ليس جديدًا ان يُطرح موضوع كفر برعم على بساط البحث، كانت كفر برعم قرية جميلة تتألف من حوالي 1000 شخص يمتلكون مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وعند نكبة 1948 طلب الجيش الإسرائيلي من سكان القرية مغادرتها لمدة أسبوعين فقط بادعاء الحفاظ على سلامتهم إلا أنهم محرومون للعودة إليها حتى اليوم.

عاش سكان كفربرعم بعد التهجير في الخيم مدة الأسبوعين، بعدها حاولوا العودة إلى القرية لكن الجيش منعهم مرة أخرى، فلم يكن لديهم إلا الرجوع إلى الخيم والبقاء فيها شهرا آخر، بدأ الطقس يبرد فحاولوا أن يرجعوا إلى بيوتهم لكن الجيش الاسرئيلي منعهم وأخذهم في شاحنات كبيرة ورماهم على حدود الأردن، بدأ الناس بالسير من الأردن إلى سوريا ثم لبنان حتى وصلوا إلى حدود إسرائيل الشمالية، بعض الناس استطاعوا الدخول إلى البلاد بطريقة غير رسميه وبعد بضعة أيام تفاجأوا بان الجيش الإسرائيلي قد سّكن اليهود في منازل أهالي برعم، عندها قرروا أن يتوجهوا إلى المحكمة للمطالبة بحقهم في العودة إلى بلدهم، في سنة 1953 قررت المحكمة العليا انه بإمكان أهالي برعم العودة شرط أن لا يكون في ذلك خطر على امن الدولة.

في هذه الفترة، وعشية عيد الفصح المجيد عند ابناء الطوائف المسيحية، يُستذكر هذا الألم مجددًا، حيث يستعد اهالي قرية كفر برعم المهجرة لزيارة موتاهم في مدافن القرية، ومن المقرر أن يُقام هناك خلال اسبوع الالام صلاة راحة لنفس موتى هذه البلدة، وفي ذات الوقت ييتذكر كبار القرية ذكرى تهجيرهم على امل ان تتحقق العودة للأحياء وليس فقط للأموات، علمًا أنه حتى الآن يسمح للأموات فقط العودة للدفن في القرية.

شاهد على النكبة ..

وعن هذا الموضوع قال ابراهيم عيسى (80 عامًا): عندما كانت الطائرات الاسرائيلية في عام 1953 تقصف القرية، كنت ارعى المواشي في "وعرة" برعم، اي كنت بعيدا عن البيوت حواليّ 200 مترا، وفي اليوم الثاني جاءوا ووضعوا الغام في البيوت التي لم تدمر، وعندما رأيت قصف البيوت شعرت بالألم حيث شعرت في كل قنبلة كانت تنزل على البيوت وكأنها تنزل في قلبي ، وكل بيت كان يدمر كنت اشعر ان جسمي ينهار، بكل الم وكل حرقة استقبلنا الطائرات التي قصفت بيوتنا وهدمتها، وشاهدناها وكأنها تحطم بقلوبنا واجسادنا.

واضاف : أريد أن أرى أحفادي في أرض اجدادهم يلعبون هنا على ارض برعم في التراب وبين البيوت فقط لساعتين لأكون مطمئنا انهم عادوا، ولكن لم نعد نحتمل الظلم، 70 عامًا من الظلم، هكذا يصبح الموت فوق تراب الارض التي يحبونها حلما، املنا كبير وحبنا لبرعم اكبر بكثير. هذه الارض هي ارضنا وارض ابائنا واجدادنا ، مهما هدموا فكنيستنا شامخة وتقرع اجراسها في الأعياد والأعراس والمناسبات المختلفة.

وانهى قائلا : اليوم نستعد لاستقبال عيد الفصح المجيد حيث نقوم في كل عام بزيارة موتى هذه البلدة الذين دفنوا في برعم والذين دفنوا خارجها بسبب تشتتهم الى لبنان والاردن والدول الاخرى ، مع اقتراب عيد القيامة اتمنى ان ينتهي هذا الظلم وتتحقق العودة للأحياء وليس فقط الاموات.

العودة ستحقق 

اما العم طعمة مغزل قال لـ"بكرا": لم نترك برعم يوما واحدا حتى على زمن الحكم العسكري، نحن نتواجد دائما على ارض كفر برعم، سواء في الاعياد او في المخيمات او الدفن في المقبرة او الاعراس او العماد وهذا ليس جديدا، لا نستطيع ان نترك برعم ليوم واحد لأنه متعلق في اجسادنا وقلوبنا، وفي الاعياد يأتي جميع اهالي البلدة للاحتفال على ارض برعم وفي الكنيسة حيث يأتون من جميع انحاء البلاد التي يسكنون بها، من حيفا، عكا، الناصرة، الجش، المكر وغيرها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]