تتناول الفنانة الاسبانية ماريا بينييل كوبو ألوانها وريشتها ولوحتها لترسم في مرسمها؛ لكن أدواتها ليست أدوات اعتيادية أبداً، فألوانها الميكروبات ولوحتها شريحة دائرية زجاجية أما ريشتها فعصا معدنية سلكية، ومرسمها مختبر علوم.
هكذا تستلهم الفنانة الإسبانية فنها من الطبيعة حسب حديثها مع النسخة الأميركية بحسب “هافنغتون بوست”، لكنها بدلاً من التوجه إلى الشطآن والسواحل وقمم الجبال سحرتها مستعمرات البكتيريا وبيئة الميكروبات والأحياء الدقيقة المجهرية التي تنمو في غابات مصغرة لا تقل جمالاً عن تلك المألوفة لدينا.
بمساعدة عالم الأحياء الدقيقة د. محمد بيركمان، قضت بينييل السنوات الـ5 الماضية في ولاية ماساتشوستس الأميركية في زراعة البكتيريا الملونة ومن ثم تلوينها وصبغها لتصبح لوحات فنية بديعة أخاذة.
وقال د. بيركمان، أحد علماء شركة New England Biolabs في إبسويتش بولاية ماساتشوستس، في حديثه إلى هافينغتون بوست “الأمر ليس تقنية سهلة، تخيل كل هذه البكتيريا التي نستعملها على تنوعها واختلافها؛ كلٌ منها له أنماط نمو مختلفة ويتغذى بطرق مختلفة وعلى أغذية مختلفة. بعضها لا يتلون فوراً فيما البعض الآخر يشب ويكبر ثم يتلون.”
وقد علم د. بيركمان الرسامة بينييل كيف “تلوّن” البكتيريا على الآغار (أو الأغرة) والتي هي مادة جيلاتينية يمكن لأدغال من البكتيريا أن تنمو فيها. وتستخدم الرسامة طبقاً زجاجياً مخبرياً بدل لوحة الكانفا المعهودة لتربية الميكروبات وتلوينها.
كائن قاتل
وتأمل بينييل –التي ستلقي محاضرة برعاية مؤسسة TED التثقيفية في 9 أبريل بشيكاغو- أن يسهم فنها في تغيير صورة البكتيريا في الأذهان من كائن فتاك قاتل إلى مخلوق بديع يثير الفضول بجماله؛ خاصة أن البكتيريا جزء لا يتجزأ من حياتنا لأنها تنمو على كل شيء حولنا وحتى داخل أمعائنا.
وتابع بيركمان “أنا عالم وأقدر هذا المشروع حق التقدير، لأننا عندما نمارس العلوم يترافق معها جانب فني، ورغم أن ما تفعله ماريا فنٌا خالصا إلا أن به جانباً علمياً فيما نشهده: فنحن نشهد هنا ظاهرة علمية.”
[email protected]
أضف تعليق