زيَّنتُ شجرة سرو ميلادية اصطناعية، وعلّقت في قمتها نجم مضيء، وبعد لحظات أطلق شُعاعًا لملامح شخصية أعرفها جيّدًا، تأكدت أنها لذلك الكاتب الذي شدّني أسلوبه لأتابع كتاباته المتنوّعة في الصحف... شعرت أنه شخصية لها تأثيرها على جمهور القراء، فلقَّبته بشيخ الإبداع الذي يحمل على ظَهره كيسًا كبيرًا من الأفكار والخيال، يطرق أبواب هموم النّاس، ليوزع عليهم مقالاته المميّزة.

تمنيتُ أن يزورني في بيتي، ليُقدّم لي تذكارًا ما، لا يهم قيمته، حتّى لو قدَّم لي دبوسًا من تنَك، المهم أنه أهداني إياه، لعِلمه أنّي معجبة بكتاباته، يا لشدة غبائي! فأنا أتجاهل أنّي سأبقى في الظل، لأنه لا يعرفني، فأنا بالنسبة له مجرد معجبة عابرَة لا أكثر.

لن أنسى أن نجم إبداعاتك الذي هداني إلى مغارة أفكارك النيّرة، كم أتمنّى أن أفهَم مغزى كتاباتكَ. ميلاد الرّب منَحَني سرير الطمأنينة، لأرتاح عليه في هذه الليلة الميلاديّة، وأنتَ منحتَني تنّور المشاعر الذي أشعَله فتيل فطنتكَ، وشعَرتُ بدفء كلماتك. أبطَلتَ مفعول سِحرٍ شيطاني، صوّر لي أن الإحساس بالآخر في هذا الزّمن الميلادي، ليس إلاّ رشوة نفاق يقدّمها النّاس للمحتاجين! مع أنّكَ علّمتني أن ميلاد الإحساس بالآخر، يولد في مغارة الإنسانيّة التي تجمع بداخلها الإحسان، العطاء والخير.

تذكّرت المغزى الحقيقي من وراء مقالات ذلك الكاتب، التي تدعونا إلى إحقاق العَدل، ومساندة المظلومين. ينتابني شعور غريب، أن هيرودس الحقد، ما زال حي بيننا، يريد أن يقتل فينا أطفال الإرادة والوعي والنّضج، فتنجح الضّغينة بتفرقة النّاس عن بعضها البعض، فتُدمّر تلاحمهم الأسَري، فنحن بأمَسِّ الحاجة إليه في هذه الأوقات.

تخيلتك أيّها الكاتب جالسًا مثل بابا نويل على عربة تجرّك حبال الود نحوي، حسبتُ أنها ستترك آثَرها على ثلوج سذاجتي، لم أفقِه بأن رياح أوهامي العاصفة بعثرتها... حينها أدركت أن حالتي ليست إلاّ فنتازيا ميلاديّة... لكنّي مُصرّة أن أتمنّى لكَ أيضًا ميلادًا مجيدًا، رغم غرابة شهادتي هذه، ولكنها تبقى حالة ميلادية استثنائيّة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]