شهدت السنوات الأخيرة نهضة غير مسبوقة لمناصرة المرأة، دعمها ودمجها في المجتمع العربي، ولكن هذا يتطلب عمل دؤوب وبذل جهم مضاعف من اجل تقليص الفجوة الموجودة في سوق العمل في المجتمع العربي بين المرأة والرجل بشكل خاص وبين العرب واليهود بشكل عام ومؤخرًا تعمل مراكز ريان للتوجيه المهني- شركة الفنار على تنظيم مشاريع مختلفة، منها برامج للتوجيه المهني ومنها معارض للوظائف الشاغرة للأكاديميين كالذي أقيم في شفاعمرو يوم الأربعاء المنصرم "معرض امتياز"، وأيضًا أيام دراسية كاليوم الدراسي حول الفرص والتحديات أمام دمج النساء في سوق العمل الذي سينظم في سخنين الثلاثاء 31.5.2016 وأيضًا تنظيم برامج لتأهيل الأشخاص قبيل دخول سوق العمل ومشاريع أخرى.
حول هذا الموضوع تحدث مراسلنا الى مديرة وحدة العلاقات مع المشغلين- مشروع المجتمع العربي في شركة الفنار، حنين لحام التي قالت :" نشهد في الآونة الاخيرة تحسن في موضوع تشغيل النساء العربيات ، مع ان التحسن ما زال بطيئا، لكن لا يمكن تجاهله، لذلك يتوجب العمل على تسريع هذا الموضوع بهدف تقليص الفجوة مع مجمل السكان في البلاد، وبهذا نكون قد تغلبنا على ظاهرة فقر العائلات في المجتمع العربي، ما زلنا نصادف تحديات التي تعيق دمج النساء العربيات في سوق العمل وممكن تصنيفها في عدة بنود منها:-
عدم توفر المواصلات العامة
قالت لحام: البعد الجغرافي من اماكن العمل وعدم توفر المواصلات العامة، قد يصعب المهمة على المرأة العربية في الخروج الى العمل، وهذا ما نلاحظه في البلدات العربية التي يتواجد بها نظام مواصلات عامة سهلة وهذا يسهل المهمة امام المرأة العربية للخروج الى العمل، لان المواصلات تعتبر عامل مهم في تسهيل خروج المرأة العربية لسوق العمل، واكبر مثال على ذلك عدم استغلال فرص العمل الموجودة في منطقة المركز نتيجة لبعدها الجغرافي، لذلك يتوجب العمل على تقريب المركز الينا بفتح اماكن عمل ايضا في الضواحي وليس فقط في المدن الكبيرة.
الأمومة، واعتبار المرأة معيل ثانوي
وتابعت: إضافة لذلك فإن عامل الامومة ايضا يعيق ايضا خروج المرأة الى العمل، لذلك يتوجب ايجاد حل مناسب لتربية الاولاد التي يجب الا تقتصر على الوالدين فقط، وذلك من خلال إنشاء حضانات اضافية ومراكز تربوية بمستوى رفيع، هذا العامل يدخل الام العربية في حيرة كبيرة بين نجاحها في العمل وبين كونها ام مثالية تريد ان تربي اولادها افضل تربية، لذلك تختار العمل في ساعات الصباح، أضف الى ذلك بان المجتمع العربي يعتبر المرأة معيل ثاني للعائلة وليس الرئيسي ، هذا يصعب على المرأة العربية الخروج الى العمل، لان مجتمعنا يعتبر ان دور المرأة الرئيسي هو تربية الاولاد وليس اكثر من ذلك، وهذا ايضا يعيق تقدمها في مسيرتها المهنية".
أهمية اختيار موضوع الدراسة الاكاديمية
وتطرقت حنين لحام الى قضية اختيار موضوع الدراسة الاكاديمية للمرأة حيث قالت : في معظم الاحيان اختيار موضوع الدراسة لا يتم على اساس سليم، انما حسب المفاهيم المتبعة في مجتمعنا لدور المرأة ، اضافة الى اختيار مهنة التعليم لأنها سهلة للام، وهذا ادى الى فائض كبير للمعلمات في سلك التعليم ، حيث الحديث يدور حول ما يقارب الـ 8000 معلمة لا تجد لها مكانا في مهنة التدريس، لذلك يتوجب اختيار موضوع الدراسة بشكل جيد لكي يلائم متطلبات مجتمعنا العربي ويلائم سوق العمل. لذلك يتوجب توعية مجتمعنا العربي من اجل اختيار موضوع الدراسة الملائم.
وتابعت: انا افهم عدم اختيار المرأة العربية للمواضيع التكنولوجية لان نسبة العرب في هذا المجال لا تتعدى الـ 3% ولكن من ناحية أخرى التنازل عن هذه المهن يعني اننا نتنازل عن وجودنا في هذا المجال ، وهذا يؤدي الى توسيع الفجوة بين اجور العامل العربي مقارنة مع العامل اليهودي الذي لا يقتصر اختياره على موضوع محدد. لديه فرص عمل اكثر لأنه يختار عدة مواضيع مختلفة للدراسة. نضيف لذلك موضوع "الأعمال المصرفية" الذي ما زال يلتحق بدراسته العديد من العرب رغم ان معظم مؤسسات البنوك بدأت باستعمال الاجهزة المحوسبة وفي طريقها للاستغناء عن الايدي العاملة، وللأسف الشديد كون هذه المهنة سهلة للام العربية ما زال الاقبال على تعلمها كبير.
التمكن من اللغة العبرية وكتابة السيرة الذاتية
وأضافت لحام : النقص في الوظائف هو كبير ، لذلك يتوجب علينا ادخال اماكن عمل جيدة في مجتمعنا العربي، عن طريق تأسيس مناطق صناعية.
وقالت: أظن من الخطأ ان تكون المنافسة على فرص العمل في داخل المجتمع العربي فقط، حيث تأتي هنا المنافسة على وظائف محدد، وانما يتوجب ان تكون المنافسة على نطاق اوسع وتكون مع المجتمع الاسرائيلي ككل على جميع الوظائف.
وتحدثت حنين لحام عن اهمية التمكن من اللغة العبرية التي تشكل عائقا عند الرجال والنساء ايضا في اندماجهم في سوق العمل: حتى لو عملت المرأة العربية لدى مشغل عربي، فهذا لا يعفيها من عدم تحدث اللغة العبرية، لان كل وظيفة، في اي مكان، حتى لو كانت لدى مشغل عربي تتطلب الإلمام في اللغة العبرية. إضافة لذلك، فإن عدم التمكن من اللغة العبرية يؤدي الى فشل المرأة العربية في قبولها للعمل، حيث عدم اتقانها للغة العبرية في المقابلة للعمل، يزعزع شخصيتها ويؤدي الى عدم قبولها للعمل. أضف لذلك عدم الدراية في كتابة السيرة الذاتية من أجل البحث عن عمل. هذا لا يقتصر على المرأة العربية فقط، انما ايضا العنصر الرجالي يعاني من ذلك، حيث عدم المعرفة في كتابة السيرة الذاتية يقلل من فرص القبول للعمل.
وأنهت حديثها: لذلك نحن في شركة الفنار نعمل على تأهيل رجال ونساء المجتمع العربي في اللغة العبرية، بتدريبهم على التحدث باللغة العبرية ، وارشادهم بكتابة السيرة الذاتية بشكل جيد، وتحضيرهم قبل خروجهم الى سوق العمل، بأمل كسر هذه الحواجز، من اجل خلق فرص عمل اضافية لأبناء المجتمع العربي، وهذا يأتي عن طريق دراسة جميع هذه المشاكل التي ذُكرت والعمل على ايجاد الحلول لها .
[email protected]
أضف تعليق