كان يفترض بنا ان نكون اليوم مع عائلاتنا وجيراننا واهلنا في كروم الزيتون الفلسطينية، نقطف ثمار هذه الشجرة المباركة، ندغدع عبابها او نحلب اغصانها، نفترش الارض المباركة ونلتقط الحب الاخضر او الاسود، ونذكر اسم الله مع تعبئة كل كيس او صندوق بهذا الثمر الذي باركه الله على الارض الفلسطينية بالذات. ولكن..... اي عشق لهذه الارض واي طعم لهذا الزيتون واي نكهة لهذا الزيت يبقى لنا ان قبلنا بالذل والمهانة ومصادرة حريتنا وكرامتنا الانسانية؟ اي شرف انساني او مهني يبقى لنا ان قبلنا ان املاءات ملوك وامراء العار والرذيلة من قطعان آلا سعود؟ اي وطنية تبقى لنا ان مشينا كالنعاج امام سياط وسيوف الفاشية الوهابية؟ هل نعي بالنشغال او الحكمة او الذود عن المصلحة الشخصية الضيقة؟ اي مصلحة يبقى لكم في ظل احكام شاربي بول البعير؟ واي كرامة تبقى لكم ان لم تتصدوا لحكام الزنى ومحللي ذبح البشر ومشرعي نكاح الموتى؟
تتزامن الهجمة الوهابية ، متمثلة بشركة "عربسات"، على قناة "الميادين" مع تزايد المعلومات عن التعاون الامني والسياسي بين العائلات الخليجية العاهرة والنظام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة. وهذا ليس صدفة بالطبع. ليس صدفة ايضا ان يهدد آل سعود، اصحاب مملكة التخلف ونكاح الميتة، حكومة لبنان بقطع قناة الرشوة عنهم ان لم يغلقوا مكاتب قناة "الميادين"، صوت جميع الشرفاء الاحرار، صوت الحق في وجه كل حاكم ظالم. من هنا لا بد من رفع الصوت عاليا انقول: ان الميادين لنا، كما هي فلسطين لنا، وسوريا ستبقى شامخة ومن خلفها تشرق الشمس لتنير طريق الحياة الكريمة لامتنا العربية ولكل احرار العالم، ولتحرق عيون الاعداء جميعا.
دافعنا عن اعلاميي الجزيرة ونحن ندرك ما "للجزيرة" من دور خياني لقضايا امتنا وشعبنا الفلسطيني، ولم نطرد صحفيا اسرائيليا من ارضنا الفلسطينية او من قرانا ومدننا ونحن نعلم الخلفية المخابراتية لجزء كبير منهم، ونعي الموقف العدائي لكل القنوات ووسائل الاعلام الاسرائيلية ضد شعبنا وامتنا. فعلنا ذلك ونحن قابضون على الجمر ، عملا بمبدأ حرية الاعلام.
اليوم، السبت/ الساعة الثانية بعد الظهر، في ساحة العين من مدينة الناصرة، يقف اعلاميون وحقوقيون وناشطون سياسيون، من ابناء شعبنا الفلسطيني في الداخل، ومعهم زملاء وأحرار آخرون، يقفون في اماكن اخرى من العالم، وقفة احتجاج وعز وكرامة وفيها رسائل واضحة، وقفة تضامن رفاقية مع زملائهم في قناة "الميادين" الابية.
نقف جميعنا في وجه كل قوى التخلف والرجعية العربية، في وجه الفاشية الوهابية وعبيدها الذين يحاولون اسكات هذا الصوت الهادر، صوت الكرامة العربية، صوت التنوير والتقدم والنهضة العربية الحقة.
نقف اليوم لندافع عن حرية الرأي وحرية الاختلاف، حرية من ايد خط "الميادين" او اختلف معها، وعن حقنا في صياغة اعلام حر لا يشترى ولا يباع ببرميل نفط او حزمة دولارات قذرة، اعلام لا يتبع لملوك وامراء الزنى والعار. اعلام لا يشرب بول البعير ولا يحلل ذبح الانسان، ويتصدى لبيع النساء سبايا في القرن الواحد والعشرين.
نقف لندافع عن اعلام يحترم حقوق الانسان وحق شعبنا الفلسطيني وكل الشعوب العربية في حياة حرة وكريمة.
لا تقل انا مشغول اليوم، لا تقل انا معكم ولكن... لا تقل لو كان كذا وكذا ....لكي لا "تؤكل يوم أُكلَ الثور الابيض".
فميادين النضال لنا وساحاتها لنا ايضا، بالضبط كما هي ان الاوطان لنا وخيراتها لنا، وكما ان فلسطين لنا والقدس بوصلتنا ، كذلك فان "الميادين" لنا، وبها نحن منتصرون مع كل الشرفاء والاحرار في هذا العالم
[email protected]
أضف تعليق