يستفاد من معطيات جديدة وافقت وزارة الصحة على الكشف عنها – ان حجم (محيط) رؤوس المواليد في حيفا والمنطقة – لا يختلف عن سائر المدن والمناطق في اسرائيل .

وفي هذا الاطار تؤكد الوزارة ان هذه المعطيات "جزئية" لم يستكمل التحقق منها نهائيا .

ويأتي اعلان الوزارة هذا في اعقاب البحث الذي أجراه البروفيسور بوريس بورتنوف ، من جامعة حيفا ، واستنتج ان نسبة زائدة من المواليد في مناطق معينة مجاورة لمدينة حيفا يولدون بأوزان تقل بمعدّل 20- 30% عن المعدلات العادية في بلدات ومناطق واقعة في لواء حيفا نفسه ، ويولدون برؤوس أصغر حجما ومحيطا ، وكل ذلك بسبب تلوث الجو والهواء في المنطقة التي تقع فيها احدى اكبر المناطق الصناعية في البلاد ، مثل مصانع الكيماويات ومعامل تكرير البترول ، وما الى ذلك .

خلاف بالرأي بين الخبراء
ويشار الى ان معطيات وزارة الصحة تتعلق بنصف السنة الأخيرة . ووفقا لهذه المعطيات فان معدل محيط جمجمة المواليد الذكور في منطقة حيفا يبلغ (34.7) سم3 ، مقابل (34.68) سم3 في سائر المناطق . وتشدّد الوزارة على ان المعطيات "غير نهائية" وهي ليست مقرونة بمعطيات وراثية ، ولا بمعطيات تتعلق بما اذا كانت الأم الوالدة اعتادت على التدخين خلال فترة الحمل ، وما شابه .

وفي هذا الاطار نشأت خلافات واختلافات بين الخبراء : ذلك أن بعضهم يقولون بأن معنى ذلك هو كون المعطيات لا تنفي نتائج واستنتاجات البحث "المقلق" الذي أجرته جامعة حيفا . بينما يقول البعض الآخر انه لو كانت معطيات بحث الجامعة دقيقة ، لكان هنالك فرق واضح بين مقاسات الجمجمة المستنتجة من البحث ، وبين المقاسات الخاصة بسائر المناطق .

"ارتياح" في اوساط أطباء الأطفال
ويشير عدد من الخبراء المتخصصين في هذا المجال الى انه "بما ان الفوارق غير واضحة وغير مؤكدة ، فيبدو ان هنالك اشكالية في طريقة واسلوب جمع المعلومات والمعطيات من قبل باحثي جامعة حيفا ، وفي طريقة استخلاص النتائج" !

وفي خضم هذا الجدل ، صدرت عن معدّي البحث ردود فعل حادة بشأن الانتقادات الموجهة إليهم ، وخاصة في وسائل الاعلام ، ووصفوا المنتقدين بأنهم "مجهولو الهوية ومغرضون" (في اشارة غليظة وواضحة الى وزارة الصحة) ، واكد معدو البحث انهم واثقون من النتائج التي توصلوا إليها ومن الاسلوب الذي اتبعوه في البحث ، مدعومين من كفاءات مهنية في وزارتي الصحة والبيئة .

وأشار معدو البحث بالمقابل ، الى ان البحث لم يكتمل بعد ، وسينجز في مارس آذار المقبل "وعندها يمكن التعليق على المعطيات " .
وعقبت رابطة أطباء الأطفال في اسرائيل على معطيات وزارة الصحة "بكثير من الارتياح" ، خاصة فيما يتعلق بالفوارق بين احجام جماجم المواليد !

وجاء في البيان الصادر عن "الرابطة" ، انه ثبت الآن ان تأثير تلوثات الهواء والجو على محيط جمجمة المواليد "ضئيل وطفيف – هذا اذا كان هنالك تأثير أصلا " – كما ورد في البيان الذي تضمن إشارة من رئيس الرابطة ، البروفيسور ايلي سوميخ ، الى انه على استعداد للمساهمة في الجهود والمساعي الرامية الى استكمال البحث للتحقّق من المعطيات المختلف عليها ! 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]