بسم الله حمدًا يوازي نعمته ويدفع نقمته ويكافئ مزيده، ونصلّي ونسلّم على سيّدنا محمّد الصّادق الوعد الأمين.
مع بداية العام الحاليّ وافق وزير الدّاخليّة على منح بلدة عرّابة "مركز مدينة"، وبهذا أصبح في المجتمع العربيّ 12 مدينة موزّعة على نفوذ جغرافيّة قطريّة، وهذا المقال سوف يقف عند عوامل منح "مركز مدينة" في دولة إسرائيل بشكل عامّ والوقوف عند مدينة عرّابة الجليل بشكل خاصّ.
عرّابة الجليل الّتي تقع على سفوح جبال الدّيدبة الشّماليّة ويمتد نفوذها لسهل سخنين سمّيت بهذا الاسم بسبب موقعها الجغرافيّ، فهي تقع على تلّة من تلال الدّيدبة، فكلمة "رابة" باللّغة تعني تلّة ومن هنا جاء المصطلح عَ- رابة. وسمّيت بعرّابة البطّوف لأنّ سكّانها يملكون عددًا كبيرًا من أراضي سهل البطّوف الواقع بين جبال الدّيدبة من الشّمال وجبال طرعان من الجنوب، وأمّا جغرافيًّا فسُمّيت عرّابة الجليل كونها تقع ضمن نفوذ الجليل الأسفل.
كما ذكرنا سابقًا فإنّ عرّابة هي المدينة الثّانية عشرة بالمجتمع العربيّ وجميع المدن العربيّة موزّعة على نفوذ قطريّة مختلفة: عرّابة - سخنين - طمرة - شفاعمرو - النّاصرة وجميعها في شمال البلاد وبالأخص بمنطقة الجليل، أمّا أم الفحم - باقة الغربيّة - الطّيبة - الطّيرة - قلنسوة - كفر قاسم فجميعها في منطقة المثلث الشّماليّ والجنوبيّ، وأمّا المدينة الأخيرة فهي راهط وتقع في النّقب. فجميع تلك المُدن رافقها تمدين طبيعيّ أي زيادة طبيعيّة وجزء صغير منها رافقها هجرة.
مَنح "مركز مدينة" في دولة اسرائيل متعلّق بعدّة معايير، أهمّها: المعيار الأوّل: عدد السكان- بحيث يتعدّى أكثر من 20 ألف نسمة، وهذا المعيار يختلف من دولة لأخرى، فهنالك دول تمنح "مركز مدينة" لمدن فيها عدد السّكّان أقل من هذا العدد أو أكثر منه. المعيار الثّاني: مستوى المعيشة والرفاة- والّذي يختلف أيضًا من دولة لأخرى حسب النّاتج الخام القومي للفرد أو القطاع الاقتصاديّ، بشرط أن يكون غالبيّة السّكّان يعملون بالقطاع الاقتصاديّ الثّاني وهو الصّناعة أو الثّالث وهو الخدمات وبنسبة ضئيلة بالزّراعة. المعيار الثّالث: الخدمات الّتي يحصل عليها السّكّان من حيث البنية التّحتيّة، المواصلات، التّعبيد والصّرف الصّحيّ. والمعيار الرّابع: مستوى الثقافة والتّعليم من حيث عدد الحاصلين على شهادات توجيهي (بجروت) وشهادات من معاهد عليا; كلّيّات أو جامعات – بالإضافة إلى الخدمات الصّحيّة الّتي تعكس متوسّط العمر لدى السّكان. الاختلاف بمعايير مقاييس التّطوير نابع من مستوى الدّولة بمعنى الدّول المتطوّرة أو الدّول الأقل تطوّرًا.
لا بد من التّنويه من أنّه في بعض الأحيان، هنالك بلدات تستوفي جميع المعايير ولكن لم تحصل على "مركز مدينة" لرّبما بأنّها لا توحي بملامح المدينة.
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.
[email protected]
أضف تعليق