ان كانت شبكة الانترنت جعلت العالم الكبير يبدو صغيرا و كل بعيد بمتناول العين والادراك فاني اكاد اجزم ان الفيس بوك عالم بحد ذاته ... هذه الحكاية الكبيرة التي تشغل عالم باكمله لا يعقل الا تكون عالم منفرد خاص له منافع اضرار وابعاد ..هو عالم افتراضي ما بين تظاهر مبرهج وواقع اليم ...هكذا اراه بعيناي ..الفيس بوك منصة الجميع وحلبة كل الافراد بشتى اختلافاتهم..

ما يميز هذا العالم هو قدرته بان يحافظ على ان يكون في راس قائمة طويلة من بين شبكات التواصل الاجتماعي ... كيف يحافظ الفيس بوك على نجمه هذه الذي لا يأفل ؟ وكيف لا ... فهو منبر الجميع به يستطيعون ان يبدو ما يشاءو دون حد .. هو عالم حر بعد ان اكتشف المرء كم عالمنا الحقيقي ضيق ...

في فيس بوك الافتراضي لا يستطيع احد معارضتك .. مجرد انك ادليت بقضية او صورة او طبخة ما !!! فتم انجاز المهمه ..ما ان ينشر لك في صفحتك منشور ما ... تنتهي القضيه بالنسبه لديك .. هي مجموعة منشورات لا تتشابه او ربما تتشابه عناوين تجمعها فقط .. .. .. هو عالم دون مراقبه كما اراه فكيف للمراقبه ان تكون في تعليق وواعجاب ! وكيف لنا ان نراقب طالما ليس باستطاعتنا ان نستثني من فيس بوك احداا !!!

ما يجعل فيس بوك عالم مميز ايضا هو قدرته على ان يستقطب عدد مهتمين به بشكل مستمر ... كما وان المهتمين هؤلاء لدى كل منهم موال مختلف ربما يغنيه حسب المزاج ... وكل منهم متصفح ... فلا وظائف ثابته بل مستبدله مما يجعلنا نشعر ان هناك ما ينتظرنا اليوم لنراه لنعقب عليه او لنشاركه .....

هو وسيلة تواصل اجتماعي خاليه من اي رقابه كما واضف على ذلك .. ان مع مرور الوقت سنكون قد خلقنا شرعية لكل استعمالاتنا الخاطئة لفيس بوك ... فهو كذلك منبر الضعفاء ..الاقوياء ...الاعلانات...التفاهات...والنقاشات...والخ ... هو عالم كعالمنا الكبير هذا يمتد ويتسع ... ولكنه ليس الا محض تظاهرات ...مبرهجة مزينة ... اذ قد يرتبط الان تقييمنا لانفسنا بتقييم الاخرين للحيز الخاص الذي نملكه في فيس بوك ..

نحرص على ان نظهر ما نريد نخفي ما نريد نرفض ما نريد ونتجاهل ما لا يحلو لنا ... نشارك اتعس لحظاتنا ..اجملها ...ومن خلال امكانية الحريه في المواد التي يتم مشاركتها فان هذا باب جهنم قد فتح .. فان كان لا يعنينا لون الفستان واسم المطعم وربطة عنف خطيبها فاننا اصبحنا مرتبطين في فيس بوك لان ذلك ما قد نود ان نراه ... ربما نؤيده نسخر منه او اي موقف اخر ..لكننا نسمح بان يكون بان نشاركه وان نراه بالرغم انه مادة خاصه جدا لا تعني العامه ! وبذلك لا مشكلة لدينا وهنا الكارثة !! .قد يتصل هذا التاثير الذي يخلقه فيس بوك بالواقع ويتجسد بعض من استعمالاتنا او ادراكنا من خلاله ... بل ويرتبط جدا بالواقع ولكنني ارى ارتباطه هذا بالواقع هو ذاته الوهم الذي يحاول فيس بوك ان ينميه بنا .كي لا يافل نجمه ويحتل مكانه ربما " الانستغرام" !!!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]