رسالة من ابن الناصرة إلى قائمتي "ناصرتي" و"جبهة الناصرة".
إلى رئيس البلدية ورئيس قائمة "ناصرتي" علي سلّام المحترم،
إلى رئيس قائمة الجبهة في الناصرة شريف زعبي،
إلى ناشطي ناصرتي وجبهة الناصرة،
تحية وبعد،
أوجّه هذه الرسالة لكم باسمي الشخصي وباسم الكثيرين من الغيورين على مستقبل البلد التي أنهكتها حروباتكم الشخصية والسجال الذي لم ينْتَهِ والذي تحوّل إلى تراشق كلامي وانحدر إلى أماكن لا تليق بالناصرة، بحاراتها وبيوتها، بأهلها وأطيافها.
نشهد في الآونة الأخيرة تصاعد وتيرة المشاحنات بين مندوبي البلدية بين بعضهم وناشطي القوائم التي وصلت حتى العنف وكيل الاتّهامات الذي لم ينتهِ منذ فترة الانتخابات حتى يومنا هذا، شحن مستمر وخلق للمشاكل والتشهير الذي يتلوه سب وقذف وشتم. اتّهامات خطيرة وتضخيم للأمور وصل حد التخوين والتكفير. كل هذا ونسي أو تناسى الطرفان الأزمة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني على الصعيد المحلّي النصراوي وعلى الصعيد القطري في الداخل وعلى الصعيد الفلسطيني العام.
يواجه شعبنا الفلسطيني أعتى فترات التمييز العنصري وأشرس مخططات الاستعمار التي تطاله، من قتل بدم بارد في القدس والضفّة وحصار خانق على غزة وملاحقات سياسية لا تنتهي، وهدم بيوت في كفركنّا، طمرة والنقب، بالإضافة إلى التمييز العنصري في كل جانب وفي كل منحى حياتي، وفي ما تبقى من الوطن ينهش الاحتلال يوميًا في أبنائه من خلال مخطّطات الأسرلة والاستعمار.
الناصرة على وجه الخصوص تنخر بها مشاريع التهويد ويزيد الخناق حولها من خلال الاقتصاص من أرضها والمنع في توسعتها، ضائقة سكّانية، وحركة سير خانقة، مخطّطات الإفقار تهدّد عوائلها، ناهيك عن العنف والخاوة والمخدّرات التي تجتاح شبابنا.
لا الجبهة ولا ناصرتي تريدان السوء لأهل البلد، هناك احتلال متربّص لنا يعمل بدون كلل ولا ملل ليغتال وجودنا ويزهق أمانينا ويقتل أحلامنا، هو المسؤول الأول والأخير عن التضييق وشح الميزانيات وزيادة الخناق حول الناصرة وأهلها. أسهم الاتهام والغضب يجب أن تكون موجّهة صوبه، علينا أن لا نفقد البوصلة فلا يكون هناك تغليب للمصالح الضيّقة على المصلحة العامّة. نعم هناك تقصير، هناك تجاوزات، أخطاء وأحيانًا خطايا، قامت بها ناصرتي وقامت بها جبهة الناصرة من قبلها.
فمن المسؤول؟ جميعنا مسؤولون أمام أبناء الناصرة وأهلها، إن الوقوف جانبًا والاكتفاء بالاتّهام ورمي المسؤولية على الآخر سيُبقى على المشاكل ولن يحلّها، إنها مسؤولية الجبهة وناصرتي والتجمّع الوطني الديمقراطي والحركات الإسلامية وشباب التغيير وكل فرد منا، علينا الترفّع عن الاختلافات ورأب الصراعات ووضع المشاكل نصب عيون الجميع والعمل على حلّها.
فما الحل؟ هل الحل هو التربّص؟ هل الحل هو الانتقام؟ هل الحل هو تأجيج الوضع؟ هل الحل توسعة الاستقطاب الحاصل؟
المطلوب هو: على الأطراف الجلوس حالًا ثم حالًا وإيجاد حلول، على الأطراف إطلاق بيانات تهدئه ودعوة للعمل الموحّد أو على الأقل العمل في جوء هادئ. على الطرفين؛ ناصرتي والجبهة، وقف الصفحات المشوّهة التي تعمل يوميًا على تأجيج المشاعر وخلق الفتن، الناصرة ليست ملكًا لكم أنتم خادمون لها، أهل الناصرة ملّوا من هذا الاستقطاب والجو المشحون الملموس، نحن أمام تحدّيات محلية وقطرية، واجبكم العمل سويًا وإيقاف مسلسل البيانات المُخزي الذي لا يفيد ولا يسمن سوى أنه يزيد الاحتقان والاحتراب. ضعوا خلافاتكم جانبًا، ضعوا الغضب والعداء جانبًا، مسؤوليتكم تُحتّم عليكم الوصول لصيغة مشتركة حضارية فيها مساحة للنقاش الأخلاقي الذي تكون في مركزه مصلحة الفرد النصراوي.
بإحترام :
عمار ابو قنديل إبن الناصرة – فلسطين المحتلة
المقالات التي تصل لموقع "بـُكرا" وننشرها، تعبر فقط عن رأي كاتبها ..
[email protected]
أضف تعليق