لعل التكنولوجيا في هذه الأيام جعلت التصوير أسهل من أي وقت مضى؛ ذلك أنه ما عاد هنالك ضرورة لاقتناء كاميرا؛ إذ تسدّ مكانها كاميرا الهاتف الخلوي والآي باد وغيرها من تقنيات، وبطريقة أسهل وأكثر خفاءً من تلك التي كانت عليها الكاميرا التقليدية.
ما سبق، يستدعي أصول لياقة خاصة بالتصوير، أو ما يُعرَف بإتيكيت التصوير. فيما يلي بعض هذه الأصول:
- عليكِ أن تستأذني من ستقومين بتصويرهم. تلك واحدة من القواعد التي يعرفها حتى مصوّري الصحافة ووكالات الأنباء، وإذا ما حدث وخرقوا هذه القاعدة؛ من أجل الظفر بسبق صحفي، فإنهم يعلمون أن الأمور مفتوحة على الاحتمالات كافة؛ إذ من الممكن مقاضاتهم وتغريمهم. الأمر بالنسبة لأي شخص يلتقط صوراً بهاتفه الخلوي أو أي وسيلة تكنولوجية أخرى لا يقل جدية؛ إذ عليكِ عدم التقاط صور بالخفية، وإن حدث ورغبتِ بالتقاط صورة لأحد ما، فإن عليكِ الاستئذان وأخذ القبول بشكل صريح وواضح.
- حين تكونين في مكان يرفع لافتة "ممنوع التصوير"، فإن عليكِ احترام الأمر، مهما رأيتِ من مغريات. أكثر ما يحدث هذا في المتاحف والمكتبات التي تحوي مخطوطات قديمة. لن يكون لطيفاً البتة أن يحضر موظف الأمن المسؤول عن الصالة في ذاك المتحف أو تلك المكتبة، أو أي مكان حساس آخر كالأماكن السياسية، ويطلب منكِ الخروج من المكان ومسح الصور التي التقطتها على مرأى منه؛ ليتأكد من كونها حُذِفت فعلاً. إذا ما كنتِ مرتابة في كون التصوير في مكان ما مسموح أم لا، فعليكِ بالسؤال من دون تردد.
- حتى وإن أخذتِ الإذن من شخص ما لالتقاط صورة، أو إن وقفتِ ضمن مجموعة والتقطتِ صورة جماعية معهم، فإن هذا لا يعني البتة أنهم يرغبون بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لذا، توجّهي بالسؤال بشكل صريح لكل من يتواجدون معكِ في هذه الصور، حول ما إذا كان لديهم مانع في نشرها. قد يبدو أمر الاستئذان ثقيلاً عليكِ وممّلاً، لكن تذكري أن موقفكِ لن يكون لطيفاً إذا ما اتصلت بكِ إحداهن لتطلب منكِ مسح صورتها لسبب أو لآخر.
- عليكِ احترام المواقف الحساسة والقوانين، من قبيل التقاط صور الأطفال، الذي يعدّ مُجرّماً في دول غربية. إياكِ أيضاً والتقاط صور مع ذوي الاحتياجات الخاصة، في قالب يشي بالشفقة أو استعراض العمل الخيري. الأمر ذاته، ينسحب على مراكز الأيتام وغيرها من جهات خيرية واجتماعية. تذكّري أن حياة الآخرين ليست رهن كاميرتكِ، مهما سقتِ أعذاراً.
- حين تلتقطين صورة جماعية تنال إعجاب الجميع وموافقتهم، فمن غير اللطيف أن تظهري بعد مدة وقد حذفتهم جميعاً من الصورة بتقنية crop. سيدلّ تصرف كهذا على درجة نرجسية عالية، إلى جانب كونه يشي بعدم إعطاء تلك الذكرى الجماعية أهمية وجدانية.
- إن كنتِ متواجدة أثناء حدوث مصيبة أو عارض ما مثل حادث سير أو غرق أو حريق، فلا تهرعي لتوثيق اللحظة بكاميرتكِ، لاعبةً دور المصوّر الصحفي. عوضاً عن هذا، حاولي تقديم المساعدة والتأكد من كون الجهات المسؤولة على عِلم بأمر الحادث أياً كان، أو على الأقل انسحبي بهدوء واتركي المصابين بسلام.
- لا تحوّلي الأمر لهاجس، بمعنى ألاّ يصبح لديكِ هاجس التقاط صورة لكل لحظة حياتية تمرّين بها. استمتعي بلحظاتكِ ووجباتكِ واجتماعاتكِ المهنية والعائلية وعطلاتكِ من دون توثيق الأمر كل لحظة وبثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما لو كان مهمة عليكِ القيام بها.
[email protected]
أضف تعليق