عندما ظهر لها نفس البرج للأحد الثالث على التوالي، حاملا نفس التنبؤات، راودها هاجس مضنى أنها أصبحت هدفًا للقدر. وهكذا وقبل وصول الأحد الرابع اختفت دُنيا. من بين الذين تم التحقيق معهم منجم اتُّهم بأنه يعالج الأنفس المعذبة بالتلامس الجسدي. ومن أتون حالته الغارقة بالعار في غرفة التحقيق يعود المنجّم الى الخمسينات والستينات، الى والده حامد وصديقه عادل الوافدين على مركز البلاد للعمل. فيرتبط الأول بشابة عربية والآخر بشابة يهودية. وتتوالى الأحداث عن مجموعة شابة سحرها معلم مطرود من سلك التعليم، فينخرطون في التخطيط لأعمال مغامرة ، وذلك بعد ان هتف بهم ذلك المعلم المحلق: "اليس لديكم ارواح تقدمونها؟". وفي هذا الاتون تولد دنيا لتكون حياتها ساحة صراع لوالد يعيش في الخيال ولأم ثابتة على الارض، ومن حيث لا تدري تقع عليها كالصاعقة قصة جدتها المعيبة في ايام بعيدة مضت. وبعد دنيا تختفي شابة اخرى، وينتصب السؤال المحيّر: لماذا تهرب النساء من البلدة؟ وفي هذه الأثناء تكون البلدة قد غاصت في السحر والخزعبلات، فيأتي سالم درويش ليبشر بحركة العقل. فهل فات الأوان على عودة دنيا وعودة العقل؟
"دنيا" هي الرواية الثانية للكاتب عودة بشارات، التي تأتي بعد النجاح الكبير الذي حققته روايته الأولى "ساحات زتونيا" والتي صدرت أيضا باللغتين العبرية والفنلندية.
"دنيا"، وبأسلوب درامي مثير ومتشح بالسخرية، تعرض قصة مجتمع ينهض من بين الركام ليجمع شظاياه ويواصل الطريق. الرواية تقع في 360 صفحة بالحجم المتوسط. وقد قام بالتدقيق والتحرير الدكتور عصام عساقلة. تصميم "مجد" للتصميم والفنون حيفا. لوحة الغلاف، "الجانية" قرية فلسطينية- 1981، للفنان سليمان منصور. وتصدر الرواية بدعم من مجلس البايس للثقافة والفنون.
[email protected]
أضف تعليق