تعددت مهام وأدوار دار الافتاء المصرية خلال الاعوام الماضية بشكل كبير، وازدادت أنشطتها بشكل سريع، لتقضي على فوضى الفتاوى التي انتشرت في الاونة الاخيرة، ووحدت دار الافتاء المصرية الفتوى الإسلامية في العالم لتكون الدار هي مرجعية مسلمي العالم في الفتاوى، ولمكانتها العلمية والفقهية وتبنيها المنهج الوسطى والاراء المعتدلة المستمدة من الكتاب والسنة والتى تراعى واقع المسلمين وحالهم في العالمين الشرقى والغربي وتطور الحياة فقد استطاعت أن تحظى بثقة العديد من الجهات العالمية وكان آخرها الاتحاد الاوروبي الذي اعتمدهاكمرجعية الفتاوى والقضايا الاسلامية بفضل مجهوداتها في خدمة قضايا الاسلام والفتوى.. حول هذا الموضوع نتحدث في التحقيق التالي..
في البداية يؤكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، أن دار الافتاء المصرية استطاعت ان تحظى بثقة العالم في مرجعيتها الاسلامية في قضايا الفتوى الاسلامية، ومحاربة الفكر المتطرف، موضحا أنه تم اعتماد مرجعية دار الإفتاء المصرية في البرلمان الأوربي فيما يخص الفتوى وقضاياها، مشيرا إلى أنه سيتم التبادل الثقافي بين دار الافتاء المصرية والاتحاد الاوربي من قبل وفد من علماء دار الإفتاء، منوها عن قيام وفد رفيع المستوى سيزور الاتحاد الاوربي خلال وقت قريب لاتخاذ اجراءات الاعتماد، مشددا على أن دار الإفتاء لن تألو جهدا في مساعدة أوربا ودول العالم في بلورة خطاب إفتائي رصين يلبي متطلبات المسلمين في دول الاتحاد الأوربي بالتعاون مع الهيئات الإسلامية المعتمدة هناك.
1000 فتوى
وأشار نجم إلى أنه تم الاتفاق في مع البرلمان الأوربي بإمداده بـألف فتوى مترجمة إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية أعدتها دار الإفتاء المصرية مراعية فيها الوضعية الخاصة لمسلمي أوربا وقوانينها، بالاضافة إلى الرد على الاستفسارات الأوروبية، مع ترجمة التقارير الصادرة عن مرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة والتي تفند دعاوي الجماعات الإرهابية بمنهج علمي، لافتا إلى أنه تم التباحث أيضا حول إمكانية تدريب وإعداد عدد من الأئمة الأوربيين في مجال التصدي للفتاوي المتشددة، مبينا أن دار الإفتاء تولي أهمية كبيرة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات وشبكة المعلومات الدولية لنشر خطاب وسطي قادر على مواجهة القدرات العالية للتنظيمات المتطرفة في هذا المجال، مشيرا إلى إصدار مجلة إلكترونية عن دار الافتاء بعنوان "بصيرة" باللغة الإنجليزية، مشددا على أن دار الإفتاء المصرية تفتح باب الحوار مع الآخر، وتسعى لمواجهة التطرف والإرهاب، وتسعى إلى نشر المحبة وثقافة التعايش بين المسلمين وغيرهم في أنحاء العالم.
نشاط مكثف
من جانبه اثنى الدكتور محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف على الدور الكبير الذي تلعبه دار الافتاء المصرية، مؤكدا أن اعتمادها كمرجعية اسلامية للفتاوى والقضايا الاسلامية لم يأت من فراغ، وإنما جاء بناء على نشاط مكثف، وتفعيلها ومواجهتها للقضايا التكفيرية والفتاوى المتشددة والاراء المتطرفة، واستطاعت دار الافتاء أن تحظى بثقة العالم، وأصبح لها ثقلها بفضل نشاطها الكبير الذي تقوم به، مبينا أن اعتمادها من جانب الاتحاد الاوربي يعطي ثقل كبير لها بعدما استطاعت توحيد الفتوى في العالم، مؤكدا أن هذا النشاط الذي تقوم به دار الافتاء ينبع من دورها الكبير التي استطاعت فيه القضاء على الفتاوى الشاذة التي خرجت من قبل بعض الجماعات، وسيطرت فيه على فوضى الفتاوى.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن اعتماد فتاوى وترجمتها للغات المختلفة، وتواصلها مع مسلمي العالم يحسب لها، بالاضافة إلى تدريب بعض الائمة على الافتاء يمكن العالم من مواجهة الفتاوى التكفيرية، وارهاب الكلمة والفعل، واظهار حقيقة جوهر الاسلام السمح والمعتدل، وبخاصة بعد تنامي ظاهرة الاسلاموفوبيا التي انتشرت في الاونة الاخيرة، مشددا على أن علماء الازهر والافتاء لا يألون جهدا في خدمة قضايا الاسلام والفتاوى.
[email protected]
أضف تعليق