عبرت طالبات جامعيات عن غضبهن تجاه تفشي ظاهرة العنف المستشري ضد النساء وتحديدا النساء العربيات ، حيث لوحظ في السنوات الأخيرة زيادة في نسبة الاعتداء على النساء وممارسة العنف عليهن جسديا او كلاميا او حتى جنسيا دون من يحاسب .

عدد من الطالبات الجامعيات في جامعة حيفا تحدثن لمراسلنا حول هذا الموضوع، حيث أعربن عن استيائهن من تفشي ظاهرة العنف والاعتداء على النساء والتي قد تصل بعضها الى مأساة وقتل تحت ذرائع ومسميات مختلفة دون محاسبة المعتدي لا قانونيا ولا اجتماعيا ، الأمر الذي يدفع بهذه الظاهرة للتزايد .

هذه الظواهر كان بنا أن ندفنها منذ زمن الجاهلية ، فنحن اليوم في القرن الـ 21

طالبة القانون في جامعة حيفا أسماء عثاملة من كفر قرع قالت : اصحبت ظاهرة العنف ضد النساء تتزايد في قرانا ومدننا العربية ، وهذه الظاهرة بات ظاهرة شائكة ومعقدة أصبح من الصعب التعامل معها وحلها او اقتلاعها ، ولكن من جهة أخرى نحن ملزمون على إيجاد حلول عاجلة من اجل الحد من هذه الظاهرة بل واجتثاثها من العمق .

وقالت عثاملة : بالنسبة لي كفتاة عربية اذا اردت المداعبة والمزاح في لومي ، فسألوم المرأة العربية أولا لأنها هي من أخرجت هذا الرجل الى العالم وهي من ربته على ان يتمادى وان يرفع يده لقتل او لتعنيف امرأة ، ولو انها احسنت تربيته لخلقت مجتمعا يحترمها ويقدّسها ويقدّرها ، ولكن في الواقع والجد فانا الوم الرجل وفقط الرجل الذي يسمح لنفسه انك يبرز رجولته وكبته الضعيف امام ضعف المرأة التي قد تكون أما او اختا او زوجة او اية امرأة تعنيه .

وتابعت عثاملة : بالنسبة لي العنف ضد المرأة ومهما اختلفت سباب تنفيذه مرفوض ولا اعترف به ولا بوجوده ، لا على صعيد ديني ولا أخلاقي ولا اجتماعي ، وليس من المفروض ان يكون هناك عنف أساسا ، فهذه الظواهر كان بنا ان ندفنها منذ زمن الجاهلية ، فنحن اليوم في القرن الـ 21 .

مفاهيم خاطئة

الجامعية فاطمة جبارين طالبة سنة ثانية علم اجتماع قالت : لولا صمت النساء لما كان للرجل أن يتمادى في ممارسة العنف ضدهن ولما شهدنا تزايدا في نسبة الاعتداءات العنيفة الى النساء .

وقالت جبارين : للأسف هناك مفاهيم خاطئة من قبل الناس ، وخصوصا في تطبيق الدين وتحليل وشرعنة ضرب النساء بدعوى ان الضرب ذكر في الدين وفي القرآن ، ولكن الحقيقة هي ان الدين ارحم ما يكون للمرأة ، وما يسعى المجتمع لتطبيقه ما هو الى مرض او اقل ما يقال عنه انه اجرام بحق المرأة .

وأضافت جبارين : صحيح ان الدين أمر بضرب المرأة التي ترتد او تعصي ، ولكن ليس بمفهوم الضرب الذي تمارسونه ضدها ، فالدين لم يأمرك بضربها حتى الموت او ان تترك لها وجها مشوها او مع إعاقة ابدية ، ولكن أمرك ان تضربوهن ضربا تأديبا ، وقبل الضرب ان تحاوروهن ، وان تستعملوا لغة الحوار ن ولا اعتقد ان هناك امرأة لا تفهم الكلام او انها لا تستوعب الحديث ، واخر الوسائل المتاحة لك هي الضرب ولكن بوية الرسول وقول الله .

دولة تسعى دائما الى نشر الفساد الأخلاقي في مجتمعنا


أما الطالبة الجامعية جنى صباح (21 عاما) طالبة سنة ثانية في علم اجتماع أيضًا فقالت : للأسف نسمع عن حالات عنف كثيرة في الآونة الأخيرة ضد النساء العربيات ، وكثيرا من النساء يتعرضن وبشكل يومي للعنف ، حتى باتت هذه الظاهرة مقلقة جدا وخصوصا اننا في دولة تسعى دائما الى نشر الفساد الأخلاقي في مجتمعنا ولها يد في تزايد مظاهر العنف ، دون حتى ان تحاسب او تحاكم أي معتدي على مرأة طالما كانت الضحية عربية .

وقالت جنى : وما يؤسفني أيضا ذلك الصمت الغريب الذي تعيشه النساء العربيات اللاتي يتعن للعنف يوميا تقريبا ، وتفضل الصمت خوفا من المجتمع او من المصير الذي ينتظرها او أي ظروف قد تجبرها على التزام السكوت ، وبالتالي تعطي الفرصة للتمادي والاعتداء عليها وممارسة العنف ضدها بسهولة وبزيادة ، وهنا أيضا يأتي دور المؤسسات والجمعيات التي تعتبر نفسها ناصرة لحوق المرأة ان تخرج بحملات توعية للنهوض بمكانة المرأة واخراجها من دائرة عدم المعرفة والخوف .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]