على كل امرأةٍ حارسان
وفي كُلّ امرأةٍ أفعُوان
ألا فأجلدوهنّ قَبلَ الأوان
وإجلدوهُنَّ في الصَّباحِ جَلدَة
لِئَلاّ يُوَسوِسَ فيهِن شيطانهُنّ
وفي الليلِ جَلدَة، لِئَلّا يعُدنَ الى لِذّةِ الإثم
واستغفِروا اللّه وارموا
على مرفَأِ الجُرحِ وَرْدَة
ولا تهجروهُنَّ فوقَ المِخَدّة
فإنَّ النّساءَ عَلى كُلّ معصيَةٍ قادِرات، وإنّ النّساءَ حبيباتُنا من قَديمِ الزّمان
**********
ألفُ سَلامٍ عَلَيْكُم
وإنّ النّسَاءَ حَلالٌ عَلَيْكُم
فَلا تَهْجِروهُنّ، لا تَضْرِبوهُنّ، هُنّ الحَمَام
وهُنّ حَبيباتُنا، والسّلامُ عَلَيْكُم ... عَلَيْهن
ألفُ سَلامٍ..
وألفُ سلام!!
خطاب النساء – محمود درويش.
اقتبس ابياتًا شعرية متباعدة من هذا الخطاب الذي لا يزال خطابًا على ورق، كسيناريو تعاد أحداثه بلا رحمة، بدلاً من استخلاصِ ابعاده ورموزه وتحويلها لبصمَةٍ من العِبر، والتي كم اودُّ الصاقها على جبين كُلّ ديكتاتور ذي نظرةٍ رجعية وتسلّط على فراشاتِ هذه الأرض، النّساء.
نظرةُ ديكتاتور شكاكة لأنثى بكونها "فضيحة" قد تنفجر في اية لحظة لترفع راية العار وتلصقها بشرف الديكتاتور، ولكي اعطي هذه القضية الملحمية حقها، عليّ ان أُسهِبَ في الحديث وأتعمق اكثر، لكني سأترك الجدال المصيري معلقا لربما اعود اليه لاحقا.
سأتحدث قليلا عن توجه طلاب مدرسة مسار، عن موقفنا وكونيتنا كجزئ يتجذر في المجتمع، تجمعنا ككتلة واحدة وتبعثرت امامنا اوراق القضيّة المصيرية، قضيةٌ لا تقلُ أهمية ولا يصح بأن تكون أقل اهمية عن أية قضية أخرى تخصُّ التحضر وسياسة الإنسان الفلسفية الفكرية، هي قطعة بازل لا تزال مهمشة كسائر القطع الضائعة في مجتمعنا.
لقد بادرتنا نحن كطلاب مسار، بتسليط الضوء على ألَمٍ وُلدت من رحمه النساء اللواتي سُحقت ارواحُهُنّ، إنه ليس بذكرى بل بروتين يتكرر وحقيقة تنبَثق مع كل جرح تفتح في جسدها المُقدّس التي سُلبت منه قداسيته العريقة المتشبثة بأرض خُلقت لسلام فقد هويته منذ عقود.
نحن طلاب هذه المدرسة على يقين ووعي بنيناه يدا بيد، فمن هنا نسعى لمعرفة المزيد، نسعى لمحاربة اضطهاد وانتهاك حرية النفس لكل زهرةٍ في بستانها. جسدي هو مُلكي، أفكاري ومبادئي هي مُلكي، وليس من حقك ولو كنت أبًا او اخًا، او حتى زوجا لي بأن نتتهكَ تلك القداسة دون إذنٍ مني!
نكسر قيود العقل ونصرخ بين جدران المدرسة، وهذا ما نمليه ونسعي اليه بين افراد المجتمع، الوعي التام للقضية الحساسة!
تلك الاسماء التي حلّقت عاليًا في فضاء الحرية كُتبت بأنامِلِ طُلاّب المدرسة، تيمُّنا بالانثى والمرأة والفتاة، والأم.. تيمّنًا في كل نساء العالم لنطلق صرخات أمهاتنا وقريباتنا من نساء مقدسات ونعلنها واسماؤهم تعلو فضاء المكان:
كفى! الانثى سلام.. تطير عاليا بشغف
كفى سَحقا للأجنحة.. كفى قتلا لأحلام مرسومةٍ على حائطِ مستقبَل انطفأ نوره!
[email protected]
أضف تعليق