ليس من المفهوم ضمنا ان تدرّس اللغة العربية المحكية العامية في الوسط اليهودي ، خاصة وان من يدرس اللغة هم طلاب اكاديميون عرب ضمن مشروع " نتحدث العربية " الذي اطلقه اتحاد الطلبة في إسرائيل بداية العام وللمرة الأولى، الذي يضم العشرات من الاكاديميين العرب الذين يدرسون اللغة العربية المحكية باللهجة العامية الفلسطينية لطلاب من المجتمع اليهودي.
وما يلفت النظر، أنه من ضمن مجموعة المدرسين، شابة عربية ترتدي الزي الشرعي، وهي الشابة سماح وتد التي تحدثت لموقع بكرا عن تجربتها في هذا المشروع، على الرغم من توتر الأوضاع الذي تشهده البلاد، وصعوبة تقبل الآخر بين أبناء المجتمعين.
سماح وتد: الحق في إدراج اللغة العربية في الشارع اليهودي
وبدورها تحدثت الشابة سماح وتد عن المشروع، والفكرة من ورائه قائلةً: المشروع انطلق من اجل تسهيل لغة الحوار والتواصل بين الطرف العربي واليهودي، إذ انطلقنا في تدريس الطلاب اليهود على اتقان لغتنا العربية في اللهجة العامية، وذلك لعدة اهداف، ومنها ما نراه نحن كعرب على انه حق، وهو ادراج اللغة العربية في الشارع اليهودي وتسهيل صيغة التعامل معنا كعرب بحسب لغتنا، كما هو مفروض علينا ان نتقن اللغة العبرية كي نستطيع التعامل مع الطرف الآخر.
وبالإضافة الى تدريس اللغة العربية، نحن أيضا نعلم الطلاب عن ثقافتنا العربية الفلسطينية الاصيلة، وذلك من أجل أن يكون سهلا على الطرفين الوصول الى نهاية المشروع بنجاح.
لا أشعر بالخوف أو بعدم تقبلي بسبب لباسي الشرعي...
وتابعت سماح : انا كشابة عربية ملتزمة بالزي الشرعي، لا اشعر بنوع من الخوف، او عدم تقبل وجودي، خاصة في ظل الأجواء الأمنية المتوترة التي نعيش في ظلها، لكون الطلاب المشاركين هم بحاجتي لتعلم لغتي وثقافتي، وبالتالي اذا أرادوا ذلك فوجب عليهم تقبلي كيفما كنت.
وما أريد التنويه له، بأنه لدي رغبة كبيرة بالاستمرار بالمشروع، لكونه يتيح لنا الفرصة لنقل حضارتنا ولغتنا العربية الى داخل المجتمع اليهودي ونعلمهم لغتنا أيضا ولنعزز مكانة اللغة العربية في الدولة وتصبح اكثر استخداما، مما يسهل على المواطن العربي فهم ما كان يصعب عليه فهمه مع اللغة العبرية.
وأضافت سماح: خلال المشروع نحاول قدر الإمكان تجنب الدخول في نقاشات تتعلق بالأوضاع المتوترة التي نشهدها مؤخرا، ويبقى تركيزنا اكثر حول تعلم اللغة العربية، ولم تكن تهمني نظرة الطلاب إليّ كعربية ملتزمة بالزي الديني قدر ما هو اهتمامي بتنفيذ الرسالة التي دخلت المشروع من اجلها، والامر الذي يدعو للهدوء هو اننا انطلقنا في المشروع شهرا قبل عيد الفصح اليهودي، حيث ان الأوضاع كانت هادئة نسبيا على الساحة السياسية المحلية ولم تكن هناك أي ضجة او ردة فعل ليست بمكانها.
ومن جهة أخرى، الطلاب اليهود الذين ينتسبون الى المشروع هم المعتدلون في أفكارهم وآرائهم السياسية وليس من المتزمتين او المتطرفين، لذلك هم اختاروا تعلم اللغة اكثر من اختيارهم الدخول في تفاصيل أخرى.
صعوبة في تجنيد المنتسبين وطلاب يهود للمشروع
وتابعت سماح: نحن نتلقى مبالغ جدا زهيدة مقابل عملنا ضمن المشروع، ولكننا نتقبل ذلك لأننا بالأكثر اهتمامنا كشباب عرب هو توصيل رسلة يحملها كلّ منا خلال تأديته المشروع ، والتي بالنسبة لنا هي اهم بكثير من المبالغ المادية ، وعلى سبيل المثال رسالتي انا شخصيا هي تعزيز لغتي العربية في الوسط اليهودي ، والمساهمة بتقوية اللغة والحد من استعمال اللغة العبرية ، كما واننا نسعى لتسهيل التعامل والتواصل بين العربي واليهودي وتبادل اللغات بسهولة، ومن الصعوبات التي واجهتنا مؤخرا هي تجنيد منتسبين وطلاب يهود للمشروع وإيجاد صيغة لإقناعهم تعلم اللغة العربية.
واسهبت سماح تقول: نحن كعرب نرى بالمشروع مبادرة جيدة وفيها مصلحة مباشرة لنا كمواطنين، ولكن من الطرف الاخر نرى ان هنالك تناقض واضح فيه، كون المشروع صادر وممول من قبل احدى المؤسسات التي تندرج بإحدى المؤسسات الصهيونية وهو اتحاد الطلبة الإسرائيلي، وما لمسناه مؤخرا هو تجاهلنا وتغييبنا كطلاب عرب في الاجتماعات وتغييبنا في الامسيات كأننا لسنا شركاء في إنجاح المشروع، والتناقض هنا كيف لمؤسسة كهذه ان تسعى لإطلاق مشروع يعلم اللغة العربية ومن الجهة الأخرى يتجاهلون وجودنا ضمن المشروع .
[email protected]
أضف تعليق