معركة المدارس الأهلية وصلت الى مفترق طرق.. حكومة اسرائيل "قررت" أن تصم آذانها وتغلق عيونها عن المطالب العادلة للمدارس.. المعركة الشعبية لنيل المطالب اجتازت مرحلة التمني ودخلت في باب "أخذ الحقوق غلابا".. وحدة كل الجماهير العربية في هذه القضية تحققت وجرى تنسيق على أعلى المستويات.. اليوم مطلوب اقامة غرفة طواريء لكل الهيئات تتابع وتوجه وتقود المراحل القادمة حتى تحقيق المطالب العادلة.. مكتب المدارس الأهلية المسيحية أثبت نضوجه ووعيه وادراكه لجوهر القضية.. ما سمعناه من مسؤولي المكتب في الندوات والاجتماعات واللقاءات يثبت ذلك، والمطلوب اليوم وقوف جمهور الأهالي والطلاب والجمهور عامة خلف قرارات وخطوات المكتب التصعيدية، وتأجيل أي نقد حتى لو كان محقا وضروريا، لأن الوجهة اليوم نحو الحكومة ووزاراتها وخاصة المعارف والمالية ومكتب رئيس الحكومة، لنوجه سهام نقدنا وغضبنا نحوهم لأنهم العنوان.
أعلن مكتب المدارس أن كل مدرسة تحولت الى مقر أو غرفة عمليات للاضراب.. علينا التواجد يوميا في المدارس، ليس للتضامن بل للمشاركة في اتخاذ وصنع القرار وتنفيذه.. لم يعد يكفي اليوم أن نسأل أو نطلب، لم يعد يكفي أن نقرع لمرة واحدة. قال لنا المعلم منذ 2000 عام "اقرعوا يفتح لكم"، لكنه لم يحدد لنا مدة أو عددا، علينا أن نقرع ونقرع وأن نقوي القرع حتى يفتح لنا، واذا لزم الأمر قرع رؤوس المسؤولين بمطالبنا العادلة حتى يستجيبوا لها. لن نهدأ بعد اليوم، لن نسكت لأن السيد قال لنا "اطلبوا تجدوا"، فالسكوت لا ولن يجلب لنا النتائج المرجوة.. علينا أن نقض مضاجع الوزراء والمسؤولين في المكاتب الحكومية.. ربما لم يعد يكفي الصراخ والهتاف، فهناك الطبول والزمور والصافرات.. لينتشر طلاب المدارس في المكاتب الحكومية، وليحولوا تلك المكاتب الى صفوف ومدارس، على الحكومة أن توفر لهم الملاذ الآمن لأن ذلك من حقوق طلابنا الأساسية بأن يتعلموا، أن يجدوا لهم مأوى، أن يتمتعوا بالمعاملة الانسانية.
ان حال الحكومة الاسرائيلية التي سمعت وتسمع مطالب المدارس والأهالي والطلاب، ولا تتخذ أي خطوة عملية، يشبه حال الرجل الذي قال فيه السيد المسيح – له المجد- هذا المثل " وأما الذي يسمع ولا يعمل فانه يشبه رجلا بنى بيته على التراب بغير اساس فاندرأ السيل عليه فانهار في الحال، وكان دمار ذلك البيت كاملا". (لوقا: 49).
لا أدري اذا كان المسؤولون في حكومة يرأسها نتنياهو، على ادراك لنتائج عدم تحركهم وتجاوبهم مع المطالب العادلة للمدارس الأهلية، لكن من المؤكد أن نتيجة تصرفاتهم ستكون وخيمة وقاسية. ومحاولاتهم البائسة بالعمل على شق الصفوف بين جمهور أهالي الطلاب وادارات المدارس ومكتب المدارس، لن تجديهم نفعا لأن الغالبية الساحقة من الأهالي تقف الى جانب مكتب المدارس وقراراته. وما الوسائل "الشينبتية" في افتعال معركة تشكيك مشبوهة ومضللة من أجهزة حكومية وأدوات مهترئة في وزارة مجبولة بالفساد، وتجنيد "صوت" اعلامي، لم يكن يوما الا مجندا في خدمة السلطة، لزرع الفتن بين الأهل والمدرسة، ما هي الا دليل على افلاس وضعف الحكومة وأجهزتها، أمام المطالب المشروعة والعادلة، وما دامت الحكومة ستلعب بهذا الأسلوب الدنيء، عليها أن تتحمل الضربات الموجعة التي ستوجه اليها في نزول الآلاف الى الشوارع، ووصول القضية الى أصقاع الأرض ليعرف العالم مدى "عدالة" اسرائيل ومدى "تشجيعها" للتعليم ومدى "حرصها" على التربية والتطور الانساني.
[email protected]
أضف تعليق