عقب الاعتداءات الإرهابية التي شنّت مؤخرا على بعض التجمعات في فرانسا والتي خلفت قرابة الـ134 قتيلا ومئات الجرحى، تعيش الجاليات العربية حالة من التخوفات وفقدانها الأمان من الشارع الفرنسي نتيجة تحريض اطراف اليمين المتطرف.

في هذا السياق تحدث مراسلنا الى المختص النفسي المٌقيم في فرنسا، ابن عكا، د. اديب جرار والذي قال: الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أقرّ بنشر قرابة 1500 جندي في جميع ارجاء فرنسا كخطوة من سلسلة خطوات تم العمل عليها تحسبا لتكرار حادث الاعتداء الإرهابي، كما وشمل القرار اتخاذ إجراءات أمنية مشددة على المسافرين الذين يحملون فيزا الدخول الى فرنسا قبل السماح له بالدخول، إضافة الى اغلاق جميع الحدود البرية والموانئ وتشديد الحراسة داخل المطارات مع العمل على تنظيم سفريات بترقب وحذر شديد.

ردود فعل إرهابيّة

وقال د. جرار عن وضع الجاليات العربية في أعقاب الأحداث: هنالك ردود فعل إرهابية في الشارع الفرنسي نتيجة التحريضات من قبل أحزاب اليمين المتطرف تجاه الجاليات العربية والإسلامية وقمعها، كما وانّ الحكومة الفرنسية أصدرت قرارا يفرض قيودا عليهم ومن ابرزها انها شرّعت للشرطة والمخبرات ان تتنصت على أي مواطن فرنسي او مهاجر يجمل الجنسية الفرنسية لمجرد الاشتباه به ، وان الشرطة تملك الحق بان تحقق مع أي انسان عن هويته وماذا يفعل في هذه البلاد .

وأضاف د. جرار: رغم حالة التوتر الأمني، الا ان الحكومة الفرنسية تختلف بتعاملها مع مواطنيها من الجاليات العربية والإسلامية، فقد اعتاد المواطنين الفرسيين من الجاليات ان يتجولوا في المدن الفرنسية دون الحاجة لحمل الهوية، ولكن اليوم وبسبب الاحداث في فرنسا قد شددت الحكومة على انه يجب على الفرنسيين حيازة هوياتهم او جوازاتهم معهم كنوع من الإجراءات، ولكن مقارنة مع إسرائيل فان فرنسا تكون اقل حدة في التعامل مع مواطنيها من الأقليات، فالحكومة الإسرائيلية تفرض حيازة مواطنيها للهويات أينما حلّوا، وتعاملها مع الأقليات يأتي شديا اكثر من الوضع في فرنسا ، وقد تعود الأسباب للأوضاع التي تدور في المنطقة .

الرد الإسرائيلي متوقع 

وتابع يقول متطرقًا إلى الموقف الإسرائيلي: كعربي وكفلسطيني وكفرنسي أقول بانّ الرد الفعل الإسرائيلي متوقع، فهذه ليست المرة الأولى التي تحاول إسرائيل فيها اظهار بوادر حسن نيّة محاولة منها ابراز الوجه الحسن لها، والذي يأتي بنهاية الامر على حساب العرب والإسلام ، وانها تسعى لإظهار صورة العرب والإسلام كوجه بارز للإرهاب .

الإعتداء على اللاجئين 

اما فيما يتعلق بوضع اللاجئين خصوصا وأن التحقيقات ترجح أن أحد المنفذين لاجىء سوريّ، قال د. جرار: احد الأمور التي علمت عنها مؤخرا  انه تم الاعتداء على تجمعات للاجئين السوريين نتيجة لاستغلال اليمين المتطرف احداث التفجير، والتي بنهاية الامر حاولت التحريض على اللاجئين السوريين بانهم المتسببين بالأحداث في فرنسا . هذا ما اعتاد عليه اليمين، دائما وفي اعقاب كل حادث قد تعرضت اليه فرنسا وقبل الإعلان او الكشف عن مرتكبي ومنفذي العمليات يحاول اليمين على المتطرف بالتحريض على اللاجئين والمهاجرين في فرنسا واتهامهم بتلك الاحداث .

مؤتمر البيئة 

وأختتم د.جرار قائلا: الحكومة الفرنسية ما زالت متخوفة من ان يكون هناك بعض الخلايا النائمة التي تنوي وتخطط لتسديد ضربات واعتداءات إضافية في فرنسا ن وتخشى الحكومة أيضا ان تصحوا تلك الخلايا تزامنا مع تاريخ 31 يناير، الذي سيعقد فيه مؤتمر البيئة الذي سيجتمع فيه رؤساء كل الدول بالإضافة الى 140 الف شخص من خارج فرنسا، حيث تتخوف الحكومة من تكون الجماعات الإرهابية تخطط لتنفيذ هجمة إرهابية في هذا التاريخ .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]