تمهيد غير لاهوتيّ:

تساءلتُ مِراراً وتكراراً : ماذا يعني أن تكتب ولماذا، لا سِيّما في غَمْرةِ هذا الهراء السَّائد بجلِّهِ؟!

وما الضَّرورة للنشر، ولِمَنْ وإلى أيِّ مَدى ؟!

وكيف يجري تلقّي الأفكار من خارج المُفكَّر فيه، ومن داخل بيئة وثقافة التدجين والتهجين ..؟!

فأدركتُ خلال مواجهتي لهذه التَّساؤُلات، وعبر رحلة البحث عن الإجابات، أنّ ثَمَّة تساؤلات لا تحتاج ولا تنتظر إجابات، ففي طيّاتها وظِلالها تكمُن الإجابات، مهما كانت النتائج والانطباعات.. فالثقافة، كما الطبيعة والحياة، لا تحْتمِل الفَراغ، مهما بلغ النُّفور من أوْجٍ، في مُواجَهَة ثقافة السُّوق والتَّسويق، وفي زمنٍ يَسوده الكمّ لا النّوْع، وتسوده الرّكاكة والسّطحية والابتذال والاستعراض والعلاقات العامَّة والخاصَّة، ويندُر فيه الإبداع الخَلاّق..!!

قد تُثير هذه الشَّذرات، كمادة فكريّة، لدى البعض وأكثر من العادة، الكثير من الاشمئزاز، وقد تُثير في "عقول" ونفوس عدد من القُرّاء، أو كثيرٍ منهم، أبعد من الاستفزاز، لأنّ دوافعها ومُنطلقاتها، جَوْهرها ومَراميها، ومن ثم وِجْهتها وغاياتها، أُسلوبها وحِدَّتها، خارج السّائد من قوالب ومَناهج ومَذاهب، دوغمائية وتقليدية، مَوْروثة أو مُسْتَنْسَخة أو مُقلِّدة، في جُلِّها، من حيث المعنى والمبنى ..

فهذه "المادّة" ليست مُوَجَّهة لمن يعيشون في طُقوس، إنما لمن يحيون ويبحثون عن ماهيَّة، لذلك فهي لا تحمِل التزلُّف ولا تحتمل الرِّياء والتملُّق، لا تُقدِّس وترفُض الأيْقونات، ولا تحاول كسب وِدّ من يُعادون بطبعهم وطبيعتهم البِدائية، كلّ ما ومنْ هو مختلف جَوْهرانياً حَدّ النقيض، وكل ما هو حقيقة جديد..

بل هي لِمَنْ يستطيع مواصلة القِراءَة، مُتجاوِزًا فهم "الإساءة"، فليس هذا تنسُّكًا أو تَزهُّدًا أو نَأْيًا أو ابتعادًا، إنما تَعالٍ وليس استعلاء..

إنها رحلة غير سياحية في "رُبوع المَمْنوع"، رحلة فلسفية نحو تُخوم الحقيقة المَحْظورة، أوَليستْ الفلسفة في جوهرها وحركتها هي تِرحال في المناطق المحظورة؟! بل هي، في ماهيَّتها، عملية تحطيم أو تجاوُز ما هو " مُتَّفقٌ عليه " معرفياً وقِيَمِياً وحياتياً؟؟!! بأدوات عِلمية، وبمَنْأى عن العَشوائية والارتجالية والمَزاجيَّة ..!!؟؟

فالفلسفة، كما تحاوِل هذه "المادة" أن تقول، إنما هي عملية مقاومة ضد ترويض العقل وتقويض الفكر، وليست مجرّد التحرُّك في هامش التأويل بل ضد إرجاء المعنى الممكِن في التَّحليل...!!

لذلك، فهي محاولة إضافية للتقدُّم إلى الأمام والارتقاء نحو العَلياء ..إنها أيضاً مُداعَبَة الأصنام بالفَأس، وتحريك الهواء الرّاكِد بالإعْصار، ومحاولة التسلُّق إلى قِمَمٍ لا يجْرُؤ عليها "العاديون"، بل ويخشون مُجرَّد النظر صَوْبها، لما تبدو عليه من رَهْبة وجَبَروت..لأنَّ الحقيقة تبدو مُرْعِبَة بالنسبة للكثيرين..!؟

وصحيح أن هذه التأمُّلات لا تخلو من خُلاصة "تجربة حياة " مُبَكِّرة وغير عاديَّة، لكنها أبعد من ذلك وأعمق .. فهي نتاج عقل لا مُنْتَمٍ، تجاوَز ذاته وإمكاناته ووجوده وحياته، بغياب الحدّ الأدْنى من تكافُؤ الفُرَص بل رغم غياب تكافُؤ الفُرَص، وبالرغم من وَطْأة وسَطْوَة "الآنَوِيّات" واستنزافها للحياة.. جال بين الأسْفار بَرَّاً وبحراً حيناً وتحليقاً أحياناً، ليس عَبْر الأمْكِنة فحَسب، إنّما عبر الأزمِنة أيضاً ..فكان هنا وهناك، كان بالأمسِ واليوم، وقد يكون في الغد، كان مُباشراً ومَجازياً، كان ظاهراً ومُضْمراً، كان جِدياً وساخراً، واقعياً وحالِماً.. لكنه كان دائماً حقيقياً وطبيعياً، بسيطاً في تركيبته ومُركَّباً في بَساطتِهِ، ينطلق من اقتناع وقَناعة لا حُدود لهما، دون أن يدّعي احتكار الحقيقة أو اكتمالها، بل مجرَّد مُلامَسة أهْدابها .. ولا يَطرح هنا فكرًا نقديًا نِهْلستيًا محدودًا، بل يَطرح بَدائِل وحُلولاً...

فللانتماء، وعدم الوَلاء لجماعة أو مجموعة أو إطار، أو عقيدة أو ثَقافة، إنما يمدّ الإنسان الفرد بقوّة فوق عادية...!!

وحين تدعوك الضَّرورة إلى أن تكتب وتنشر بعض ما تفكِّر به وعنه وحوله، فأنتَ في حِلٍّ من "التَّبرير"..وفي الاضطراب النفسيّ والأرَق المُسْتديم، يمكنكَ أن تكتبَ، لكن في الاكتئاب لا بُدّ أن تحتجِبَ .. وها "أنا" أُعْلِنُ هنا عن اكتئابي فاحتجابي، موجِزاً في المبنى دون أن أخْتزِل في المعنى، فكلَّما كان الكلام أقلّ كان القولُ أكثر ..

أقول قولي هذا، إلى الإنسان الفرد والنَّوْعيّ، لأنّ فيه ما تبقّى من المُحْتمَل المُمْكِن، بعدما لم يَعُد، كما لم يَكُن، في "الجَماعة " ومنها أي أمل واحتمال ..!؟

وحين تُومِض الفكرة بموجب الضَّرورَة، واثقة لا تعرف التردُّد، فأطلقها وتحمَّل آلام مَخاضها..

 الكِتابة بالنَّحتِ أكثر عُمقا وخُلوداً من الكِتابة بالكلمات ..
 عندما تكتب لا تُفكِّر بالذين لا يقرأُون ولا يفهمون، بل فكِّر فيما يحتاجون لا ما يُريدون..
 الفكرة الحقيقية النَّابضَة هي فكرة دائمة الحَيْض..
 الحِكمة في الزَّمنِ الصَّعب كزهرةٍ في مقبرة، لا الأموات يرونها ولا الأحياء يستنشِقون رَحيقَها..
 الحِكمة، مثل الرَّصاصة في قلب قائلها، خُلاصة قاتِلة أو مُخَلِّصَة..
 كيفما تكونوا تكون لُغتكم..
 تكون اللُّغة، عادةً، على شاكِلة مُتحدِّثيها..
 يتَوَجَّب على العقل أن يُفكِّر ويتصرّف بعِلمية وحَداثة أولاً، حتى تتمكن اللغة من "التكلم" بعِلمية وحداثة أيضًا...
 كلّما كان الكلام أقلّ كان القول أكثر.. وكلَّما كان الحديث أكثر كان المعنى أقلّ..
 إذا كان العقل هو المِعيار الوحيد للمنطق، يغدو المنطق أعرجَ وأعْوَرَ..
 الحَواسّ أكثر صِدقاً من العقلِ..
 كُلّما كان العقل أكثر تركيبًا وحِدّةً كان أكثر دِقّة وحَيَوِيَّةً..
 "نحن اليوم" في أحقر وأخطر مراحل صَيْرورة العقل الإنسانيّ، وفي أحلك مراحل انحطاطه، على عكس ما يتراءى "لنا"..
 تحرير العقول من الأيديولوجيا والعقيدة يُحرِّر الإنسان والأوطان بالضرورة..
 لا يُمْكِن للعقلِ أنْ يكون حَيًّا إلاَّ إذا كان نَقْدِيًّا..
 "فقدان المَناعَة" العقلية والثقافية والنفسية أخطر من فقدان المَناعة الجَسَدية والعُضْوِيَّة..
 تَدْجين العقل يعني بالضَّرورة ترويض الفكر الحرّ..
 لا حدود للمعرفة، لكن ثمّة حدود لعدم المعرفَة..
 بين المعرفة الاكتسابية والمعرفة التفكُّريّة والمعرفة الاختبارية تتحرَّك الثقافة، وتغدو مُنْتِجَة..
 طوبى للذين يبحثون عن "الحقيقة" دون أن يُقرِّروا مُسْبقا أنها "الله"..
 إنّ الفكر الحقيقي لا ينتظر ولا يحتاج ثقة الجماهير ولا شرعيّتها، سيّما في مرحلة الانطلاق الأولى ..
 يُمكن للّذة أن تَتَأتَّى من الرأسِ أيضاً، عندما يَحْمِل الرأس عقلاً نَضِراً وحَيَوِيّاً..
 اللاّعقلانية لا تعني التخلّي عن العقل، بل استخدام أقصى ما فيه، وتجاوزه حين يغدو قَيْداً..
 المَناهِج، كالمُثُل العليا، مُجرَّد أصْنام لا بدّ من تحطيمها، حتى يتحرّك العقل المفكِّر..
 أن تكتب قُرب الذِّئاب، يعني أن تَتَواصَل مع الحياة بطبيعتها، بعدما تَشْحَذ الفأس وتكتب به..
 ليس مَنْ "كُتِبَ له" كمن كَتَبَ بنفسه..
 لا يُهدّدني الذكاء مهما كانت "شُروره"، لكنّ الغباء يهدّدني مهما كانت "براءته"..
 "إذا تَمَلَّكت الفِكرةُ عُقولَ الجماهير تَحَوَّلت الجماهير إلى قُوَّة دَفع هائلة"، دون أن تغيب عن عُقولنا أداة الشَّرط اللاّزِمَة..!؟
 التعميم هو أحد أكثر التَّوْصيفات اللاعِلمية، في كل شيء ونحو أي شيء..
 يَخْشى الإنسان العادي من إطلاق العَنان لمخيّلته، خوفا من المواجهة وخِشية من النتائج..
 الحياة أبعد من مجرَّد وجود وبقاء.. الحياة في جَوْهرِها ماهيّة وارتقاء..
 الحياة: قصيدة تراجيدية لم تكتمِل بعد، بالرَّغم من مُحاولات الشُّعراء ..
 الحريّة والقُدْرة هما الشَّرطان المؤسِّسان للحياة والإبداع والنموّ، في مسيرة الارتقاء..
 لا تنظر إلى الحياة والوجود والحقيقة بعيون الآخرين..
 الإرادة ليست مُجرَّد ضرورة حياتية، إنما المُحرِّك الأساسي للحياة وفيها..
 المُتقاعِد من العمل هو متقاعِد عن الحياة ..
 عندما تكون سَيِّد حياتكَ تكون أنتَ سَيِّد مصيركَ..
 في عملية الارتقاء من "غريزة البقاء" إلى غريزة الحياة، تقلّ الأعداد ويزداد النَّوع، تقِلّ الاحتمالات وتُحدَّد الخيارات، يَضْمَحِلّ الموت وتتمدَّد الحياة ..
 الجَدْوَل المتحرِّك أكثر حياة وحيويةً من البحرِ الرَّاكِد..
 كما أن الطبيعة لا تحتمِل الفراغ، فإن الحياة لا تتحمَّل الإنسان الفارِغ..
 الموت من أكثر ما يُعيد تَصْويب الحياة، ويُجَدِّد نضارتها..
 ثَمَّة مَنْ يعيش حياته الشخصية المُغلقة، المحدودة والمُحَدَّدَة، بكل طُقوسها ورَتابتها، ويتصَّرف كأنّ عالمه هو مَرْكِز الكَوْن والحياة، مُعتَقِداً أنه يحيا..!!
 لولا الجنون ما كان وجود للأمل ..
 لا يفتح أبواب الحياة أكثر من نوافذ الجنون..
 أكثر مَن يُصابون بالجنون هم أكثر مَنْ يُبْصِرون ويفهمون ..
 الجَدَل: ما هو إلاّ وسيلة الدِّفاع الأخيرة لدى من يحتاجون إلى تبرير وجودهم ومواقفهم .. وهو وسيلة الضُّعفاء في إقناع الدَّهْماء..
الجدل: هو مَلاذ غير المُقتنِعين بوجودهم ومواقفهم، فيُهروِلون نحو شرعية مفقودة أو مُفتَقَدة، بعدما فقدوا أسلحتهم الأُخرى والأخيرة أو عَجِزوا عنها..
الجدل: هو أقلّ الوسائل إقناعا، وأكثرها عُقْماً..
 لا يُمكن مُعالجة النتائج بدون مواجهة الأسباب، في كلِّ شيء ونحو أيّ شيء..
 لا تتوقع من الخِراف والنِّعاج أن تقول "لا"، حتى وهي تُدْفَع نحو المَذْبحِ دَفْعاً..
 من طبائع العبيد أنهم لا يستطيعون أن يحيوا بحرّية، وهم لا ينفكّون في البحثِ عن أسيادٍ أو أنبياء أو آلهة ..
 لا تحاوِل تحرير من لا يستطيع التنفُّس خارج العُبودية المُخْتارَة..
 العَبيد بطبيعتهم، وبُنْيَتِهِم العقلية والنفسية، لا يستطيعون التنفُّس في بيئة الحريَّة..
 الدور الوظيفي والنهائي للحَمَل هو الموت..
 أحقر أنواع الحيوانات هي الحيوانات المُدجَّنة، لأنها خانت غرائزها وطبيعتها ..هذا هو حال الإنسان البشريّ أيضاً..
 الرَّقيب الحقيقي والأخطر هو الرقيب الدّاخلي، الذي تصنعه فيسكنكَ، مُتماهِياً وخاضِعاً للرَّقيب الخارجي..
 طوبى للأحرار، الذين اختاروا الحرية والحياة على الأرضِ كَخيَار إراديّ..
 الإرهاب في حقيقته مَوْلود من رَحْمِ النصوص والأيديولوجية المُؤسِّسة، بحَرْفيّتها ورُوحيّتها...
 الثقافة المُنْتِجَة للإرهاب والبيئة الاجتماعية والثقافية الحاضِنَة للإرهاب، أخطر من الإرهاب ذاته..
 الذّهنية الإرهابية هي المُنْتِجة للسُّلوكية الإرهابية..
 كلّ رَجْعية تَحْمِل في أحشائِها بُذور الإرهاب..
 ثّمَّة إرهاب قاتِل وآخر مُمِيت، والموت أَشَدّ وَطْأةً من القتلِ...!؟
 الإرهاب الحقيقي يَكْمُن في رحم الثقافة الأُحادية والتوحيدية، حيث تَتَعدَّد التجلِّيات..
 الإرهاب في جوهره، بمثابة النُّطفَة التي تترعرع وتنمو في ثقافة الإكراه وفي أيديولوجيا الإقْصاء، وما عَدا ذلك إنما هو إرهاب ناعم، رغم دَمَوِيتِه وهَمَجيته...
 ثَمَّة إرهاب "بِدائيّ" وإرهاب "حَضاريّ"، يتعدّد اللَّبوس والشكل والطقوس، لكن المُسَمَّى واحد، إنه الموت..
 هنالك مَنْ يُمارِس تضليلاً مَنْهَجيًا في مواجَهَة الإرهاب، إذْ يُركِّز على النتائج ويتجاهَل السّبب المُنْتِج..
 ثَمَّة تضليل آخر حول الإرهاب، حين يجري التركيز على إرهاب المجموعات والتنظيمات والدِّيانات، لتَناسي إرهاب الدول والمُؤسَّسات والشَّرِكات..
 "العَلمانيون" هم أقلّ الناس قُدْرَة على مُواجَهَة الإرهاب، لأنهم مُؤدْلَجون بثقافة التَّسْوِيَة مع جُذور الإرهاب..!؟
 البيئة الحاضِنَة للإرهاب، فكريًا وثقافيًا واجتماعيًا وسياسيًا، أكثر خُطورة من سِلاح الإرهابيين.. ففيها العِلَّة والمَعْلول، فيها ومنها السَّبب والمُسَبِّب، وفي مواجهتها الجَذرية والشاملة يَكْمُن الحلّ..
 الجَماهير، كروحيّة جَماعية، لا تُفكِّر ولا تتحرّك إلاّ داخل القوالب المَوْرُوثة والبِدائية، وفي إطار الحُدود المَرسُومَة لها...
 إنَّ "عقيدة الجماهير" هي عقيدة جَمْعية لاواعِية، بطبيعتها وبُنْيتها، في ذِهنيتها وعَصَبيّتها وروحيّتها، مهما تبدَّلت وتغيَّرتْ أشكال التعبير عنها، وتفاوَتَتْ في اللَّبوس والتجلِّيات..
 الجماهير، كحالة جَماعية، مُجرّد حالة انفعاليّة وبِدائيَّة..
 شَتَّان ما بين ما "يريده الشعب" وبين ما يحتاجه أو يستحقّه أفراد الشعب...
 حين يُتْرَك "للشعب" تقرير مَصيره، يصير "الشعب" بلا مَصير..
 الجماهير قد تُدْرِك ما تريد، لكنها لا تُدْرِك بالضَّرورة ما تحتاج..
 الجماهير، كحالة جَماعية قَطيعيّة، لا تُغَيِّر عقائدها ومُعتقداتها الموروثة "الثابتة"، إنما تُغَيِّر آراءها ومواقفها كما تُغَيِّر ملابسها..
 الاندِماج بالجماهير وبالجماعة، أيّة جَماعة، يعني التخلّي عن الاستقلالية الفردية وعن السِّيادة العقلية والفكرية والسُّلوكية للذّات..
 يتلاشى الذّكاء الفرديّ وتتبدَّد الإرادة الفردية وتغيب السَّيادة الذاتية، حين يَنْصَهِر الفرد في الجماعة ويَنْخَرِط بالجمهور..
 الجماهير مُتديِّنَة بطبعها وطبيعتها، لأنها كجماعة ترفض العقل والعلوم وتَبِعاتهما، وتنحى نحو الجهل والإيمان، وفي هذا ترى راحتها وسعادتها..
 يتغيَّر لَبوس "العاطِفة الدينية" للجَماعات، من عصر لعصر، ومن مكان لآخر، ومن ثقافة لأُخرى، لكن يبقى جوهر طُقوسها هو الأكثر حُضورًا ومُحَرِّكًا وطاغِيًا، مهما ادّعت وتلحَّفت بلَبوس العقل والعُلوم..
 لا يَنْحَصِر تعريف "العاطفة الدينية" للجَماعات بالإيمان بإلهٍ واحد أو أكثر، أو بمعتقدات "سَماوية" وما وَرائِيّات وَهْمِيّة، إنما هي تشمل كل المَنظومات والثقافات والمعتقَدات والطُقوس التي تعتمِد العِبادَة والتَّقديس واليَقينيّات والمُطْلَقات..
 العاطفة الدينية، للجماهير والأفراد، في صراع أبديّ مع العقل والعلم، فهي تتَّخذ أشْكالاً عِدَّة وتُحافِظ على جِوْهرها دون أن تُهْزم، حتى في عَصْر يَدَّعي اعتماد العقل والعلوم..
 مَجموع الأفراد يُشَكّل جماعة، لكن الجماعة ليست مجموع أفرادها..!!
 انصهار الفرد بالجَماعة، أي جماعة، كالعملية الكيميائية، تُفْقِد عُنصر الفرد خاصّيته وخُصوصيّته، وتجعله يَذوب في مُرَكَّب الجُموع..
 لا فرق بين عالِم فيزياء وعامِل نفايات، مهما كان الاختلاف العقلي والثقافي والطبقي بينهما، إذا ما انْصَهَرا معًا في الجماعة ذاتها، لأنهما عندها يمتلِكان "الرُّوحيَّة" الجَماعية نفسها، ونفس روح الانْصِياع..
 "الإنتِلجينتسيا" في معظم المجتمعات، لا سيّما البِدائية منها، أعْجَز من مُواجَهَة الجماهير وثقافتها وعقائدها، بل غَدتْ "الانتلِجنتسيا" أداة طَيِّعة بيَد الجماهير، وباتت مُعيقًا في تطوُّرها وارتقائها.
 مُعْظَم الناس يَسْتَمِدُّون مواقفهم من مواقعهم، وبعض الناس فقط يستمدُّون مواقعهم من مواقفهم.. فما أوْضَع الأكثرية وما أعظم الأقليَّة..
 عندما يكون الجُمهور مُجَرَّد حالة استهلاكية وجَمْعِيَّة، والثقافة حالة استعراضية، لا تخلو من الانتهازية، كما هو سائد، يغدو الرأي العام حالة حَميرية ومجرَّد سيرة أموات..
 الإلحاد، على النَّقيض من الدين، وغيره من فِكر التَّدجين، فلا يُمكِن وُلوجه إلاَّ إذا كُنتَ عارِفًا وقادِرًا وحُرًّا، لذلك هو ليس مُتاحًا للجميع، ويخلو من روح القَطيع..
 لا يُمكِن الوصول إلى الدين والله، كحقيقة مُطلقة، عبر العقل والتفكُّر، إنما من خلال الإيمان الذي يخلو من الشكّ ويتبنَّى اليَقين..
 لا دين مع العُلوم ولا عُلوم مع الدين، وأيّ محاولة للتوفيق بينهما إنما هي عملية تَهْجين..
 إذا كان الإنسان هو خطأ "الله" فإنَّ "الله" هو خَطيئة الإنسان...!!
 الدّين: بنَصِّه ونُصوصه، بروحه وروحيّته، بطقوسه وعِباداته، يُشَوِّه الحياة ويُضَلِّل الإنسان، ويحرِف طبيعة الصِّراعات وجَوْهرها..
 الفارِق بين "الدِّيانات السَّماويّة"، رغم تَبايُناتها، إنما يَكمُن في الطُقوس وليس في جَوْهرِ النُّصوص..
 الدَّعوة للدِّين، والعقائد المُطْلَقَة، التي تَدَّعي احتكار الحقيقة ونهائِيَّتها، إنما هي دَعوة للعَدَمِيَّة.. إذن، فإن "المُؤمنين" هم العَدَميُّون، وليسوا الملحِدين..
 الإيمان، بكلِّ أشكاله ومَضامينه، هو دَرب الإنسان البَشريّ نحو العَدَم..
 "الإيمان" لا يحتاج إلى دليل، بينما الفلسفة تتطلَّب مَدْلول، والتزاوُج بينهما غير معقول..
 لا يُمْكِن فَصل الدين عن الدولة والسّياسة، دون فصله عن المجتمع والثَّقافة..
 الإلحاد ليس مُجَرَّد "هَبَّة غضب" على "الإيمان والمُؤمنين"، إنما هو خيار الاحتمالات العقلية والإرادية والحَياتية، لدى المُفَكِّرين..
 الإلحاد ليس مجرَّد رَدّ فِعل على أحداث أو صَغائر أو صِغار، وليس هو حالة إنفعالية أو عَصَبيَّة أو مَزاجيَّة، إنما هو نِتاج فِكر راسخ وواثق، يستمدّ حضوره من ماضٍ عَريق، ويَصْبو نحو مُستقبلٍ مُحْتَمَل وخَلاص مُمْكِن دَفيق..
 لا يُمْكِن أن يَتَأتَّى الخَلاص من الغَيْبِ، فالغيب كان وَهْمًا وسيبقى، مهما حاول المَجاز في اللُّغة والاستِعارَة..
 يبدو أن الإلحاد مَشروع حَيَويّ يَتجاوَز المُلحِدين، فهو خَلاص الدينيين أيضًا من أنفسهم، ومن جهلهم وخوفهم ودينهم، إنه مشروع حياة..
 إذا كان الدين مَشروع خَلاص مُحْتَمَل للمؤمِنين، فإنَّ الإلحاد هو مَشروع خَلاص مُمْكِن للجميع.. فهو يسعى حتى لتخليص المُؤمِن من دينه ومن نفسِهِ، ويُحَرّره من ذاته ومَوْروثه، ويُنقذه من تعاليم الموت ويدفعه نحو مَعالِم الحياة..
 مَنْ لِمْ يَهْتَدِ للقول الفَصْل فليُحاوِل فَصل القَوْل..
 لا تَبْحَث عن الخَلاص خارجكَ، لأنَه كامِن داخلكَ..
 ثَمَّة غالبية ساحِقة من الناس لا تُمَيِّز بين المُقاوَمَة وبين الثَّوْرَة، ولا تُدْرَك الفارِق بينهما..
 المُقاوِم المقاوِم: ليس مَنْ يُقاتل أو يُواجِه، في سَبيل قضيَّة سامية، من أجل الموت، بل دِفاعًا عن الحياة والحُرية، دون أن يَخْشى الموت..
 التحرُّر من المُعْتَقَدات والمُعْتَقَلات المَوْروثة، من انتماءات وهُويَّات وعَصَبيَّات، إنما يُشَكِّل المقدِّمة الأُولى للحُرِّيات..
 مُعظم المحاولات الفَلسفية والفِكريَّة بَحْثًا عن الحقيقة، إنما كانت وما زالت محاولات حَثيثة لِوَأدِ الحقيقة..
 بين الوجود الواقعيّ والوُجود المَجازيّ ثَمَّة وُجود غائِب..
 في إعادة تَصْويب للفلسفة: فهي البحث الشمولي عن الوُجود بما هو موجود، وعن الموجود في الوجود، نحو مَاهِيَّة الموجود..
 ليست كلّ مَقولة موقِف، وليس كلّ موقف رأْي، وليس كلّ رَأي يستحِق الاحترام والظُّهور أمام الرَّأي العام..
 "سُلطة الرأْي العام" ما هي في الحقيقة سِوى خُرافَة وأوْهام..
 الإعلان الذاتيّ والإراديّ عن الإضراب المَفتوح عن الإعلام ومُقاطَعته، إنما يعني ازدِراء العَصْر والإعلام والرأْي العام، والنَّأْي عنهم ومنهم، لا يعني تَزَهُّدًا أو تَنَسُّكًا أو استعلاء وعُزوفا، إنما في حقيقته وَجوْهره تَعالِيًا ونُفورا..
 إذا كان "مَنْ يُسَيْطِر على المال والإعلام يُسَيطر على العُقول"، فلا بَأس بالإعلام وبِئس العقول..
 أكثر الناس خِشْيَةً مِنَ الأماكِن العامَّة، هم مُنْتَخَبو العامَّة..
 صُورة الحُكَّام على شاكِلَة المَحْكومين، في غالِب الأحايين..
 غالِبًا ما يكون مِقياس الأكثرية والأقلية مِعيارًا لدى البائِسين..
 السِّياسة في جوهرها هي قضية مَوازين قُوى وإرادات أكثر مما هي قَوانين واتفاقيَّات..
 الديمقراطية هي كلمة السّر "العَصْرية" في مواجَهَة التعدُّدية الحقيقية ونحو وَأْد الحُرِّية..
 لا وُجود لمُسْتَضْعَفين على الأرض، بل ثَمَّة ضُعَفاء..
 كُلَّما تطفو الشُّهْرَة أسْرع تخبو أسرع، إنَّه قانون الفيزياء وَمنطِق التاريخ..
 بعدما باتت السَّخَافة والسَّطحية بيئَة حَاضِنَة للشُّهرَة، غَدَتْ الشهرة مُقْلِقَة حَدّ الغَيْبوبَة..!!
 سُهولة الشهرة وسُرعة تحقُّقها تجعَل منها ميزة بائسة، تَتَنافى مع العَظَمَة وتَنفي قيمتها..
 العَظَمَة لا تحتاج إلى شُهْرَة، في حين أن الشهرة هي التي تحتاج إلى عَظَمَة..
 المُطابِقون لعَصْرِهِم لن يُولَدوا من جديد بعد المَمَات..
 يبدو أن العظماء الحقيقيين، على قِلَّتهم وندرتهم، إنما يُولَدون غالِبًا بعد موتهم..!؟
 كُلَّما ازْدَدْتَ تَسْوِيَةً تراجَعْتَ ثَوْرِيَّة..
 أنتَ تنظر إلى ما تَراه، لكنّك لا تَرى ما تنظر إليه..
 ليس كلّ ما تَراه حقيقيًا، وليس كلّ ما لا تراه وَهْمًا..
 ليس العيب في أن تكونَ فَقيرًا، بل أن تُفَكِّر كفقير..
 الفُقر المَوْروث أغنى من الغِنى بالميراث..
 ثمن أي شيء لا يُحَدِّد قيمته، كما أنّ قيمة أي شيء لا تُحدِّد ثمنه..
 عندما يملك الغبيّ المال يَميل المال نحو الغَباء..
 لا يُضيف المال ولا يُضْفي قُوّة للضعفاء بُنْيَوِيًّا..
 امتلاك المال أوْهَن أشكال القوَّة..
 تستطيع المرأة أن تكون ما تشاء، لكنها لا تستطيع أن تكون إلاَّ امْرَأة..
 عَقل المرأة، أي ذكاؤها وثقافتها، هو أكثر "أعضاء" المرأة إثارة وَحَيَوِيَّة جِنسِيَّة، وأكثرها تَحريكًا لِرَغَبات لا تتوقَّف عن التدفُّق..
 ثَمَّة نِساء فَنَّانات في قتل الرَّغبة والاندِفاعَة الجِنْسية عند الرجل..
 النساء عِبارة عن قنابل مَوْقوتة، ذَكيَّة وفِطرية، يَنْفَجِرْن فجأة، وعلى حين غَرَّة، في الفرح حينًا وفي الحزن أحيانًا، أمَّا في الغضب فالمرأة فِدائيَّة..
 كلّ النَّساء جُمَل، ولكن أنَّى هي المرأة الفِكْرة..؟!
 الموسيقى هي المَلاذ والمَنْفَذ الأخير..
 الموسيقى تُحيط بنا، فاصغوا إليها..
 فيروز: إنها الإيقاع الأكثر حُضورًا، والحُضور الأكثر إيقاعًا وَحَيوِيّة في حياتنا.. إنها الإعْصار الذي يَسْكُن أعماق الهُدوء.. وليست هي سفيرتنا إلى النجوم، بل سفيرة النجوم إلينا..
 بين فيروز وباڤاروتّي حَبل مَسَرَّة، لا ينقطِع عند الإنجاب والوِلادَة، كالذي بين الصوت والموسيقى..
 عندما تختار الصَّحراء مَكانًا واتجاهًا لرحلاتِكَ، فتَوقَّع الظَّمَأْ..
 مِن طَبيعة الأشياء وطَبائعها، ألاَّ تُدْرَك قيمة الأشياء إلاَّ بعد فقدانها..
 ليس العار في أن تكبر سِنًّا، لكنّ العار أن يزداد عمركَ دون أن تكبر..
 يقول البَسيط للمُرَكَّبِ: ما أصعبكَ، وكَمْ أنْتَ مُتْعِب؟! فيردّ المُرَكَّب مُتَّهِمًا: ما أصعب البَساطة حين تكون ساذِجَة وسَطحِيَّة..!
 لا تبحَث عن أتْباعٍ، لِأَنَّكَ ستكتشِف عندها أنَّك تبحثُ عن أصْفارٍ..
 تَساؤُل مَفتوح: هل فِعلاً أن الوجود الواقعيّ أكثر حقيقة وحُضورًا من الوُجود المَجازِيّ..؟!
 يكون الجمال أحيانًا أكثر إقناعًا من المَنْطِق..
 على الإنسان ألاَّ ينظر إلى نفسِهِ فحسب، كي يرى جَيِّدًا..
 يتجنَّب الإنسان الوِحْدَة، لأنه يَخشى المُواجَهَة، مع الذّات والواقع والحقيقة..
 مِن أعظم ما قرأته:
- أنْتَ نِدّ للعقلِ الذي تفهمه (غوته)..
- على هذه الأرض ما يسْتَحِقّ الحياة (نيتشه)..
- قَتَلَتْكَ الفُنون جميعُها أيها الموت (محمود درويش)..
 قد أُناصِر الفُقراء والبُسطاء من أمثالي، لكن لا يُمْكِن أن أُناصِرَ الضُّعَفاء والبُؤساء من أغْياري..
 لا يَكون ثَوْرًا مَنْ يدير ظَهْرَهُ لآلام النَّاس وهُمومها الوَضيعة..
 "التحمُّل" شكل من أشكال الحالَة الحَميرية، وعَدَم التحمُّل لا ينبع بالضَّرورة عن عَدَم القدرة على التحمُّل، إنما من الرفض الإراديّ للتحمُّل..
 الوَطَنية في جَوْهَرِها، قضيَّة وُجود ذاتيّ، إلى جانب الوجود الجَمَاعيّ، وهي غير مُلْزِمَة بانتماء ثقافيّ واجتماعيّ..
 السُّجون الحقيقية هي تلك التي لا يَتَراءى فيها وحولها القُضبان والأصْفاد..
 الذَّاكِرَة هي الصَّديق الأكثر خِيانة للإنسان..
 مَنْ لا يحترِم رَأيكَ احتَقِر رَأيه..
 الكلام عن الذَّات ثَرْثَرة مُبْتَذَلَة، لا تخلو من احتقار ضِمْنِيّ للذَّات..
 يَبدو أن سَطْوَة وسُلطة "عدم الفهم" أقوى من الفَهم ذاته..!!
 الأحْقاد هي الدَّافع والمُحرِّك الأكبر لمعظم المواقف والسُّلوكيَّات..
 إنّ مُجمل الدَّيانات والمعتقَدات والأخلاق ما هي في الحقيقة سِوى "سوء فهم" بَشرِيّ وتاريخيّ..!؟
 إنّ "تربيتنا"، في جوهرها، كما المُؤسَّسات التعليمية، لا تُنْتِج، في غالب الأحيان، إلاّ مَزيدًا مِن الأتباع والرُّعاع..
 اسبَحْ في المياه العَميقة والخَطِرَة، ولا تكُن رَهينةً لِتَعاليم الشَّواطِئ الضَّحِلَة...
 ضَجيج الأفراد هو صَدى لخوائهم، وضَجيج المجتمعات هو ارتداد لصدى ثقافاتها..!؟
 قُلْ لي كيف تحيا أقُلْ لكَ كيف تموت..
 إنَّ ثقافة الأرقام والنِّسَب المِئويَّة الصَّماء إنما هيَ توصيفٌ لما يَطفو على السطحِ، أكثر مما هي نظرة في العُمْقِ..
 مَنْسوب القِراءَة، أو للدِّقةِ، عدم القِراءَة، يجب أن يُحْتَسَب بين المتعلِّمين لا بين الأمِّيين.
 الإفْراط في الخوف والرُّهاب من التهديدات والمَخاطِر إنما يعني الشلل، ويعني بالتالي المُراوَحة والانتحار والموت..
 ثَمَّة التباس حَقير بين الأغنياء والعُظماء..
 لأنّ حياة واحِدَة لا تكفي، فإنّ امرأة واحدة لا تكفي..
 القُوَّة هي ليست فقط أداة لتحقيق الأشياء وتحقُّقها، إنما لإنتاج الأشياء أيضًا..
 في كثير من الحالات تكون انتهازيَّة القويّ والقادِر أقلّ من انتهازيَّة الضَّعيف والعَاجِز..
 إذا لم تَصْنَعِ الأخلاق كما تريد، تصنعُك الأخلاق كما لا تُريد..
 إنْ لم تَكُن قَويًّا وقَادِرًا فكُن شُجاعًا، وهو "أضعف الإيمان"..
 مهما اتَّسَعتْ دَوائِر الحركة أفُقِيًّا تبقى حالة مُراوَحَة، ما دامتْ غير قادِرَة على النموّ والصعود والارتقاء، نحو الأعلى..
 التاريخ لا يُعيد نفسه إلاّ كَمَأساة أو مَلْهاة..
 العقل الغاضِب هو عقل ضَيِّق ومَحدود الأُفُق..
 يتمدَّد الزّمان ويَضْمَحِل المَكان ويتلاشى الإنسان.. إنها مِن سِمات عصر "الما بَعْد"..!؟
 عَدَم الإنجاب هو الردّ الأنْجَب على طَبيعة مُشَوَّهة ومُشَوِّهَة للإنسان..
 ليس للغريزة أيديولوجيا، وليس للحَدْس حُدود..
 الضِّيق هو امتحان السِّعَة..
 الحقيقة ليست واقِعًا بالضَّرورَة، كما أنَّ الواقع ليس حقيقة بالصَّيْرورَة..
 الإشاعَة أقوى وأسرع من الحقيقة، في ثقافة الجَماعة القَطيعيَّة..
 نسيان الذَّاكِرَة لدى المرأة أقوى من ذاكرة النسيان لدى الرجل..
 العَناصِر النَّفسية والسُّلوكية المَوْروثة، أكثر تأثيرًا وخُطورة، على الإنسان، من العناصِر البيولوجية والعُضْوِيّة الموروثة..
 الغَباء والجهل، كما الضّعف والانفعال، بمثابة وَصْفَة عاجِلَة لموتٍ مُؤَجَّل..
 لا جَدارة للحياة وفيها بدون قيمة فَيْروز وبلا قامة حسن نصرالله..
 الحُب هو أضْعَف نقطة قُوَّة لدى الإنسان..
 القوّة زينة الإنسان الحيّ، والقُدْرَة ماهِيَّة حياته..
 مَنْ لا يَنْتَصِر على ذاته لا يرتقي..
 ليس كلّ ما يبدو صَلبًا- قَويًّا، وليس كلّ ما يبدو رَقيقًا - ضَعيفًا..
 مَنْ يُريد مواجَهة النُّسور عليه أن يُحَلِّق معهم..
 رُبَّما يكون الغَزال أسرع من الأسَدِ، لكنّ سُرعة الغَزال هُروبًا، بينما سُرعة الأسَد إقْدامًا..
 اعتراف ذاتيّ: كُلَّما قرأتُ وجَرَّبتُ وفَهمتُ أكثر، وكلما وقفتُ أمام "مِرآة النقد الذاتي" باحِثًا عن خَطَأي وصَواب غيري، أزدادُ تَصَلُّبًا وتطرُّفًا وراديكاليَّة..
 إذا كُنْتَ لا تُحِب ما تفعل، فافعَلْ ما تُحِبّ..
 أيّ مُستَحيل هو مُمْكِن في حَضْرَة الإرادة، ولا إرادة بغيرِ قُدْرَةٍ وسِيادَة..
 أن تختار الهُوِيَّة خير مِنْ أن تختاركَ هي فتُقْصيكَ..
 أن تختارَ الوِحدة خير من أن تختاركَ هي..
 ليستِ الوِحدة أن تكون وَحيدًا، بلا أحد، بل أن تكون وَحيدًا بين كثيرين ومعهم..
 يتَجنَّب الإنسان الوِحْدَة لأنه يخشى المُواجَهَة، مع الذَّات ومع الواقع ومع المستقبل، مع المُمْكِن والمُحْتَمَل..
 الوِحْدَة هي قُدْرَة القادِر على مواجهة ذاته.. كما أنّ العُزْلَة هي خَيار الحرّ في اختيار الصَّفاء..
 أن تكونَ صَلبًا فتُكْسَر، خير من أن تكون تابِعًا فتُعْصَر..
 ثمَّة مَنْ يدخلون التاريخ جَرّاء أحْداث أو مُصَادَفات، وثَمّة من يَلِج التاريخ بجَدَارَة الذَّات..
 ليس كلّ مَنْ وما يُسجَّل في التاريخ فاعِلاً فيه..
 المستقبل هو نشيد الحالِمين، والماضي مُسْتَنْقَع البائِسين..
 المستقبل لا يأْتي إليكَ، إنْ لم تذهَب إليه، صانِعًا لا مُنْتَجًا..
 لا ينتظر الإنسان الحيّ، ولا يحتاج ،" شهادة تقدير" مِنَ الأموات ..
 الموت هو أكثر حقيقة موضوعيَّة وأكثر ما يُجَسِّد مَوْضوعية الحقيقة..
 من أعظم تجلِّيات الحريَّة تكمُن في اختيار طريقة الموت..
 إذا كُنْتَ قادِرًا على تجاوُز الماضي، فلا يعني هذا أن الماضي قدْ ترككَ..
 المنفى هو وطن الغريب أنّى اتَّجه وأينما رَحل، وأين حَلّ.. إنه مَصير المُغْترِب..
 الخُروج من الذَّات كالعَوْدَة إليها، شكلٌ من أشْكال المَلاذ..
 ما زِلنا نَتْلو الأبيات الأُولى من نَشيد الأَبَدِيَّة..

كانون الأوّل - ديسمبر/2015
الجليل
• من خارج نُصوص كتاب :
" بيان الفِرْدَوْس المُحْتَمَل "
• نَمْنَمات نُصوص من الكتاب القادم :
" بيان الفِرْدَوْس المُمْكِن "

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]