صادق مجلس الوزراء امس على تعيين المحامية مريم كبها مفوضة قطرية لشؤون المساواة في فرص العمل، في وزارة الاقتصاد والصناعة. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ان الحكومة تسعى في هذا المجال الى زيادة نسبة التشغيل بين النساء في الوسط العربي، وبين الرجال من اليهود المتشددين دينيا (الحريديم).

وفي حديث خاص مع المحامية مريم كبها قالت ل"بكرا": أنا سعيدة جدّاً لاستلام هذا المنصب المليء بالتحديات والمسؤوليات، والذي يحمل كذلك بعداً انسانيّاً ورسالة سامية. إنّ تحقيق المساواة في سوق العمل هو قيمة ديمقراطيّة عليا وهو ركيزة أساسيّة لتحقيق المساواة في كافة المجالات الأخرى. بالنسبة لي، فإن تحويل هذه الرؤية إلى واقع هو الهدف الأساسي على المستويين المهني والشخصي. لقد عملت على مدار السنوات الست الأخيرة كمفوّضة لتكافؤ الفرص في العمل في لواء حيفا والشمال، وقد اكتسبت خبرة واسعة وتجربة كبيرة في هذا المجال خاصة أنّه يدمج ما بين العمل القضائي من جهة كالمرافعة عن الاشخاص الذين تعرضوا للتمييز في مكان العمل وتقديم الاستشارة القانونيّة لهم، وكذلك العمل الجماهيري من الناحية الأخرى كرفع الوعي وتقديم المحاضرات وورشات العمل وتجنيد كافة الأطراف ذات الصلة والتعاون معها من أجل تعزيز المساواة في العمل. هذه الخبرة والتجربة إلى جانب الحافز الداخلي وايماني بأهميّة هذا الطريق، كل هذا دفع اللجنة المختصة لاختياري كمرشحة وحيدة لاشغال منصب المفوّضة الرئيسيّة لتكافؤ الفرص في العمل، من بين 59 طلب ترشيح تمّ تقديمها للجنة.

المجتمع العربي عامةً والنساء العربيّات خاصةً من أكثر المجموعات تعرضاً للتمييز في سوق العمل، لكن للأسف هم الأقل مطالبة بحقوقهن

وتابعت: وجود امرأة عربيّة لأوّل مرّة في هذا المنصب هو في غاية الأهميّة وهو يحمل رسالة كبيرة بالذات أن العرب والنساء هم من أكثر المجموعات السكانيّة المعرضة للتمييز في سوق العمل، وحين يكون الشخص المسؤول عن القضاء على هذا التمييز ينتمي إلى هاتين المجموعتين، فانه بطبيعة الحال يكون أكثر من يتفهم ويدرك ويعايش احتياجاتهم وسبل الاستجابة لها

وأوضحت قائلة ومنوهة: كما ذكرت سابقاً فانّ المجتمع العربي عامةً والنساء العربيّات خاصةً من أكثر المجموعات تعرضاً للتمييز في سوق العمل، لكن للأسف هم الأقل مطالبة بحقوقهن والأقل توجهاً لمفوضيّة تكافؤ الفرص في العمل والأطر الحقوقيّة الأخرى للابلاغ عن حالات التمييز التي يتعرضن لها، وهذا يعود إلى النقص في الوعي في كل ما يتعلق بالحقوق وكيفيّة تحصيلها من ناحية وعدم الثقة بالمؤسّسات الحكوميّة والحقوقيّة من الناحية الأخرى، لذا سأعمل جاهدة على تفعيل دوري كمفوّضة رئيسيّة لتكافؤ الفرص في العمل في سبيل تقليص فجوة النقص في الوعي والمعرفة وبناء الثقة مع جمهور النساء والعرب عامةً، وبالتالي التعاون معاً من أجل القضاء على التمييز وتحقيق المساواة التامة.أنا أرى أيضاً أنّ وجود امرأة عربيّة في هذا المنصب الهام يحمل بحد ذاته رسالة لجميع النساء العربيّات وللمجتمع عامةً أنّ المرأة العربيّة قادرة على التميّز والتأثير واحداث التغيير على جميع المستويات.

أعمل حاليّاً على اطلاق حملة اعلاميّة ضخمة تهدف إلى زيادة الوعي لدى العمّال والعاملات العرب فيما يخص حقوقهم في العمل وكيفيّة تحصيلها

وأشارت: من الجدير بالتنويه أنني عملت في اطار منصبي السابق في مفوضيّة تكافؤ الفرص في العمل على تأسيس منتدى لتعزيز المساواة في العمل الذي يعنى بتعزيز تطبيق مبدأ المساواة لخدمة المجتمع العربي، ونجحت في تجنيد كافة المؤسّسات الحكوميّة والمدنيّة الفاعلة في هذا المجال، لتضافر الجهود والتعاون المشترك من أجل زيادة الوعي لدى أبناء المجتمع العربي فيما يتعلق بحقوقهم التي تنص عليها قوانين العمل وسبل تحصيلها، بالذات أنّ الجمهور العربي بشكل عام لا يتوجه ولا يقدّم شكاوى للمفوضيّة أو يستعين بالخدمات الاستشاريّة والقضائيّة التي تقدّمها بشكل كافٍ، مع أنّها تعد العنوان الرسمي المركزي الذي يعالج قضايا انتهاكات حقوق العمّال على خلفيّة القوميّة والدين والوضع الاجتماعي والهوية الجندرية وغيرها. في اطار منصبي الجديد سأعمل على تفعيل هذا المنتدى بصورة أنجع من خلال توفير الموارد اللازمة لذلك. من المهم الإشارة أيضاً إلى أنّني أعمل حاليّاً على اطلاق حملة اعلاميّة ضخمة تهدف إلى زيادة الوعي لدى العمّال والعاملات العرب فيما يخص حقوقهم في العمل وكيفيّة تحصيلها، وقد نجحت في تجنيد ميزانيّة كبيرة لصالح ذلك، إلى جانب ذلك هنالك بالطبع العديد من المشاريع الأخرى التي سأبادر إليها من أجل تحقيق جميع الأهداف التي ذكرتها والوصول إلى المساواة التامة في سوق العمل.


المسؤوليّة هي كبيرة جدّاً بالذات أنّ الأوضاع السياسيّة والأمنيّة التي نشهدها هي عائق وليس عامل مساعد على تحقيق المساواة

وحدثتنا كبها عن حياتها المهنية العائلية والتوفيق بينهما خاصة في ظل توليها المنصب الجديد المليء بالمسؤوليات: بالنسبة لحياتي المهنيّة أنا أشغلت سابقاً منصب مفوضة تكافؤ الفرص في العمل في لواء حيفا والشمال على مدار ست سنوات منذ عام 2010 ولغاية 2015، وقبل ذلك كنت قد عملت كمحاميّة شريكة في مكتب محاماة في القطاع الخاص. اليوم، إلى جانب المنصب الجديد، أنا أيضاً عضو مجلس ادارة في الشركة الحكوميّة اشرا للتأمين من مخاطر التجارة الخارجيّة كما أنّني عضو لجنة ادارة المخاطر ولجنة الاستثمارات في مجلس الادارة. أنا أيضاً عضو في اللجنة الاستشاريّة لحارس أملاك الغائبين، وعضو في اللجنة الاستشاريّة لمبادرة "كوليكتيف امباكت" لتعزيز التشغيل في المجتمع العربي، وكذلك عضو في منتدى تعزيز تشغيل النساء في بلديّة حيفا.فيما يتعلق بحياتي الشخصيّة أنا متزوجة وأم لاثنين ابن وابنة، أتلقى كل الدعم من جميع أفراد عائلتي وبالذات زوجي. التميّز والنجاح على الصعيدين المهني والعائلي ليس سهلاً أبداً لكنّه ممكن جدّاً، بالذات حين ينجح أي شخص بالوصول لمعادلة التوازن الدقيقة ما بين العمل والعائلة. هنالك عدّة أمور تساعد على ذلك كالمشاركة وتوزيع المسؤوليّات والتعاون داخل الأسرة وفي مكان العمل أيضاً.

وعن حلمها القادم وطموحها قالت ل"بكرا": المسؤوليّة هي كبيرة جدّاً بالذات أنّ الأوضاع السياسيّة والأمنيّة التي نشهدها هي عائق وليس عامل مساعد على تحقيق المساواة، بل بالعكس تماما فهي توتر وتعكر الأجواء، لذا فإنّ التحدي كبير جدّاً والمسؤوليّة أكبر، مع كل هذا أنا أؤمن أنّ هنالك الكثير مما يمكن عمله وانجازه في هذا المجال. بالنسبة لطموحي المستقبلي، لا شك أنّ تحقيق المساواة التامّة وبناء واقع أفضل لأبنائنا جميعاً هو أحد أهم طموحاتي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]