باسم الكتاب والمثقفين الفلسطينيين نرفض وندين حكم الإعدام

جلس مع أصدقائه في المقهى ليشاهد مبارة كرة القدم، والجالسون يتفرجون على دوري أوربا، ويصرخ كل فريق مؤيد لفريقه، فما كان من احدهم إلا أن غلبه التعصب، فتطاول بالسباب والشتم، وكان من الآخرين الرد بالمثل. ولم يعجب المتطاول كلام أحدهم فهدده وتوعده بالعقاب، وترحيله إلى غزة، فهو صاحب باع وصولجان لدي هيئة الأمر بالمعروف النهي عن المنكر بالمملكة السعودية، فقدم بلاغه بان أشرف عبد الستار فياض فلسطيني الجنسية سب الذات الإلهية وسب السعودية، وله ديوان شعري يتطاول فيه على الذات الإلهية.

اعتقلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني اشرف فياض، من المقهى، وأودعته السجن، دون إبلاغ ذويه بالاعتقال وسببه، ومازال في المعتقل السعودي منذ أكثر من عام ونصف بذريعة إصدار ديوان شعري "التعليمات بالداخل" والتحرش بالذات الإلهية. وذلك بناء على "تأويل" أحد القراء لأبيات شعرية وردت في مجموعته "التعليمات بالداخل" الصادرة في عام 2008.

والشاعر أشرف فياض ابن عائلة فلسطينية تعيش في المملكة منذ 50 عاماً. وسبق أن مثل المملكة العربية السعودية في بينالي البندقية بصفته الأمين المساعد للجناح السعودي في المعرض، وله نشاطات فنية منها معرض تشكيلي في المملكة افتتح بمشاركة جهات رسمية. وقد تضامن معه كتاب وشعراء وفنانين سعوديين ونشطاء حقوق إنسان.

وبعد سؤال ذويه للمحقق الرسمي للهيئة عن الحقيقة أفاد بأن هناك اشتباهاً فقط وليس يقيناً حول ما اتُّهم به.ولكن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي لا يستطيع أحد مراجعة أحكامها، قضت بأنه مذنب، وحكمت عليه بالإعدام.

قال آدم كوغل الباحث في منظمة "هيومن رايتس ووتش": "بأن الحكم الأول الذي صدر في حق فياض كان السجن أربع سنوات والجلد 800 جلدة، لكن بعد الاستئناف أصدرت المحكمة حكما بالإعدام، مشيرا إلى أن إدانة فياض استندت إلى أقوال شاهد قال إنه سمع المتهم يسب الله والرسول والسعودية كما استندت الأدلة إلى ما ورد في ديوان لفياض صدر منذ سنوات".

باسم الكتاب والمثقفين الفلسطينيين نرفض وندين حكم الإعدام بحق الشاعر والفنان التشكيلي أشرف فياض، فقد أمست حياة الإنسان غير ذات قيمة بين يدي السلطات القائمة على الحكم في المملكة، والتكفير أقرب التهم ومحاكم التفتيش وهيئة الأمر بالمعروف أنجع السبل للتخويف من التفكير والإبداع. ونناشد السلطات السعودية أن تتراجع عن حكمها، فالحكم على الإبداع لا يؤخذ بتأويل حاقد أو جاهل.
وندعو سيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين إلى التدخل العاجل لدى السلطات السعودية من أجل الإفراج عن الشاعر الفلسطيني أشرف فياض