أسبوع واحد يفصلنا عن موعد استقبال الطفل يسوع.. نستذكر ليلة فيها هللت الملائكة " المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام".. بقي المجد في السماء وفقدنا السلام على الأرض.. سلب الحكام والغزاة والطامعون والعصابات والمحتلون السلام ومرادفاته، زرعوا الحرب والجزع، القتل والنهب، الحقد والكراهية، السرقة والخصام.. وفي كل عام نعود وننتظر مجيء طفل المغارة، الذي ولد في مذود حقير هنا في بيت لحم التي شهدت اضطرابات ومظالم، وما زالت تشهد الظلم والاعتداء من أعداء المسيح والانسانية كل يوم، وتحتمل بصبر وايمان بأن "العدل سيُزهِرُ وَيَستَتِبُّ السَّلَامُ فِي أَيَّامِه " كما ورد في المزامير.
كلٌّ منا ينتظر يسوع.. لكن كيف ومتى وأين ينتظره، ولماذا ومن أجل ماذا؟ وإلى من سيأتي يسوع ومتى وكيف؟ هل يسوعي هو يسوعَك أو يسوعِك؟ وهل نحن متفقون على يسوع كما هو متفق علينا؟ وهل نحن نرى يسوع واحدا كما يرانا واحدا؟ وهل يمكننا أن نكون اخوة له كما أرادنا؟
أطفال فلسطين وأهلها يتلهفون لملاقاة يسوع.. أطفال سوريا وأهلها ينتظرون لقاء يسوع.. أطفال العراق وأهلها يستعدون للقاء يسوع.. أطفال فرنسا وايطاليا واسبانيا وأوروبا يتطلعون للقاء يسوع.. أطفال أفريقيا وجنوب أمريكا وآسيا يرنون نحو لقاء يسوع..
بعضهم يريد يسوع المخلص والمنقذ لآلامهم وشقائهم وتعاستهم، الشافي لأمراضهم وعاهاتهم، المدافع عن حقوقهم السليبة والمصادرة، الحامي لكيانهم ووجودهم، المنافح عن كرامتهم وكبريائهم، المحارب من أجل بلادهم وبيوتهم التي هدمها الغزاة وعاثوا فيها فسادا.
وبعضهم يريد يسوع دمية يلهون بها ليلة الميلاد ويرمونها صباح يوم العيد، جهازا للتسلية والترفيه في حياة مملة تافهة يحطمونه بعد ساعات، ثوبا مزركشا يتباهون به في العيد ويخلعونه غداة يوم العيد، شجرة تعانق السماء مباهاة وتفاخرا في وسائل الاعلام والنفاق التواصلي وينسونها عند خبر جديد، زينة وأضواء لامعة كاذبة في عالم يفتقد للصدق والتواضع ويفتقد للزينة الداخلية.
نعم نحن بانتظارك يا يسوع.. نحن فقراء للكلمة ومحتاجين للرحمة.. نحن نريدك بيننا لنصحو على عالم آخر.. نحن ننتظر المحبة والتسامح والمغفرة، نحن بحاجة للعدل والانصاف والسلام.. فهل ننعم بها بمجيئك القريب؟!
• نص الكلمة التي ألقاها الكاتب في افتتاح الأمسية الميلادية في بيت لحم التي نظمها مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية يوم 18/12/2015
[email protected]
أضف تعليق