من الظواهر الخطيرة التي يشهدها المجتمع العربي في البلاد هي النسب المتقلبة في عدد وفيات الأطفال الرضع والأطفال عند الولاد، التي سجلت النسبة الأعلى مقارنة بالنسبة لدى الوسط اليهودي، علما ان العرب في البلاد يشكلون نسبة 20% ، كما وان أسباب وفاة الأطفال الرضع متعددة، ونسبتها تختلف من منطقة لأخرى .
معطيات مقلقة ..الجنوب والفريديس
في هذا السياق تحدث مراسلنا الى د. بشارة بشارات مدير مستشفى الإنجليزي في الناصرة فقال: يتضح من المعلومات انه في الأعوام الاخيرة وصل عدد الوفيات لكل ألف ولادة في الوسط اليهودي الى 2.2، مقابل 6 وفيات لكل ألف في الوسط العربي في الداخل ، كما وان المعطيات تشير الى تراجع ملحوظ في عدد الوفيات، وصل الى 26% في الوسط العربي مقابل 29% في الوسط اليهودي، الا ان النسبة ما تزال مرتفعة علما ان نسبة السكن العرب تشكل فقط 20% من مجمل سكان الدولة من الوسط اليهودي .
وقال د. بشارات: أيضا نسبة وفاة الأطفال الرضع والأطفال عند الولادة تختلف من منطقة لأخرى في البلدات العربية ، حيث ان مجمل الوفيات لدى الأطفال تكون في منطقة الجنوب والنقب ومنطقة الفريديس، حيث ان هذه البلدات تشهد انعدام شبه كامل من مراكز الخدمات الصحية ، كما وان الظروف المعيشية الصعبة لها تأثير كبير وواضح على هذه المعطيا ، إضافة الى انعدام حملات التوعية الصحية للنساء الحوامل في تلك المناطق وعدم الاهتمام في صحة الأطفال قبل الولاد وقبل الولادة وبعدها .
اسباب وطرق وقاية
واضاف د. بشارات: من الجدير في الذكر ان غالبية الوفيات لدى الأطفال الرضع أسبابها تعود لاهمال واضح من قبل الوالدين ، ومن البيئة داخل البيت والعائلة والأسرى وقلة الوعي، ففي تلك المناطق نشهد قلة في الوعي لدى النساء الحوامل حول متابعة صحة الجنبين وصحة الطفل في اعوامه الأولى، كما وان نسبة زواج الأقارب في تلك المناطق عالية جدا وهذه واحدة من مسببات الوفاة لدى الأطفال والتي بلغت نسبة احتمال وفاة الأطفال فيها الى اكثر من 60 %، لان زواج الأقارب قد يحدث تشوهات خلقية وامراض عدة للجنين وبالتالي الوفاة ، وأيضا من المسببات التدخين داخل البيت الامر الذي يضر بصحة الطفل وهذا ما نجده بكثرة في هذه المناطق إضافة الى الإهمال الصحي في مراقبة صحة الجنين والطفل بسبب الاضواع الاقتصادية الصعبة غالبا وقلة الوعي كذلك .
وتابع د. بشارات قائلا: من اجل تجنب وفاة الأطفال فهنالك خطوات وطرق عدة يجب على الاهل متابعتها بالإضافة الى تلقي الارشادات والتعليمات الصحية من الطبيب المراقب لصحة الجنين والطفل، فالأهل والام تحديدا هم من حمل الجزء الكبير من المسؤولية على سلامة الطفل، فيجب على المرأة الحامل متابعة صحة جنينها بين الفترة والأخرى قبل الولادة وتجنب كل ما هو مضر لصحته، إضافة الى تنفيذ جميل الارشادات واتباع الخطوات التي يشير اليها الطبي ، وكذلك الاهتمام في رعاية الطفل ومراقبته بشكل متواصل، تجنب التدخي ، واعطاءه التطعيمات اللامة بأوقاتها، والامر الأهم ان تكون المرأة على وعي كامل في رعاية طفلها وذلك من خلال اعطاءها إرشادات صحية ملائمة ، وهذا ما سعينا دائما وطالبنا به وزارة الصحة من اجل تخصيص ميزانيات وتكثيف حلقات التوعية لدى الوسط العربي من اجل سلامة جميع الأطفال وزيادة الوعي في الوسط العربي .
[email protected]
أضف تعليق