ها هي صفحة جديدة من صفحات "أكتوبر" تـُطوى... صفحة حملت الرقم 15، ودونت داخلها الملاحظة: 13 عشر شهيدًا سقطوا، دفاعًا عن الأقصى (اكتوبر 2000).

15 عامًا مرّ، ولا زال الطلاب يسألون "سنعلن الإضراب أم لا"؟! لنجد أن هذا التساؤل هو نقاش عقيم بين مركبات لجنة المتابعة، يليه النقاش بأي بلد ستنظم المسيرة، سخنين أم الناصرة؟! ومن سيتحدث في البرنامج الخطابيّ؟! لكن المؤكد أن تلك النقاشات تولد جملة من القرارات ابرزها دائمًا: في هذه المناسبة ترفع الأعلام الفلسطينية فقط.

وما بين نقاش وآخر، وحدهم الشهداء وذويهم يعدّون السنوات و"الأكتوبرات"، بانتظار أن نأخذ حقهم ممن قتلهم، وما زال "القاتل" حرا طليقا، ينظر إلينا نختلف على القشور وننساه، وليس هذا فقط فهو يتقدم في السلم الوظيفي وينازع مؤخرًا على منصب المفوض العام للشرطة!

عام آخر مضى، وما زال جرح الشهداء ينزف دمًا ودمعًا على قضية استشهدوا لأجلها، وما زالت حّية ملتهبة... فالقدس ما زالت أسيرة في القيد، وما زال الاحتلال مع كل إشراقة شمس، يقضم منها قطعة جديدة.

في السابق كان الاحتلال يسحب اقامات سكانها ويحرمهم من دخولها، وكان يحاصرها بالاستيطان ويفرغها من أهلها الأصليين ليزرع مكانهم سكان جدد من خلف البحار وليزرع فيها ولها تاريخا وماضيا جديدين ومزيفين مكان تاريخها وحقيقتها، لكن اليوم صّعد الاحتلال أكثر، مما ينّذر بانتفاضة ثالثة قريبة على الأبواب وفق كل التقديرات، فالأقصى يدنس يوميًا منذ مطلع العام، والحكومة الإسرائيلية تسمح لقطعان اليمين بتدنيسة، بل وتحاول جاهدة على تغيير الوضع القائم المتفق عليه دوليًا.

بعد 15 عامًا، ما زال الأقصى إلى جانب القيامة، يستغيثان من دَنس يلحق بهما في كل يوم من جديد بمئات وآلاف المستوطنين الذين يطؤون أرضهما، وإن كان شارون ليس بينهم، فهو كل واحد منهم.

مقابل هذا التصعيد يحاول المرابطون والمقدسيون وقلة قليلة من ابناء شعبنا صد الهجوم، وحماية الأقصى، وسط صمت عربي مقلق، اللهم سوى بعض التصريحات التي لم تتحدى قرارات رئيس الحكومة التي تم مؤخرًا المصادقة عليها في المجلس الوزاريّ المصغر وخلالها تشرعن إسرائيل، بخلاف المتعارف عليه دوليًا، أو حتى تصوّر المستشار القضائي للحكومة، قتل المقدسيّ في حال حمل حجر.

عوضًا عن التوجه إلى التسوية السياسة تختار الحكومة الحالية مواجهة الحجر بالرصاص، زج الأطفال إلى المعتقلات، خصي القدس وتفريغها كليًا من سكانها والبقاء على "الجيدين" من المواطنين.

من المؤسف اننا نحيي اليوم الذكرى الـ15 وما من جديد... نحييها وقد استشهد أبناؤنا لأجل عيون قضية باتت هي آخر همومنا... طريق طويل قطعناه خلال هذه السنوات، وسؤال واحد يجلجل في الفضاء: ألم يحن الوقت لتستعيد قضية الشهداء زخمها وصبغتها الحقيقية؟ ألم يحن الوقت لنحيي هذه الذكرى ونحيي في أرواح الشهداء الطاهرة – حيثما يرقدون في سلام – الأمل بوحدة منشودة، وبالحفاظ على قضية استشهدوا لأجلها؟!

مصدر الفيديوهات- الارز

مونتاج: فايق خميس

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]