في أعقاب الأحداث الإرهابيّة، واللّا- إنسانيّة التي عصفت بمدينة الحريّة أو الحضارة انطفأت أنوار برج إيفل العظيم في باريس، وانحسرت مياه السين التي اختلطت بدموع الملايين، وارتعشت صورة الموناليزا، ودمعت واهتزت الجسور، الأقواس، الكنائس، الأبراج، النوافير، القصور، المسارح، الملاهي، ومحطات القطارات؛ وتمايلت الأشجار وانحنت قامتها حدادًا، احتجاجًا ،حزنًا ولوعة. خطفت فرحة الأطفال بإغلاق مدينة الملاهي، وأعلنت حالة الطوارئ، وأغلقت البلاد حدودها، وحلّت مظاهر الأسى والاستياء، الاستنكار، الذعر والفوضى، فغدت أشهر مدن العشّاق، وأكثر مدن الحرّية ورموزها؛ وفي مقدّمتها البرج، قوس النصر ، والشانزليزيه؛ أشبه بمدينة أشباح بلا أنوار، بلا حياة بلا صدى الأنغام المألوفة، وبلا فنّانين يرسمون إبداعاتهم الأخّاذة، فلا تسمع سوى أصوات صراخ، وطلقات ناريّة، هزّهم الحدث، ولم يصدّقوا ما رأوا بأم أعينهم ،إنها حكاية ليلة مؤلمة، لا قمر فيها، ولا نجوم، يضيء سماءها ليلة دمار ودماء في باريس العريقة، بلد يتعانق فيها المحبون بكلّ حريّة.
آه! كم كان وصف الفنّان والمخرج المعروف جون صفار صادقا، عندما نشر مجموعة من رسوماته عبّر من خلالها بكلّ مرارة وألم، عن مشاعره ومشاعر الفرنسيين خاصّة، والعالم المتحضّر عامّة، تجاه هذه الأحداث المؤسفةالتي لا يمكن للعقل البشريّ أن يستوعبها حيث قال :
"منذ قرون حاول محبّو الموت أن يُفقدونا طعم العيش
باريس عاصمتنا تحبّ الحياة والموسيقى
في النهاية محبّو الحياة هم من يفوزون دائمًا".
رماح تؤكّد أن على المجتمع الدوليّ بأسره، معًا وسوية، وضع حدّ لهذه المهزلة والمشاهد المتكرّرة من قتل الأبرياء، فقد غدا الإرهاب في كلّ بقعة من بقاع العالم وانعدم أمن وأمان المواطن...
[email protected]
أضف تعليق