العنف جريمة نكراء اجتاحت الوسط العربي واستحوذت عقولنا ليس سهواً بل عن قناعة وايمان بها، افة العنف تنتشر وتنتشي كالنار في الهشيم ، كالخلايا السرطانية ، تدبُ كالوحش الكاسر المُستفحل الذي لا يستطيع ان يقف أمامه اي شيء فيداهمنا ويُجرد أعرافنا.
هل هناك من يحرك ساكن ؟ هل من مُغيَّث ؟ما هي بُنية هذا الوحش وما هي العوامل التي مدت له أيدي العون ؟ الا يوجد ما يوقف هذا الوحش عند حده ؟وهل كُتب لمجتمعنا التعس ان ينهض ام انه سيظل في المستنقع وكلما حاول النهوض لم يجد ما يتمسك به ؟ هل اصبح العنف لغة رسمية للشارع العربي ام انها ثقافة قد نشأنا عليها وعلى ركيزتها المبرمجة على القوة والعربدة؟
أسئلة تراودنا ولا تريد ان تحمل اعبائها لتغادرنا، وما بين السطور التالية سنستقطب الاجوبة كاملةً.
هذا الوحش يهدد استقرارنا ليضرب فينا العمود الفقري بإحتضان شبابنا ..
في الفترة الاخيرة يُلقي هذا الوحش بظلاله ليُخيم على مجتمعنا ويبث صرخة ظلام الليل الدامس..
مجتمعنا يتضور الماً لما يحُيط به وقد بلغت به ِالعلة مُنتهاها .. بلادة الصمت تستكينه ولا يوجد هناك اي محرك لأي ساكن ، الخوف ان نصل الى ما لا نحمد عُقباه ..
أستعرض امامكم العوامل التي مدت بأيدي العون لهذا الوحش والتي كونت بُنيته الكاملة:
-ازمة القيادة ، لا يوجد هناك قيادة واعية ومثقفة لتتمسك بزمام الأمور وهذا جواب على السؤال الاول.
-الهموم اليومية والقضايا الكبرى المتناثرة والعالقة التي تخص مجتمعنا والتي بات من الصعب تفكيكها ،مما أوجد جو الضغط وَمِمَّا أدى الى تفريغ كامل طاقتنا في حيّز العنف .
-الاهمال الأُسري وتشتت العلاقة الأُسرية .
-"האמריקניזציה״ واقصد هنا تداخل العادات الامريكية والاوروبية في عادات المجتمع الاسرائيلي وتسربها للوسط العربي الذي بدوره جزء من المجتمع الاسرائيلي ، هذه العادات تُشرعن المخدرات وامور اخرى تُحاكي حياتهم اليومية والتي بدورها تتخذ حيّز طبيعي في المجتمعات الاروبية وهذا سبب أساسي أتى بِنَا الى هنا .
-سياسات تضييق الخناق والازمة الاقتصادية .
-أزمة الثقافة
-غياب المعايير والقيم الاساسية التي يصيح عليها خلاصنا المجتمعي .
هناك ما يكبح جماح هذا الوحش وهناك ما يجمد تلك الخلايا السرطانية التي تنخر وتنهش فينا كمجتمع ، الحلول التي سأستعرضها ستُكون جهاز مناعة فذ ومتين ليقاوم القضايا على المدى القريب وايضاً قضايا مستقبلية على المدى البعيد، والحلول التالية أوجدتها عبر تكريس ساعات طويلة في بحث ومسح شامل لقضايا العنف في الوسط العربي ، حلول ستخلق سياسة جديدة تحت اسم سياسة إذابة الجليد والتي بمفهومها تعني تفكيك القضايا العالقة وتوفير استراتيجية استقرار ، هدوء واطمئنان وهذه الحلول هي كالآتي:
-إقامة لجان شعبية في كل البلدات والقرى العربية والتي فور أقامتها عليها ان تبادر الى حل النزاعات العائلية القائمة لمنع اي اشكالية مستقبلية نتيجتها العنف.
-اقامة مراكز شرطة في جميع ارجاء الوسط العربي.
-رفع حدة العقوبات في مختلف قضايا العنف
-الاستثمار في التربية وإيجاد سُبل تربوية جديدة .
-تكثيف الدروس التربوية لكافة المؤسسات التعليمية والتربوية.
-توفير فرص عمل لتفكيك الأزمة الاقتصادية وضغط سياسة الخناق
-منع وسائل الميديا والتلفزيون من بث اي قضية تبرز ملامح العنف
-فرض رقابة شديدة وحجب كافة المواقع الالكترونية التي تعرض محتويات عنيفة
-يجب ان يكون هناك تكاتف شعبي في مقاطعة المناسبات التي تجوب فيها لغة الرصاص.
-ادخال قيم التسامح الى قلوب اطفالنا منذ الصغر لإنشاء جيل جديد يحمل هذه القيم .
-على الاسرة اتباع سياسة مد الجسور لتلحم العلاقة الاسرية من جديد ، فتُعيد الاسرة سيطرتها على كافة أفرادها .
-على الهيئات القضائية والمحاكم ان تبث بالقضايا الاسرية بشكل أسرع وهذا لتفادي اي تفاقم بالإشكاليات وللحد من انتهاج اُسلوب العنف .
-دورات تعليمية وتأهيلية للآباء والامهات في كيفية التصرف مع الطفل ومخاطبته وإِحكام السيطرة عليه مُنذ الصغر وحتى الكبر.
-على رجال الدين ان تتركز في تسليط الضوء على ما نادت به الكتب السماوية من قيم سامية والتركيز على ما هو مشترك ،والابتعاد عما قد يُفرقنا وهذا لتفادي العنصرية التي قد تولد العنف .
-على القيادة العربية الحالية وأعضاء الكنيست خاصةً التفرغ لمعالجة قضايا الوسط العربي على اشكالها كمشاكل البناء ، جلب الميزانيات للسلطات المحلية ، تطوير خطط لرفع المستوى الثقافي والاجتماعي وخطط بديلة لمرحلة وصول الطلاب الى الجامعات ومراحل التعليم العالي...
-انشاء حقيبة وزارية تختص في شؤون الوسط العربي الداخلية.
مجتمعنا يتوق الى الشفاء والاستقرار توق الظمآن الى الماء، لا بد ان تشرق وتدب شمس السلام والاستقرار به ، حكاية أمل تعانقنا تراودنا وتسامرنا، وتتجه أنظار امالنا الى تلاشي هذه الافة لتحمل حقائبها وترحل عنا بعيداً بعيداً، فتختفي عن الأنظار وتغيب ملامحها الشريرة .
ينتظرنا ذلك الأفق المُشرق الذي أراه من على بُعد كيلومترات قليلة ، ارى حبال الرحمة تُمتد إلينا لنتسلق عليها بأمالنا وطموحاتنا واحلامنا لنفلت من هذا الواقع المرير ، تلك الحبال التي ستطلق بِنَا العنان نحو مكان نطمح بأن نتواجد به .
رسالتي الاخيرة لكم اعزائي القرّاء ، نحن في ظل فترة عصيبة ،علينا ان نضبط أنفسنا ، ان نجيد التعامل مع الطرف الاخر، علينا الحوار والنقاش بأسلوب حضاري، العنف لا يجلب اي نتيجة ، بل يؤدي الى التهلُكة ،
علينا ان نتعاون على نبذ العنف واجتثاثه واقتلاعه من جذوره .
تُقاس الشُعوب بحضارتِها وليس بهمجيتها وعنجهيتها..
[email protected]
أضف تعليق