فضحت الحوادث المتتالية الأخيرة، المتمثّلة بكوارث تخلّف هذه الحكومة العنصريّة وفسادها، إلى جانب أحوال الطّقس الماطر والعاصف، "جَهازيّة" – أو بتعبير أدقّ، لاجَهازيّة – دولة إسرائيل "العظمى" وجُبن وضعف أجهزتها ومؤسّساتها وشِركاتها الحكوميّة والخاصّة - الحقيرة منها والمحتكِرة - بالتّعامل مع أبسط التّغييرات الطّبيعيّة الّتي تحمل الأمطار الخيّرة، تمامًا كرُعبها وجُبنها ووهنها بالتّعامل مع الأحداث السّياسيّة الّتي تشعل السّاحة، تُلهبها وتحرقها، جرّاء جمرة الحقد والإرهاب والتّعنت والتّخلف والعنصريّة الّتي توقدها زُمَرٌ وثُللٌ كثيرة من متطرّفي وفاشيّي وإرهابيّي الشّعب اليهوديّ الحاقد على عرب هذه البلاد في هذه الدّولة "القويّة"/الضّعيفة فعلًا.
يدفع مواطنو هذه الدّولة، كلّ فترة وجيزة، ثمن سياسة الحكومة وأحوال الطّقس المتغيّرة والأوضاع المتّقدة واحتكار وفساد كبرى الشِّركات والمؤسّسات الحكوميّة والخاصّة؛ فلا يحصل المواطن على ما يستحقّه من دولة تعتبر نفسها أفضل دول المِنطقة، بل العالم بأسره(!!). ليتحوّلَ وجود المواطن فيها حافلًا بالمخاطر الّتي تهدّد حياته وتنغّص عليه عيشه؛ حيث تَستَوِطُ الأمور (تختلط وتضطرّب) في هذه الدّولة يومًا بعد يوم.. لسبب تعنّت الحكومة وعنصريّتها، واحتقارها عرب هذه البلاد أصحاب الأرض الأصلانيّين، واحتكار وجشع وفساد مؤسّساتها وشِركاتها، البعيدة كلّ البعد عمّا تمثّله المؤسّسات والشِّركات العالميّة والأوروبيّة، حتّى العربيّة منها.
الفساد والسّرقة والإهمال والتّخاذل وعدم احترام المواطن، باتوا روتينًا شبه يوميّ لشِركات احتكاريّة سلطويّة عدّة، كبريد إسرائيل "العظيم" الّذي "يهتمّ" بإيصال الرّسائل والطّرود البريديّة خلال عدّة أسابيع وأزيدَ (في الوقت المُحدّد!!!)، وشِركة الكهرباء المتقدّمة "النّيّرة" الّتي لم تفلح بإعادة التّيار الكهربائي لعشرات ألوف المساكن خلال يومين وأكثر، والفساد المستشري في قطارات إسرائيل، وسلطات الضّرائب والموانئ، و..، و.. فعدِّد ولا حرج..! وكلّ ذلك من دون أيّ توضيح أو محاسبة أو إبداء أيّ اعتذار أو تقديم أيّ تعويض!
حادث تلوَ الآخر يعصِف بدولة إسرائيل - طبيعيّـًا ومجتمعيّـًا وسياسيّـًا واقتصاديّـًا وأخلاقيّـًا – فتعجز هذه الدّولة "الأصلب" و"الأعظم"، بكلّ جبروتها وآليّاتها وأدواتها التّكنولوجيّة المتطوّرة وطائراتها، عن التّصدّي لنيران العنصريّة والفاشيّة الّتي تعشّش في فكر وعقل اليهوديّ المتطرّف، لأنّها تملك طائرات تُشعل النّيران والحرائق بدل تلك الّتي تخمدها!
وجرّاء انقطاع التّيار الكهربائيّ، خابت، مجدّدًا، آمال الكثيرين من سكّان هذه الدّولة الفخورين والمتباهين بقوّة دولتهم وعظمتها وقدراتها اللّامحدودة على مواجهة أصعب الأزمات واتّخاذ القرارات السّريعة "الصّائبة" "الحكيمة" "الحازمة"، وجَهازيّتها الفوريّة لأيّ طارئ!! فالواقع أثبت ويثبت، أنّ هذه الدّولة – بخلاف ما تروّج له - لا تزال غير مستعدّة وغير قادرة على مواجهة أيّ طارئ!
على أثر الخسائر الفادحة الّتي لحقت بالدّولة هذا الأسبوع، جرّاء الأمطار الشّتويّة الأولى – والآتي أعظم – وتكشّف بعض الفضائح والفساد، بانَ ضُعف قدرات طواقم هذه الدّولة، وعدم استعدادها وجَهازيّتها لدرء أيّ خطر مُحدق، طبيعيّـًا كان، أو سياسيّـًا أو اقتصاديّـًا أو مجتمعيّـًا أو أخلاقيّـًا أو الله أعلم ماذا!
عناوين تتصّدر الأخبار يومًا أو يومين، لتعود الأمور إلى مجاريها وطبيعتها الأولى، وكأنّ شيئًا لم يكُن، إنّها البَلادة واللّامبالاة، إذًا، في هذه الدّولة وإنّه الفساد من دون حَسيب أو رقيب!
هذه هي شِركات ومؤسّسات إسرائيل لعام 2015، تحتكر وتحتقر المواطن وتتركه عُرضةً للأخطار.. تمامًا كحكومة دولة إسرائيل، الضّعيفة الواهنة الجبانة الفاسدة الّتي تخاف من اتّخاذ قرارات حاسمة جريئة لتحرير شعب يرزح تحت نير الاحتلال ومنحه حريّته واستقلاليّته، كي تضمن لشعب هذه الأرض الطّمأنينة والاستقلال النّفسانيّ والسّلامة العامّة والأمن والأمان، لكنّها ما زالت جبانة – وستبقى على ما يبدو – لأنّها غير مستعدّة لاتّخاذ مثل تلك القرارات. كيف لها وهذه الدّولة الأكثر تطوّرًا، تقف عاجزةً مخصيّةً أمام اتّخاذ قرارات أبسط، لدرء الفساد وحلّ الأزمات الحياتيّة اليوميّة!
هذه هي الدّولة ذاتها الّتي يهزأ، كبارها وصغارها، من بدائيّة دول العالم الثّالث وتخلّف الدّول العربيّة، لتثبت الآن أنّها لا ترقى، هي الأخرى، حتّى لمستوى دول العالم الثّالث في علاجها لأتفه المشاكل وأبسطها، أحيانًا عدّة.
إنّ العواصف الّتي ضربت البلاد والأمطار الّتي غمرتها لأقلّ من ربع ساعة أدّت إلى انهيار وانقطاع التّيار الكهربائيّ عن أكثر من 35 ألف بيت في دولة "النّور والتنوّر"، فانهارت الجسور والجدران، وسقطت الرّافعات والأعمدة والأشجار، وفاضت المياه.. و.. و.. لتغرق الدّولة في بحر من المياه والوحل..! لرداءة البُنى التّحتيّة وغيرها من المساوئ.
فكيف لدولة غارقة في وحل من الفساد والعنصريّة والكراهيَة، ونبذ الآخر ورفضه، والتّطرّف والبطش والعنف، والعقليّة الحربيّة والاحتلال، أن يحتلّ سلّم أولويّاتها المواطن العاديّ الّذي يقبع تحت احتكار واحتقار شِركات ومؤسّسات ووزارات هذه الدّولة وفسادها!
[email protected]
أضف تعليق