يقول الله، سبحانه وتعالى، في سورة الرّعد،آية 11: {إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيروا ما بأنفسهم}. إنّ ما ينفرد به الإنسان من عادات أو ميزات تميِّزه عن غيره من الناس، تعتبر جزءًا لا يتجزأ من شخصيته المستقلة.
تعدّدت الآراء في تعريف الإنسان المميز وتقييمه، وبدوري أعرّف هذا النوع بمن أطاع الباري عزّ وجلّ وسر والديه، ووصل رحمه وإيمان أسرته وأكرم معارفه وسائر أبناء مجتمعه، وأسهم بصورة فعلية في تقدم، حضارة، ورفعة مجتمعه. وكان له دورٌفي إسعاد الإنسانيّة جمعاء. وعن حسن الخلق قيل : لو صحبني فاجر حسن الخلق كان أحبّ إليَّ من أن يصحبني عابد سيّء الخلق، لأن الفاجر حسن الخلق يصلحني بحسن خلقه ولا يضرني فجوره، والعابد السيئ الخلق يفسدني بسوء خلقه ولا ينفعني بعبادته لأنّ عبادة العابد له وسوء خلقه علي، وفجور الفاجر عليه وحسن خلقه لي.
إنّ الإرادة تشكّل إحدى دعائم الشخصية القوية،فبها وبالعزيمة والرغبة الأكيدة النابعة من الإيمان الراسخ يستطيع الإنسان أن يحقق أهدافه وطموحاته المنشودة ، ونحذر من السعي والانجرار وراء المظاهر لأن الإنسان بأخلاقه وجوهره ليس بمظهره، ولو كانت الرجولة بالصوت العالي لكان الكلب سيد الرجال! ولو كانت الأنوثة بالتعري لكانت القردة أكثر الكائنات أنوثة.فمن الجنون أن تعمل الشيء نفسه وبنفس الطريقة أكثر من مرة، ثم توقع نتائج مختلفة في كل مرة.
وبهذا الصدد، زاوية رماح تقول: حتى تكون أسعد الناس، لا تكن كالذئاب لا ينقَضُّون إلا على الجراح!وإياك والوقوعَ في أعراض الناس حتّى لا يدفع النّاس للتّعرّض لعيوبه!
[email protected]
أضف تعليق