مع اقتراب شهر رمضان المُبارك، يبدأ الناس بتحضيرات مكثّفة بكلّ ما يخصّ الشّراب والغذاء، جاهلين أنّ لكلّ عبادةٍ فرضَها الله على عباده هناك حكمة ما، متجاهلين قول رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): صوموا تصحّوا!

فوائد الصّيام عديدة، فمن جهة هو عبادة تمنح الصّائم راحة القلب والسّكينة، ومن جهةٍ أخرى فإنّه تدريبٌ على الصّبر والإلتزام وتهذيب النفس.

وبالإضافة إلى ذلك، لصوم شهر رمضان المبارك فوائد جسديّة عديدة: كتنقية الكلى، تنظيم مستوى السكّر في الدّم، تنقية الأوعية الدموية من الدّهون المُتسرّبة، وغيرها..

ولكن، تقتصر جميع تلك الفوائد على التزام الصّائم بتوصيات غذائية مُعيّنة تتوافق مع المبادئ الغذائية الصحيحة كما وتتوافق مع تعاليم السنّة النبويّة.
رمضان هذا العام، كالأعوام الأخيرة التي مضت، يوافق قدومه في أكثر أشهر السنة حرًّا، الأمر الذي قد يزيد من صعوبة الصيام نظرًا لدرجات الحرارة المرتفعة، وساعات الصيام الطويلة.

لضمان دوام الصحّة في هذا الشهر لا بدّ من اتّباع بعض النّصائح والتوصيات الغذائية التي سوف تساعدكم على ذلك:

- إنّ تناول 1-3 حبات تمر يُعتبر كافٍ لكسر صومكم. تذكّروا أنّ التمر غنيّ بالسعرات الحرارية والسّكر، لذا من الأفضل أن تعدلوا في تناوله.

- إحرصوا على أن يحتوي الحساء على كميّات سخية من الخضار، فإضافة الفيتامينات والمعادن والألياف إلى طبق الحساء يعود بالمنفعة الكبرى على جهازكم الهضمي.

- لصحّة أفضل، إعتدلوا في إضافة الملح إلى الأطباق المطبوخة كي تقلّلوا من شعوركم بالعطش بعد تناولها. بإمكانكم استبدال كميّة من ملح الطعام بالأعشاب والتوابل.

- إنتقوا خضارًا متنوّعة وملوّنة لتحضير السّلطة، فكلّما تنوّعت زادت فائدتها.

- قسّموا الطبق الرّئيسي إلى 3 أجزاء: نصفه للخضار، ربعه للكربوهيدرات المُعقّدة (من الحبوب الكاملة غير المقشورة) وربعه الأخير للأغذية الغنيّة بالبروتين (اللحوم، الأسماك، الدجاج، البقوليات ومنتجات الحليب).

- إذا كنتم تشعرون بالتّخمة والكسل بعد تناول الإفطار، فيمكنكم تأخير الطبق الرّئيسي إلى ما بعد صلاة المغرب، فهذا يضمن لكم الوقت الكافي لهضم التمر، الحساء والسلطة. ويمنعكم من الإحساس بعدم الإرتياح نتيجة الإفراط بالأكل بعد يوم صيام طويل.

- إعتدلوا في استهلاك المُقبّلات المقلية كالمُعجّنات والبطاطا، وذلك لأنّ الأطعمة المقلية غنيّة جدًا بالسّعرات الحرارية والدهون، وتؤدي إلى ارتفاع مستوى الكولسترول في الدّم وإلى مشاكل الحرقة. ولذلك، قوموا بتحضير المُقبّلات الرمضانية بخبزها في الفرن.

- إعتدلوا في استهلاك المشروبات الرّمضانية كالعرق سوس وقمر الدّين. لريّ عطشكم، عليكم بالماء!

- حاولوا، من اليوم، التقليل قدر الإمكان من تناول المشروبات الغنيّة يالكافيين كالقهوة والشاي والكولا وذلك لتأثيرها السلبي على صحّة الجسم أثناء الصوم. فعدم تناول هذه المشروبات بشكل مفاجئ، على الرّغم من التعوّد عليها يؤدّي إلى زيادة الشعور بالنّعاس والصداع وعدم القدرة على التعامل مع من حولك.

- إذا كنتم تمارسون الرياضة، يمكنكم الإستمرار في نهجكم. إنّما احرصوا على توقيت مناسب، مكان مظلل وعلى ترطيب أجسادكم مباشرةً بعد الرّياضة.

- بالنّسبة للحلويات، إختاروا كلّ يوم نوعًا واحدًا فقط. وفضّلوا تحضيرها في المنزل باستخدام منتجات الألبان قليلة الدسم وكميّة معتدلة من السكّر، وعن طريق خبز الحلويات بدلًا من قليها في زيت عميق.

- إنّ تناول 3 وجبات باليوم مهمّ جدًّا خلال شهر الصيام: وجبة الإفطار، وجبة خفيفة قبل النوم ووجبة السّحور. هذا من شأنه مساعدتكم على تفادي المُغريات غير المفيدة خلال ليالي الشهر.

- عليكم بتنظيم جدولكم الزّمني الخاص بكم حيث تحظون بقسط كاف من النوم.

ونصيحة أخيرة، يبقى الإعتدال مفتاح الصحّة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]