افتتح هذا المقال ببعض الكلمات التي كان ينددها بنيامين فرانكلين وهي "اي مجتمع يضحي بالحرية ليحقق الامن يخسر كليهما الامن والحرية " ، اي بكلمات اخرى محاولة اليمين المتطرف في بلادنا تقليص الحريات ورشم المواطنين بالسلاح للدفاع عن انفسهم هي محاولة سوف تدمر صحة المجتمع وسوف تهلكهُ بمرض العنصرية والتفكك .
التطرف لغة مشتق من "الطرف" أي "الناحية" , أو منتهى كل شيئ وتطرّف "أتى الطرف", "وجاوز حد الاعتدال ولم يتوسط ". وكلمة التطرف تستدعي للخاطر كلمة "الغلوّ" التي تعني تجاوز الحد . وهو من "غلا" "زاد وارتفع وجاوز الحد ". ويقال الغلو في الأمر والدين .
التطرف مصطلحاً يضاد مصطلح "الوسطية" الذي هو من الوسط " الواقع بين طرفين " ، من الصعب جداً علينا سماع وزير التربية والتعليم والذي يجب ان يكون قدوة "للعدل والمساواة " ووزيرة الثقافة حاملة جائزة اكثر وزير متطرف بتشجيع ظاهرة حمل السلاح ، مع ان البلاد في الفترة الاخيرة تعيش حالة من الرعب بسبب الاوضاع الامنية ولكن لا يوجد اي سبب يُصدق حمل السلاح وتحويل الشارع الى مسرح حرب عصابات وإقصاء اجهزة الامن والشرطة بواجبها لحماية الشعب ، اي بكلمات اخرى نستطيع ان نقول بأن الحفاظ على أمن المواطنين لايأتي بتوفير الأمن الفردي الشخصي للمواطنين وإعطاء كل مواطن سلاح ، لا ليس هذا هو الحل يا عباقرة اليمين المتطرف بل الحل هو تعزيز جهاز الشرطة اي الأمن الجماعي وليس الفردي ، بهذه الطريقة نستطيع انا تحافظ على الأمن ، المواطن وصحة المجتمع ووقايتها من الامراض التفككية التطرفية. اليمين المتطرف دائماً يحاول إشعال نار الفتن بين الشعب عن طريق تصريحاتهُ الهجومية وعنصريتهُ الفتاكة لهذا يجب على الشعب عدم الوقوع في هذا الفخ.
فالتطرف يرتبط بمعتقدات وأفكار بعيدة عما هو معتاد ومتعارف عليه سياسياً واجتماعياً ودينياً دون أن ترتبط تلك المعتقدات والأفكار بسلوكيات مادية عنيفة في مواجهة المجتمع أو الدولة ,أما إذا ارتبط التطرف بالعنف المادي أو التهديد بالعنف مثلما ما يفعلونهُ اتباع منظمة لهاڤا فإنه يتحول إلى إرهاب، فالتطرف دائماً في دائرة الفكر أما عندما يتحول الفكر المتطرف إلى أنماط عنفية من السلوك من اعتداءات على الحريات أو الممتلكات أو الأرواح أو تشكيل التنظيمات "الكهانية" التي تستخدم في مواجهة المجتمع والدولة فهو عندئذ يتحول إلى إرهاب .
في النهاية التطرف هو إرهاب والإرهاب سببهُ التطرف وجميع طرق التطرف تأدي الى الإرهاب اي التطرف والإرهاب هما وجهان لعملة واحدة .
[email protected]
أضف تعليق