غصت قاعة مسرح حيفا مساء أمس الخميس بمئات الحضور للاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي دعت إليه مستشارة رئيس بلدية حيفا لشؤون المرأة بياتريس روزين- كاتس وبالتعاون مع التنظيمات النسائية في المدينة ومسرح حيفا.
وافتتحت كاتس بالتعاون مع سامية عرموش الناطقة بلسان بلدية حيفا للإعلام العربي الأمسية مرحبات بالحضور.
ودعت إلى المنصة مجموعة من النساء الرائدات في مجالهن للمشاركة في حلقة نقاش بموضوع "نساء حيفاويات يتعاون لصد العنف والعنصرية" والذي لاقى استحسان الحضور بطرحه الجري والواقعي.
زعبي: موقع بكرا نجح في التأثير على الأجندة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية
شارك المؤتمر عددٌ من النساء بينهم الإعلامية غادة زعبي، مؤسسة موقع "بكرا"، وهي ابنة حيفا وناشطة في عددٍ من الأطر الاجتماعية الهادفة إلى تدعيم وتقوية شرائح مستضعفة في المجتمع، والتي استهلت حديثها بتعريف مؤسسة "بكرا" مشيرةً إلى أنّ الموقع ورغم حداثته إلا أنه استطاع في تحديد الأجندة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع العربيّ.
وقالت زعبي أنّ الموقع لا يكتفي بالتغطية الإعلامية إنما يعمل على رفع وتعزيز الوعي لشبابنا في عددٍ من المواضيع كالعنف عامةً، والعنف ضد المرأة خاصةً، وحوادث الطرق.
وفي حديثها عن الصراع العربي- فلسطيني قالت زعبي أنها لا تستطيع إنكار أنّ واقعنا الذي فرض علينا صعب ومركب، وأنّ العنصرية متفشية في كل مكان وآخذة في الانتشار والتوسع. ومع ذلك، اشارت زعبي، أنّ العنف ليس الحل للخروج من هذا الواقع وأنّ هنالك ضرورة بداية في الوصول إلى تسوية سياسيّة ولاحقًا اعتماد لغة الحوار والتفاهم بين المجتمعين الأمر الكفيل بتخفيف حدة التوتر التي نشهدها في الآونة الأخيرة.
وعددت زعبي عدد من حالات العنصرية التي تعرّض لها العرب في أعقاب توتر الأجواء موضحةً أنّ لا بديل عن تعزيز الحياة المشتركة، كتلك التي تتجلى بين نساء حيفا، والمبنية بالأساس على الاعتراف أولا بالطرف الآخر ولاحقًا احترام رأيه ومعتقداته ومواقفه، التي لربما تصل إلى مرحلة التضارب مع مواقف أخرى إلا أنّ الحوار قادر على تجاوز هذه العقبة والوصول إلى تفاهمات يتفق عليها الطرفان.
التعايش لغتي ...مبادرة لاقت التجاوب والنجاح
وتطرقت زعبي إلى مبادرة "التعايش لغتي" التي أطلقها الموقع من باب المسؤولية تجاه المجتمع، والتي تزامنت مع حالة التصعيد الأمني وانتشار مظاهرة العنصرية والعدائية للمواطن العربي، وقالت أنّ المبادرة التي لاقت تجاوبًا واسعًا هدفت إلى خلق بديل عن العنف والتحريض.
واختتمت زعبي حديثها متطرقة إلى يوم المرأة، حيث أوضحت أن تركيبة الموقع "نسائية"، فمعظم المناصب في الموقع تديرها نساء. وقالت أنّ واقع المرأة الفلسطينية في إسرائيل مؤسف جدًا، فحالات القتل منذ عام 2016 تنذر بالشؤم، إلا أنه ومع ذلك بدأت المرأة العربية في شق طريقها إلى سوق العمل وإلى مناصب اتخاذ القرار، فنرى أن هنالك عضوات كنيست ومختصات يشغلن مناصب رفيعة في المكاتب الحكوميّة.
وأكدت زعبي على قدرة النساء على التأثير والتغيير ايضًا، متطرقة إلى مشروع "بكرا" الذي بدأ بفكرة وتحوّل إلى مشروع مؤثر إجتماعيًا، وإلى الصفات التي تتحلى بها النساء من مثابرة على تحقيق الهدف والتنافس الخلاق غير الهدام، الأمر الذي يميّز الرجال.
وفي ختام الحفل قدمت الفنانة ميكي كام عرضا ساخرًا حول وظائف المرأة المتعددة في الحياة والذي تفاعل معه الجمهور بشدة.
[email protected]
أضف تعليق