بعد سلسلة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصة الفرنسية باريس اول امس الجمعة، اعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حالة الطوارئ في جميع انحاء فرنسا لفترة لم تحدد، قد تمدت إلى أشهر، بعد وذلك خشية تكرار العمليات من جديد .
في هذا السياق تحدث مراسلنا الى الإعلامية ياعيل ليرر الناشطة الإسرائيلية للسلام والتي تقيم في فرنسا لتتحدث عن اخر التطورات عقب الهجمات الإرهابية فقالت لـ"بكرا": ما تشهده فرنسا اليوم هي حالة من الترقب والاعلان عن حالة طوارئ عاجلة من خلال نشرها لقوات كبيرة من الشرطة والجيش في جميع انحاء فرنسا منها المطارات والموانئ والحدود البرية لفرنسا، ونشر لقوات الإنقاذ والاسعاف تحسبا لاي هجمات او اعتداءات محتملة، إضافة الى اتباع سياسة منع التجول والتجمعات في الأماكن العامة بشكل موسع وفي العديد من المناطق في فرنسا، الا انه ومع مرور الوقت تبدأ الأجواء تعود تدريجيا الى ما كانت عليه وتعود الحياة لطبيعتها من منطقة لأخرى .
لم يتم الكشف او التعريف عن جهة ضالعة في الحادث والتحقيقات مستمرة
وقالت ليرر: حتى الان لم يتم الكشف عن أي جهة او منظمة او أي من المنفذين لهذه العمليات، ولم يتم الإشارة بشكل جدي نحو جهة او تنظيم واتهامه بالتنفيذ وتحميلها مسؤولية الاحداث، غير أنه تم الكشف عن هوية احد منفذي العملية الذي تنسب اليه تفاصيل انتمائه لتنظيم داعش الإرهابي وانه دخل الى فرنسا مع اللاجئين السوريين الى الأراضي الأوروبية.
لم تظهر الحكومة الفرنسية او الشارع الفرنسي أي در فعل غير عادي تجاه الجاليات العربية والإسلامية في فرنسا
وأضافت ليرر: لم يكن هناك أي توتر في العلاقات ما بين الحكومة الفرنسية والمواطنين الفرنسيين وبين الجاليات العربية الإسلامية عقب الهجمات الإرهابية، بل وانهم لم يشيروا بأصبع اتهام نحوهم او تحميلهم مسؤولية الاحداث، الا ان الحكومة الفرنسية وتحسبا لأي احداث محتملة قد فرضت بعض التغييرات والتقييدات على الفرنسيين، وتحديدا المسلمين، والتي تأتي كنوع من التخوف من احتمال شن هجمات محتملة، على سبيل المثال وهذا ليس بجديد ، تمنع الحكومة الفرنسية من ابراز المظاهر الدينية كالحجاب لدى المسلمات او الصليب لدى المسيحيين المعلق في الاعناق او المظاهر اليهودية .
هنالك محرضين ومن يحاولن استغلال الهجمات لتصعيد وتسخين الأجواء
وتابعت ليرر تقول: هنالك بعض السياسيين من اليمين في الحكومة الفرنسية وهم قلائل، بالإضافة الى بعض الفضائيات ووسائل الاعلام يحاولون استغلال الاحداث للتحريض على الإسلام وعلى اللاجئين السوريين، والذين يحاولون تسخين الأوضاع واستغلالها لصالحهم، ولكن وكما قلت سابقا الأكثرية في الحكومة وفي الشارع الفرنسي مدركين تماما لحقيقة الأمور وغير مكترثين، بل ويتعاملون فيما بينهم بشكل طبيعي.
خط استخباراتي بين إسرائيل وفرنسا
وأضافت متطرقة إلى العروضات الإسرائيلية: يسعى بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلي، من خلال عرض خاص، مشاركة المخابرات الإسرائيلية في الكشف عن المنفذين، وهذه الخطوة ما هي إلا نوع من تحسين صورة إسرائيل أمام العالم وإظهار "إنسانية مزيفة"، بل وهي لعبة يستخدمها نتنياهو لهدفين؛ الأول هو محاولة منه لاستعراض عضلاته الإنسانية امام الحكومة الفرنسية، وتصوير العرب والمسلمين على انهم حضارة إرهابية ولا يجب التعامل معها، ومن الجهة الأخرى يسعى الى تغيير الموقف الفرنسي والاوروبي في ما يتعلق بإعلان الحضر على منتجات المستوطنات والتي أعلنته الدول الاوروبية كنوع من العقاب لإسرائيل إزاء ممارساتها الأخيرة .
وأختتمت: لكن طبيعة الحال لا تستطيع الحكومة الفرنسية رفض عرض إسرائيل في مشاركتها استخباراتيا كونه يربطهما خط سياسي مشترك.
[email protected]
أضف تعليق