تكشف المؤسسات الإسرائيلية النقاب عن ظاهرة أخرى تجتاح القرى والبلدات العربية وتهدد العشرات بل المئات من الشباب العرب ، الذين انضموا او قرروا الانضمام الى تنظيم الدولة الإرهابية داعش ، حيث اعلن مؤخرا عن اعتقال العشرات من الشبان من بعض القرى والمدن العربية الذين كانت لهم نوايا في الانضمام الى تنظيم داعش ، بالإضافة الى العشرات الذين سافروا مؤخرا وانضموا لهذا التنظيم الإرهابي دون رجعة ، وغيرهم من يحمل ويتبنى ويؤيد فكر هذا التنظيم .

الإستعمار العنصري

في هذا السياق تحدث مراسلنا الى عدد من الشباب العربي الذين رأوا في الانضمام الى تنظيم الدولة الإرهابية ادانة للمسؤولين ولرجال الدين الذين اختلفت اراءهم والى قوة التنظيم التي اثرت في فكر الشباب العربي ما دفعهم ليحملوا ارواحهم حاملين تذكرة سفرهم دون عودة .

الشاب علي زبيدات قال: يؤلمنا كثيرا ما يكشفه الاعلام عن انضمام شبابنا في الداخل الفلسطيني لمنظمات ارهابية تكفيرية شوهت نضال الشعوب العادل والاسلام السمح وشكلت منفذا لما يكبته كثير من شبابنا في داخلهم.

وقال زبيدات: اما عن المسؤولية فهي مسؤولية جماعية يتحملها كل من نظام الاستعمار العنصري، جهاز التعليم غير القيمي، رجال الدين الذين فشلوا في ايصال سماحة الاسلام ، القهر المجتمعي، الركود الاقتصادي والحركات السياسية التي فشلت في فهم الحالة المجتمعية المرتبطة ارتباطا وثيقا بكل ما ذكرت. هي قضية اكبر من افراد انضموا لحركات ارهابية بحاجة لفحص ، بحث وتمحيص علمي دقيق.

وأضاف زبيدات: كلمة أخيرة للحركات الاسلامية ورجال الدين الذين يقع على عاتقهم المسؤولية الأهم بالعمل على نشر خطاب عقلاني يتسم بالحيطة والحذر والمسؤولية المجتمعية.

الخطاب الديني المعتدل ضعف

الشابة اريج حكروش قالت: برأيي المسؤولية تحمّل لعدة جهات ، فكون أغلبية الشباب المغرر بها هم بأعمار صغيرة نسبياً فهذا يعني أن الخطاب الديني المعتدل قد ضعف، ويمكننا ارجاع ذلك لعدة أسباب أهمها التفكك السياسي بمجتمعنا، واختلاف الخطابات الدينية قد ولّد عند الشباب التشكيك بالوسطية الدينية، وهذا ما يتحمله رجال الدين، ومن ناحية اخرى فان حالة القوة يتمتع بها هذا التنظيم قد فتنت الكثير من الشبان الجاهلة وهذا يعود لحالة الضعف والانهزامية التي يعاني منها المشهد السياسي العربي الشامل .

الإستخبارات الإسرائيلية 

الشاب شادي نصار من عرابة قال: من انضموا مؤخرا لصفوف داعش، ليسوا الأوّلين ولا الآخرين من سيخرج من شبابنا في الداخل للانضمام الى صفوف التنظيم الأكثر ارهابا في هذه اللحظة - "داعش" .

وقال نصار: المسؤول وبدون "لت وعجن " هو وبدون منازل الدولة الأكثر إرهابا في العالم - "اسرائيل" . وبشكل غريب ومفاجئ نستمع الى حالات انضمام شبابنا من الداخل الفلسطيني الى صفوف داعش بشكل خفي عن عين الأهل والشرطة وحتى عن الاستخبارات الاسرائيلية التي تعد أقوى جهاز استخباراتي في العالم الى الان ، كيف يمكن للجهاز الذي يستدعي شبابا مسيسين الى التحقيق بتهمة انهم خططوا لعمليات تخريبية في الفترة الأخيرة بادعاء انهم أثبتوا ذلك من خلال مراقبة اجهزة الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي ونراهم اليوم عاجزين عن كشف من يخططون بتروي وعلى مهل لمغادرة البلاد والوصول الى بلاد ثانية عبر التواصل مع منظمات إرهابية .

وقال نصار: اسرائيل لها حصة الأسد من بناء هذا الشبح المسمى بداعش في مخطط امبريالي في الشرق لا يذكرنا الا بالتجربة المسمى ب"القاعدة " فيا سبحان الصدفة السياسية والصدفة الارهابية أن يكون العالم الشرقي من الأنظمة الشعوب وصولا الى العالم الاوروبي وحتى الولايات المتحدة واقعين تحت خطر هذه المنظمة ولكن تبقى اسرائيل الدولة الأكثر "ديمقراطية" رغم معاداتها للإسلام وللأماكن المقدسة وهكذا تنجو دائما من أي عمل ارهابي من قبل هذه المنظمات المتشددة .

وتابع نصار قائلا: اسرائيل هي المسؤولة عن دس الكثير من الشيوخ السفلة المتشددين الذي يودون بشبابنا الى مثل هذه المساق مثيل دس خلايا العملاء في صفوف رجال الدين من الاسلام الى المسيحية وبين رجال المقاومة. وسائل التواصل هي مجرد وسيلة لتفعيل ذلك ولتسهيل العملية. "اسرائيل ام الإرهاب" .

المجتمع باكمله 

نضال عنتر قال: اولا برأي ان تنظيم ما يسمى (داعش) هو تنظيم ارهابي من الدرجة الاولى، يعتمد منهج العصابات والمافيا ولا يمت بأي صلة او اي شكل من الاشكال للدين الاسلامي او اي شريعة الهية ، وأرى انه تشويه كامل لصورة الدين وبالتحديد الدين الاسلامي ، فالإسلام فعلا بريء من هؤلاء وبراي ان تنظيم داعش ما هو الا مؤامرة لتفتيت الوطن العربي وضربه في صميمه و تشويه صورة كل عربي مسلم، ولا استبعد ان يكون هؤلاء مجرمون و سفاحون تم التخلص منهم من دولهم وزجهم في اجزاء من الوطن العربي لتسيير اجندة ارهابية تعييد هيكلة خارطة العالم العربي.

وقال عنتر: فيما يتعلق بالمسؤولية وعلى من تقع فأنا لا ارى انه يمكننا الاشارة بأصبع البنان لاحد الجهات او الاطراف انه هو المسؤول عن ما يجري ، لكن اجزم بأن لكل المجتمع ابتدأ من الاسرة والمسجد والمدرسة والاعلام ووسائل الاتصال دور مهم في تشكيل الوعي حول هذه القضايا وانه يجب علينا ان نكثف جهودنا في توعية وانارة عقول شبابنا تجاه ما يجري، و محاربة كل وسيلة تروج الوجه الحسن لمثل هذه التنظيمات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]