أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي أدعى فيها أنّ الزعيم النازي، أدولف هتلر، لم يكن يرغب في إبادة اليهود، بل أراد طردهم فقط، وانّ مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني، اقنعه بالتخلص منهم، موجة غضب في إسرائيل.
وتحدث نتنياهو في خطاب، باللغة الإنجليزية، أمام المؤتمر الصهيوني الليلة الماضية، عن العلاقة واللقاء بين المفتي الفلسطيني الحاج أمين الحسيني وبين زعيم ألمانيا النازية، أدولف هتلر.
نتنياهو مصاب بالجنون والهذيان ويجدر احالته الى مصحة نفسية لمعاينته
وقال د محمود يزبك، المؤرخ في تاريخ الشرق الاوسط، في حديثٍ لـ "بكرا": انّ تصريحات نتنياهو خطيرة جدًا تصل الى حد الجنون والهذيان.
وتابع يزبك: نتنياهو وصل الى حد الهذيان، وهو يتهم نفسه بذاته، واذا كان هذا ما يعتقد فعلا فاعتقد انه يتوجب تقديمه للمحكمة، ففي اسرائيل يحاكم من ينكر الكارثة والمحرقة بحسب القانون، فنتنياهو انكر المسبب الرئيسي والوحيد في العالم، فحينما يزيل التهمة عن فاعلها ويلصقها بشخص اخر فهي جناية، وعلى القانون ان يحاسبه.
وقال: نتنياهو يهدف من وراء تصريحاته هذه تجييش الشارع الاسرائيلي والعالمي ضد الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية.هذا توجه خطير جدًا من قبله ويحاول تزوير التاريخ بشكل مباشر. هو يعتقد ان العالم غير مدرك لهذه القضية، فمن قام باقامة مراكز البحث العلمي التي تدرس المحرقة اليهودية هم اليهود انفسهم، وفي معظم جامعات العالم الكبيرة هنالك مركز دراسات لبحث المحرقة اليهودية وكل هذه المراكز متفقة بالاجماع ان شخص الزعيم النازي ادولف هتلر هو المسؤول المباشر عن المحرقة، وياتي نتنياهو اليوم ويحاول ان يزيل التهمة عن هذا الشخص، لذلك اعتقد ان نتنياهو وصل الى حد الهذيان والهوس وبالتالي هو ليس صالحا لادارة الحكومة والبقاء في سدة الحكم .
واسهب يزبك:اقترح ان يكون في الكنيست انتخابات جديدة حتى لا يستمر هذا الشخص بالحكم.
وختم يزبك حول دور القيادة العربية في هذا السياق فقال: يجب اخذ هذه القضية على محمل من الجد والبحث فيها امام الراي الاسرائيلي والعالمي، وعلى القيادة العربية في هذه البلاد عدم السكوت ووضع القضية على الاجندة وفضحها امام وسائل الاعلام الاجنبية الكبيرة واستغلال هذا الامر بشكل كامل.
ما جاء على لسان نتنياهو موجود في الادبيات الاسرائيلية
الى ذلك، قال بـ. مصطفى كبها - المحاضر في الجامعة المفتوحة وجامعة تل أبيب بموضوع التاريخ والاعلام لـ "بكرا": لا شك ان الحاج امين الحسيني قد زار المانيا في عام 1941، لكن قدرته على التأثير على السيادة الالمانية كانت معدومة ولا يمكن نسب المحرقة لا للحاج امين او غيره،علما ان مثل هذا الكلام موجود في الادبيات الاسرائيلية وهذا ليس بجديد، فهذا الكلام تناقل في الرواية التاريخية للمحرقة، لكن ان نتهم الحاج امين بصياغة السياسة الالمانية واقناع هتلر بحرق اليهود فهذا هو الجنون بعينه.
وختم كبها: اعتقد ان تصريحات نتنياهو تندرج ضمن ما يجري من عملية تحريض ضد الفلسطينيين.
فكر حكومة نتنياهو كالفكر الداعشي
بدوره فقد قال بروفيسور اسعد غانم المحاضر في العلوم السياسية بجامعة حيفا: اعتقد ان الشارع الاسرائيلي يمر بفترة تحول كبير والعالم العربي لا يلمس ذلك، فنتنياهو من خلال تصريحاته الاخيرة بشأن الحاج امين الحسيني ومحاولة اقصاء الحركة الاسلامية خارج القانون،هذه الامور تدل على انه يعتمد على العنف وسن قوانين تعتمد على استبداد ائتلافه اليميني المتطرف من اجل بث روح الخوف والتخويف من العرب بما في ذلك تشويه التاريخ وهذا ينم عن شخصية فاشية علما انه الاكثر "اعتدالا" ضمن حكومته.
وأضاف: صحيح ان هناك صعود لقوى متطرفة في العالم العربي كداعش، بالمقابل لداعش وفكرته باستثناء الاخر واستعمال القوة وعدم الاستعداد للتوصل لحلول وسط، هو نفس الفكر الذي يحمله اعضاء حكومة نتنياهو الذي يحمل فكر اقصاء الاخر، بحيث يصبح كل شيئ شرعي بحيث يعمي البصيرة عن الواقع، ونتنياهو ربما يستعمل الامور لاهداف تكتيكية لتخويف اليهود من اجل الاستمرار بالسلطة، علما انه وافق على اقامة الدولتي لشعبينن بسبب الضغوط الدولية لكنه في الحقيقة هو منتمي للجناح الاكثر تطرفا في الحركة الصهيونية واذا قارناه مع من يحمل فكر "جابوتنسكي"، كرئيس الدولة مثلا، نلمس الفارق الكبير، فعدم القدرة على قراءة الواقع هي صفة مميزة للقوميين الرومانسيين لنتنياهو وهتلر
الكذب وتزوير التاريخ ينسجم مع قضية الصراع العربي الاسرائيلي.
وتابع غانم: لا انكر التاريخ الفلسطيني حينما زار الحسيني هتلر معتقدا ان الاخير سيكون حليفه ضد الحركات الصهيونية، وليس من منطلقات عنصرية ،لكن الفكر الصهيوني اعمى نتنياهو عن رؤية الحقيقة، ونتنياهو يعتقد ان التلفيق والكذب وتزوير التاريخ ينسجم مع قضية الصراع العربي الاسرائيلي.
وعن تعاطي القيادة العربية مع تصريحات نتنياهو ختم غانم:استغرب ان القيادة العربية لم تجتمع لغاية الان لاتخاذ قرارات سياسية حاسمة، مشيرًا أن: على هذه القيادة التعامل مع هذا الموضوع بشكل اكثر فعالية، لكن للاسف هناك اهمال كبير من هذه القيادة للمجتمع العربي في اسرائيل،والدليل ان القيادة العربية والنواب العرب لم يكترثوا تقريبا لتصريحات نتنياهو باقصاء الحركة الاسلامية الشمالية خارج القانون،وهذا اهمال كبير غير مبرر.
[email protected]
أضف تعليق