ب 43% من مرضى السكري النوع الأول و 79% من مرضى السكري النوع الثاني ليكون بذلك تقدير عدد مرضى السكري الذين يصومون رمضان حوالي 60 مليون شخص, الأمر الذي استدعى وجوب اعداد إرشادات خاصة لمرضى السكري في رمضان من أجل تجنيبهم مخاطر الصيام.
من هم مرضى السكري المعرضون لمخاطر الصيام في رمضان؟
وتابع شحادة قائلا: لا بد من التأكيد أن معظم مرضى السكري النوع الثاني يستطيعون الصيام بأمان في رمضان شرط تلقي الارشاد اللازم قبل وأثناء شهر رمضان الا أن ثمة فئة من مرضى السكري لا يمكنها الصيام في رمضان. لذا تم تصنيف مرضى السكري الى اربع فئات: الفئة الأولى هم المصابون بالسكري ذوو الاحتمالات الكبيرة جدا للمضاعفات الخطيرة بصورة مؤكدة مثل: حدوث هبوط السكر الشديد أو المتكرر أو فقدان الحس بنقص السكر (خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق رمضان)، حدوث الغيبوبة السكرية) الحماض الكيتوني أو فرط التناضح) خلال الشهور الثلاثة التي تسبق رمضان. المصابون بأمراض حادة اخرى مرافقة للسكري. الذين يمارسون مضطرين أعمالا بدنية شاقة . الذين يجرى لهم غسيل كلى والنساء الحوامل، اما الفئة الثانية فتتطرق الى وجود احتمال كبير لحدوث مضاعفات نتيجة الصيام والتي يغلب على ظن الأطباء وقوعها وتشمل: ارتفاع السكر (180-300ملغ/دسل) والخضاب السكري (HBA1C) < 10% ، قصور كلوي ، اعتلال القلب والشرايين الكبيرة ، أمراض أخرى تضيف أخطاراً إضافية عليهم، الذين يسكنون بمفردهم، كبار السن المصابون بأمراض أخرى، الذين يتلقون علاجات تؤثر على العقل. في هاتين الفئتين تم البت من قبل مجمع الفقه الإسلامي في سنة 2010 بأنه " يتعين شرعاً على المريض ان يفطر ولا يجوز له الصيام، درءً للضرر عن نفسه.
واردف: أما مرضى السكري المنتمون للفئة الثالثة والرابعة فهم ذوو الاحتمالات المتوسطة والمنخفضة للتعرض للمضاعفات نتيجة الصيام ويشمل ذلك المصابين بالسكري ذوي الحالات المستقرة والمسيطر عليها بمجرد الحمية أو بتناول الأدوية التي لا تشمل الانسولين. هؤلاء المرضى يستطيعون الصيام في رمضان شرط تلقي ارشاد لصيام آمن في رمضان.
د. رياض محاميد: التوصيات اللازم اتباعها لصيام آمن في رمضان..
بدوره د. رياض محاميد تحدث لـ "بـُكرا" عن التوصيات اللازمة على مريض السكري اتباعها لصيام الشهر الفضيل حيث قال: من الضرورة أن نؤكد بضرورة الرجوع للطبيب المعالج، والاستفسار عن إمكانية مواصلة العلاج خلال الشهر، أو الامتناع نهائيا عن الصيام. وفي حالة موافقة الطبيب على الصيام، هذه بعض النصائح الهامة، التي تساعد المريض في الحفاظ على توازن نسبة السكر بالجسم منها فحص نسبة السكر بانتظام: من الخطوات الهامة جدا للتحكم في نسبة السكر بالجسم، خلال شهر رمضان، حيث ينصح بإجراء الفحص الذاتي للسكر بوتيرة عالية خلال الشهر، ومن المحبذ القيام بالفحص قبل كل وجبة فطور وما بعدها، وبعد السحور وفي أثناء الصيام ولدى الشعور بأعراض هبوط السكر والتي تشمل: تعرق، ازدياد خفقان القلب، رعشة في الأطراف، تشويش وعوم وضوح الكلام.
وتابع: الى جانب وجوب كسر الصيام في الحالات التالية:1. .إذا كان السكر أقل من 60 - 2. إذا كان السكر أقل من 70 في الساعات الأولى للصيام بالذات إذا تناول المريض الانسولين أو محفز افراز الانسولين لدى وجبة السحور- 3. إذا كان السكر أكثر من 300 - 4. في أيام المرض.
ونوه قائلا: تعتبر التغذية السليمة عاملا مهم في التخفيف من معاناة الصائمين وسلامتهم حيث نوصي بضرورة الالتزام بوجبة السحور وننصح بتناول وجبات فطور صغيرة ومتعددة وتجنب الاطعمة المالح والتقليل من الحلويات والأغذية الدسمة وشرب السوائل الصحية حيث نوصي شرب من 8-10 أكواب من الماء يوميا (بعد الفطور)، وتجنب المشروبات التي ترفع مستويات السكر في الدم مثل العصير، والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، والمشروبات الساخنة المحلاة بالسكر. كذلكتجنب ممارسة الرياضة أثناء ساعات الصيام.
[email protected]
أضف تعليق