في تعقيبه على تقرير مؤسسة التأمين الوطني الذي كشف أن 58% من الأسر العربية تعيش انعدام أمن غذائي، قال مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك، محمد دراوشة، في تصريحات خاصة لـ"بكرا" إن الأرقام "صادمة لكنها متوقعة"، مؤكداً أن الأزمة "نتاج سياسات حكومية ممنهجة استمرت لعقود".
وأوضح دراوشة أن جذور الأزمة تعود إلى مصادرة معظم الأراضي العربية، التي كانت تمثّل مصدر دخل أساسي للعائلات، ومنحتها قدرة على الإنتاج والاكتفاء الذاتي. وأضاف: "الدولة ضخت الاستثمارات في المناطق الصناعية داخل البلدات اليهودية، بينما تُركت البلدات العربية بلا بنية اقتصادية قادرة على النمو، ما دفع شريحة واسعة من العرب إلى سوق العمل الإسرائيلي في أدنى الوظائف دخلاً".
حياة الأسر العربية
وأشار دراوشة إلى أن نتائج هذه السياسات تنعكس مباشرة على حياة الأسر العربية، قائلاً: "أكثر من مليون طفل عربي يعيشون اليوم حالة انعدام أمن غذائي، وهذه كارثة اجتماعية تهدّد الأجيال القادمة صحياً وتعليمياً". ومع تصدّر إسرائيل قائمة الدول الأغلى في تكلفة المعيشة، أوضح أن الأسر العربية تصبح "الأكثر هشاشة وتعرّضاً للانهيار وسط اتساع غير مسبوق للفجوات الاجتماعية".
وحول إمكانية تغيير الحكومة الحالية لسياستها، قال دراوشة لـ"بكرا": "لا أتوقع ذلك. الحكومة اليمينية القائمة تعتمد التهميش كأداة للسيطرة، ومسؤوليتها التاريخية واضحة عن دفع المجتمع العربي إلى دائرة الفقر وانعدام الأمن الغذائي". وأضاف أن ما يجري "ليس خللاً عارضاً، بل مساراً سياسياً متعمداً يرسّخ الضعف ويمنع التنمية الحقيقية".
[email protected]
أضف تعليق