لم يعد “الواتسآب” برنامجاً للتواصل الاجتماعي أو المهني المُلح فقط بل أصبح أكثر من ذلك، حيث نجد فيه كافة أنواع التواصل والتسلية والترفيه وحتى الخدمات، لدرجة أن البعض وهم في بيت واحد أصبحوا يستصعبون التواصل الشخصي ليستبدلونه بالواتس أب فينادون بعضهم بعضاً من خلاله ويتناقشون عبره أيضاً وهم في غرفة واحدة!
وإثباتاً للأهمية القصوى التي أصبح يتمتع بها “الواتسآب” في حياتنا، راح البعض يستخدمه في أكثر من ذلك، فجاءت المجموعات وقوائم الرسائل الجماعية لتختصر الكثير على الجميع، فبدلاً من أن يقول أحدهم الأمر أو الخبر مئة مرة من الأسهل عليه أن يضم الجميع ويضرب مئات العصافير بحجر واحد، سواء كان الشأن عائلياً أو مهنياً أو اجتماعياً وفقا لموقع “روتانا”.
مجموعات الواتساب
الرجال السعوديون ذهبوا أبعد من ذلك بكثير، فخرج عدد منهم بفكرة مجموعة “زوجاتي” التي تضم زوجاته ليختصر على نفسه مجهود كل شيء، ليس بغرض أن يفتح الجميع فيها قلبه بأوقات الخلاف أو سوء التفاهم لتقريب وجهات النظر ومحاولة إيجاد أجواء الألفة والمودة، بل لجمع طلباتهن أو إبلاغهن الأوامر والتعليمات بوقت واحد، وحتى تأديب الواحدة منهن أمام الأخرى حتى تتعظ الأخريات!
وأخيراً انتشرت صور لرسائل من إحدى محادثات “زوجاتي” قام أحد الأزواج السعوديين بالتقاطها، حيث تضم المجموعة زوجاته الثلاث لتبادل الأخبار والطلبات، واستقبال الصدمات والتي كان أهمها الدعوة التي أرسلها الزوج لدعوتهن لحفل زفافه على الزوجة “الرابعة”! والتي أثارت حفيظة الكثيرين ممن اعتبروا في الأمر قسوة وعدم تقدير لهؤلاء الزوجات، في حين رأى البعض أن في هذا استصغاراً للنساء من قبل أنفسهن أولاً، متسائلين كيف يوافقن على اختراق زوجهن لخصوصياتهن النفسية بهذا الشكل حتى وإن كن جميعاً زوجاته؟!
لا يجوز اختراق خصوصية الزوجات
من جهتها، أكدت نجوى حسن المحاضرة الإسلامية بجامعة أم القرى أن الجمع بين الزوجات في برامج التواصل واختراق خصوصية بعضهن بعضاً برغبة الزوج أمر لا يجوز، حيث اعتبرت أن جمعهن في برامج التواصل رغماً عنهن مثل جمعهن في المسكن، وتابعت: “إذا كانت للزوج زوجة أخرى فلا يجوز له أن يجمع بينهن في مكان واحد إلا برضاهما، وعليه أن يجعل لكل واحدة مساحتها الخاصة اللائقة بها بحيث لا تشاركها الأخرى ولا تطلع على خصوصياتها، لأن ذلك يسبب الغيرة، ويشعل نار الخلاف بينهما”.
[email protected]
أضف تعليق