أسابيع قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الفضيل، وفي هذه الفترة بالذات يكثر الحديث عن صيام مرضى السكري، والمخاطر التي قد تواجههم وكيفية تجنبها وعدم المس بصحتهم. وللحديث عن هذا الموضوع التقينا د. توفيق زعبي، من قرية سولم، وهو اختصاصي أمراض باطنية ومستشار أمراض السكري في منطقة الناصرة وضواحيها.
في بداية حديثه رد د.توفيق زعبي على سؤالنا حول المخاطر التي قد تواجه مريض السكري خلال الصيام، وقال: "قبل الحديث عن المخاطر يجب ان نعلم ان كان مريض السكري قادرا على الصيام ام لا، كل مريض سكري قبل صيام شهر رمضان عليه التوجه الى الطبيب المعالج ويسأله هذه السؤال، ان كان وضعه الصحي يسمح له بالصيام أم لا. طبعا وبعد الاطلاع على نتائج الفحوصات الاخيرة والوضع الصحي الحالي للمريض يتم اتخاذ القرار".
وتابع بالقول: "بالنسبة للأعراض التي قد يواجهها مريض السكري، منها الجفاف، فمن اجل ابعاد او التقليل من خطر الاصابة بالجفاف يحبذ تناول السوائل خلال فترة الافطار حتى السحور، فبطبيعة الحال الكثير من الاشخاص يسهرون حتى ساعات متأخرة ويجب استغلال هذه الفترة لتناول السوائل لتسهيل الصيام في اليوم التالي ومنع الجفاف. ان كانوا يتناولون حبوبا تنشط عملية التبول فمن المفضل استشارة الطبيب لأخذها او الاستغناء عنها في شهر رمضان، فهنالك مرضى يمنع وقف هذه الأدوية لهم وهنالك مرضى بامكانهم ايقافها، وهذا يخفف من احتمال الاصابة بالجفاف".
ومضى مستشار السكري، د. توفيق زعبي وقال: "العارض الآخر الذي يجب الاهتمام به هو الهبوط في نسبة السكر بالدم، بما يسمى بالهيبوغليكيميا، ويشار الى انه تم اجراء بحث في 11 دولة اسلامية على مرضى السكري الذين يصومون، ووجد البحث ان حوالي %60 من الصائمين المشاركين تعرضوا لهبوط في نسبة السكر بالدم، وهذه تعد نسبة كبيرة، ولمنع هذا العارض يجب التوجه لطبيب العائلة قبل بداية شهر رمضان، حيث ان الهبوط يكون غالبا بسبب الأدوية التي يتناولها مرضى السكري، ولمنع حدوث الهبوط يجب استشارة طبيب العائلة بتخفيف كمية الدواء وفي بعض الأحيان يمكن تبديلها بنوع آخر من الأدوية التي لا تسبب هبوط بمستوى السكر بالدم. كي يعرف المريض وضع السكر خلال الصيام عليه قياس السكر بالدم في ساعات الصباح والعصر، وبعد الإفطار بساعتين، وعلى سبيل المثال اذا قام مريض السكري بقياس نسبة السكر في الدم في الساعة التاسعة او العاشرة صباحا وكانت النتيجة دون الـ 70 فعليه الإفطار، وان كانت نسبة السكر قبل الافطار بساعة دون الـ 60 فعليه ايقاف الصيام والافطار وعدم المجازفة. هبوط نسبة السكر في الدم قد يؤدي الى مضاعفات صعبة تصل الى حد الخضوع لتلقي العلاج في المستشفى، وهذا ما لا يتمناه أي صائم، وكذلك في حالة ارتفاع نسبة السكر بالدم في ساعات النهار من 300 فما فوق، فيجب الإفطار وأخذ العلاج اللازم".
أشخاص ينصح بعدم صومهم لشهر رمضان
وأضاف د. توفيق زعبي: " هنالك مجموعات مصنفة أكثر خطورة لصيام شهر رمضان، منهم النساء الحوامل اللواتي يعانين من مرض السكري، المرضى الذين يعانون بهبوط في عضلة القلب وهبوط في وظائف الكلى يمنعون عن الصيام، او الاشخاص الذين يعانون من السكري من النوع الأول ويواجهون مضاعفات هبوط نسبة السكر بالدم دون ان يشعروا به، ويكتشفون ذلك صدفة بعد قياس نسبة السكر فيجدونه بمعدل 50 ملي غرام مثلا وهذه تعد نسبة منخفضة جدا، وكذلك المرضى الذين معدل السكر لديهم 300 فما فوق او لديهم السكر التراكمي 10 فما فوق، من المحبذ الا يصوموا".
نصائح هامة يجب الانصياع لها
وقال: "على مريض السكري قياس مستوى السكر بالدم من مرتين الى 3 مرات خلال الصيام، الانصياع لتعليمات ونصائح الطبيب، وعدم الإكثار بأكل وشرب الحلويات. شرب المياه ما بين الافطار والسحور، عدم بذل مجهود جسماني خلال الصيام، والمشي بعد ساعتين من تناول الوجبة، وهذا العام رمضان ياتي في فصل الصيف، وهنالك خطر من اصابة الصائمين بالجفاف لذلك يجب الامتناع عن بذل المجهود الجسماني والتعرض لأشعة الشمس الحارقة، ويفضل على مريض السكري ايقاف صيامه في حالة كان مستوى السكر بالدم منخفض، واتمنى للجميع صوما مقبولا وافطارا شهيا واتباع النصائح والتعليمات".
ابرة الليكسوميا جاءت لتعطي الاجابة لنواقص الانسولين السريع.. تمنع هبوط السكر وتمنع ارتفاع الوزن، وتمنع الشعور بالجوع
اما عن الادوية الحديثة المستخدمة في علاج مرضى السكري فقال د. توفيق زعبي: "تحاول شركات الادوية دائما تطوير نفسها بالادوية، كي لا تؤثر هذه الادوية على المرضى والا تؤثر عليهم خلال الصيام، على سبيل المثال توجد ادوية حديثة منها نوع انسولين "توجي يو" مفعول هذه الابرة من الانسولين 24 ساعة فما فوق، وتمتاز بمفعولها البطيء دون ان تسبب هبوط السكر بالدم، وهنالك حقنة انسولين اخرى تدعى تريغلوديك وهي بنفس المفعول. هنالك دواء جديد اسمه لكسوميا وهذا الدواء يقلل من نسبة السكر بالدم بعد الوجبات حيث يعمل بطريقة تمديد فترة تفريغ المعدة، التي تجعل المريض يشعر بالشبع لمدة طويلة دون ان يسبب هبوط بنسبة السكر بالدم، ويساعد في تخفيض الوزن. تمديد فترة تفريغ المعدة يؤدي الى امتصاص بطيء للسكر ويمنع ارتفاع السكر لساعتين بعد الوجبة".
هذا النوع من العلاج يعد بديلا للانسولين السريع الذي يؤدي الى هبوط بمستوى السكر بالدم ويؤدي الى الشعور بالجوع وارتفاع بالوزن، فابرة الليكسوميا جاءت لتعطي الاجابة لكل النواقص، التي ذكرت.
واختتم د. توفيق زعبي حديثه وقدم التهاني للأمة العربية والاسلامية بمناسبة قرب حلول الشهر الفضيل متمنيا ان يمر على الجميع بالخير والصحة والعافية.
[email protected]
أضف تعليق