في ظل الأحداث التي تعصف بالبلاد في الأيام الأخيرة، خرجت حملات يهودية عنصرية عديدة تطالب بمقاطعة المواطنين العرب، والبلدات العربية، مقاطعة اقتصادية، لا لشيء، إلّا لأن العرب في البلاد عبروا وما زالوا يعبرون عن وحدتهم مع أبناء شعبهم بالضفة والقدس وغزة وعن عدم تنازلهم عن المسجد الأقصى المبارك، وفي المقابل وردًا على هذه الحملات وعلى الاعتداءات اليهودية على مواطنين عرب فقط لأنهم عرب، نادى العديد من الناشطين بالمقاطعة الاقتصادية للبلدات اليهودية، وخصوصا العفولة في منطقة الناصرة ومرج ابن عامر وام الفحم.

المقاطعة هي حرب بلا سلاح
مراسلنا تحدث عدد من أبناء مجتمعنا العربي في الداخل وغالبيتهم من أبناء الجيل الشاب، وأبدى كل منهم رأيه بموضوع المقاطعة الاقتصادية فقالت ياسمين نصار من عرابة وهي طالبة لقب ثاني بموضوع علم النفس: قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء" صدق الله العظيم ، طبعا انا مع المقاطعة الاقتصادية، المقاطعة هي حرب بلا سلاح ، او بالأحرى سلاح ردع فعال في مواجهة الاحتلال لما يستطيع الحاقه من ضرر ، كتراجع المبيعات في اقتصاد العديد من المتاجر بالمدن اليهودية التي تعتمد بشكل مباشر على الزبائن العرب اقتصاديا ، المقاطعة هي اقل ما يمكننا فعله كواجب ، كغضب، كردة فعل لكل ما يمر به شعبنا ، كما حدث في عام 2000 تم مقاطعة محلات العفولة ونتيجة لذلك تم اغلاق الكثير من المحلات التجارية .

وقالت ياسمين : من السذاجة ان نتصور بأن المقاطعة الاقتصادية ستؤدي الى انهيار لاقتصاد اليهودي، ولكننا نجزم بأن أرباح كثير من الشركات والمؤسسات ستتراجع قليلاً او ربما أكثر بقليل، وهذا سيجبرهم على إعادة النظر في مواقفهم، وسيضطرهم الى البحث عن الأسباب ومعالجتها وفق مصالحهم المادية.

وأضافت : للعامل الاقتصادي اهمية منقطعة النظير ، المقاطعة هي تعبير مدني عن موقف وقناعة ، وشكل من اشكال الاحتجاج والنضال السلمي واستثمارا لحق تكفله جميع القوانين في اختيار ما نستهلكه وما نمتنع عن استهلاكه في سبيل ما نؤمن به .

وتابعت ياسمين قائلة : احد اهداف المقاطعة حرمان الاقتـصاد الإسـرائيلي مـن فرص الاستفادة من تعامله مع البلدان العربية. وفي جانبها الآخر ترمي إلـى ملاحقـة علاقـات إسرائيل الاقتصادية الخارجية فقد تؤدي المقاطعة العربية في الوجه الايجابي لها إلى تحقيق ثلاثة أهداف هـي، منـع تـدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى إسرائيل، منافسة إسرائيل في أسواق صادراتها، ثم عرقلة حـصولها على المواد الأولية اللازمة لصناعتها. المقاطعة واجب واقل القليل مما يمكننا فعله .

انفلات العنصري
امين أبو ريا مدير المتحف العربي في سخنين قال : قد تكون مشكله في قضية المقاطعة الاقتصادية ، لأنه عندنا المتحف وممكن يكون زواره من السياح اليهود ، ولكن في المرحلة الحالية مع وجود الانفلات العنصري في شوارع المدن اليهودية وتحريض ودعم من السلطات الرسمية في الدولة على المواطنين العرب وخاصة النساء لابسات الحجاب كما حدث اول امس على شارع 6 وبالأمس القريب في مدينة كرميلة مع سيده محجبة ، ايضا ارى من الضرورة اعادة النظر في قضية التوجه الى المجمعات للشراء والاكتفاء بالحاجيات التي تسوق في مدننا وقرانا العربية ، منها تشجيع لمصالحنا التجارية ومنها اضمن لأمن وامان الأهالي .

وقال أبو ريا : انا على قناعه اننا وفي هذه المرحلة مضطرين للعيش كمواطنين وسكان في بلادنا وارضنا ضمن حفظ حقنا عليها وحقنا في المواطنة ولكن لا يمكن وضع الحواجز بين مجموعتين من السكان عاشت على مدار سبعة عقود معا ، الا انه علينا تعرية ومحاربة هذه السلطة المحرضة التي اباحت الدم العربي مجرد كونه عربي بكل الطرق المشروعة والقانونية المتاحة . مع اخذ الحيطة والحذر وامن وامان المواطن اهم بكثير من السلعة نفسها . الانسان ليس سلعه .

نستطيع وحدنا كعرب العيش والتطور في قرانا ومدننا 
الطالبة الجامعية والفنانة ملاك عمار من عكا قالت : في ظل هذه الظروف وانا كمواطنة في مدينة عكا المحتلة ، التي تخضع يوميا لمخططات التهويد وسلب الهوية ، انا ادعو الى المقاطعة الاقتصادية وذلك ك رد على التحريض ضدنا كعرب والممارسات العنصرية ومن ضمنها مقاطعة العمال واصحاب المصالح العرب في البلدة القديمة الذين وبغالبيتهم يتعاشون من مدخولات السياحة في البلدة ، لكنهم وبسبب الاوضاع الحالية يعيشون مرحلة صعبة ، مقاطعة السياح الاسرائيليون والاجانب لهم ومخططات افقار العرب من قبل رئيس البلدية وذلك لإخراجنا من بلدنا الحبيبة ، انا ادعوا ايضا كل الجماهير العرب ، وبغض النظر عن المقاطعة الاسرائيلية لنا ، الى ان يشتروا احتياجاتهم اليومية من بلداتهم ومصالح أبناء بلدهم ، فكلي ثقة انه وان دعمنا اقتصادنا العربي لزاد واثمر وعلا قدره ، ونحن بمقدورنا ان نثبت للمؤسسة الاسرائيلية اننا نستطيع وحدنا كعرب العيش والتطور في قرانا ومدننا .

 خطة وطنية لمقاطعة الاقتصاد والمنتوجات الإسرائيلية
الشابة منال صالح من يافة الناصرة قالت : يواصل الاحتلال الاسرائيلي انتهاكاته واستفزازاته ضد الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وبقية المناطق مما اثار موجه غضب شديد في اوساط الفلسطينيين، وكوننا اقلية عربية في الداخل المحتل يجب علينا انشاء خطة وطنية لمقاطعة الاقتصاد والمنتوجات الإسرائيلية.

وقالت منال: تعتبر المقاطعة اسلوبا نموذجيا كأحد اوجه المواجهة والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال كي تنال الشعوب حريتها واستقلالها .ونعني بالمقاطعة الاقتصادية بمقومها العام ايقاف التبادل السلعي والخدماتي بشكل كلي او جزئي مع الطرف المراد مقاطعته بما يخدم مصالح واهداف الطرف الداعي للمقاطعة ، ويشمل التعامل الاقتصادي والخدماتي بكافه اشكاله أي وقف التبادل السلعي والخدماتي مع الطرف المطلوب مقاطعته وخاصه في اوقات الازمات بهدف التأثير عليه سياسيا واضعافه عسكريا واقتصاديا .

وأضافت: على المستهلك ان يتذكر دائما الحقائق التأليه وان يقوم بدوره لتشجيع الصناعة الوطنية باعتبار ان ذلك واجب وطني وديني واخلاقي والامتناع كليا عن التعامل مع منتجات المستوطنات الإسرائيلية وهذا واجب وحق على كل مواطن عربي وفلسطيني.

 لنبرهن لهم باننا افضل حالا من دونهم 
الطالبة الجامعية شامة شاهين من سخنين قالت : في ظل الانتهاكات المستمرة لأعظم معالمنا الدينية كالمسجد الاقصى المبارك ، والاعتداءات الوحشية اليومية التي يستعملها المحتل على ابناء شعبنا التي وصلت الى القتل الميداني ، اضافة الى التحريض العنصري الملطخ بدماء شهدائنا ، اعتقد بان المقاطعة الاقتصادية هي اقل رد ممكن فعله ، وايضا لنبرهن لهم باننا افضل حالا من دونهم .

لا استطيع ان احدد موقفي بان اقاطع او لا اقاطع
الاء جبارة من عرابة مدربة لرياضة الزومبا قالت: لا استطيع ان احدد موقفي بان اقاطع او لا اقاطع ، لأنه ليس كل المجتمع اليهودي ينتهج سياسة التحريض على العرب ، ومنهم من يريد فعلا العيش بسلام والتعايش معنا ، فلا يجب اتخاذ قرارات شاملة، ولكن من الجهة الأخرى ونظرا لما نعيشه من ظروف صعبة وحملات عنصرية شرسة علينا كأقلية عربية في الداخل لا ارغب في التعامل مع المتاجر في البلدات اليهودية ولأكثر من سبب ومن أهمها الخوف وعدم الشعور بالأمان وكوني عربية مهددة في كل لحظة ان اواجه موجة عدوانية تحريضية امي بتلفيق تهمة اني مخربة او اقع ضحية اعتداء كردة فعل يهودية على الاحداث الأخيرة ، وانا كأم لأبناء لدي ما أخاف عليه في حياتي ، اما السبب الاخر والاهم هو النسبة الكبيرة من المجتمع اليهودي تنادي وتطالب بمقاطعتنا اقتصاديا ن ويجب ان تكون المقاطعة كردا واضحا لهم .

وتابعت : تأثير المقاطعة الاقتصادية للمحال اليهودية يختلف تأثيرها من منطقة لمنطقة أخرى ، وهذا يظهر تأثيره أكثر في المدن المحاطة بالقرى القرى العربية كما في كرمئيل والعفولة وعكا وحيفا التي غالبية المستهلكين فيها من المجتمع العربي .

نملك سلاحا سوى توحيد الموقف العربي الفلسطيني
وقالت نهى خليل من قرية الفريديس : انا مع المقاطعة الاقتصادية للمتاجر والمصالح اليهودية بهدف ضرب الاقتصاد الإسرائيلي الداعم للحرب على شعبنا والذي يموّل أمنه واسلحته على حسابنا كعرب في الداخل الفلسطيني.

وأضافت نهى : في ظل هذه الأوضاع وشراسة الهجمات العنصرية علينا كأقلية عربية لا نملك سلاحا سوى توحيد الموقف العربي الفلسطيني في الداخل ،وان ننتفض لمحاربة ومواجهة العنصرية برد مثيل له وهو المقاطعة الاقتصادية ، وبالتالي اذا حققنا الهدف المنشود سيعيد المجتمع اليهودي النظر في قراراته وان يكون حكيما في تعامله معنا كانسان ولنا حقوق في هذه الدولة ن وان لا ينظر للعربي على انه مخرب والفتاة المحجبة إرهابية وغيرها من المعتقدات العنصرية الاستفزازية بحقنا كعرب في الداخل .


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]