هل يعقل أن يكون هناك مسلمون بدون مصاحف؟! هكذا هو حال كثير من إخواننا في البلدان الإفريقية، لعل الكثيرين يستغربون لهذا، لأنهم يرون المصاحف بكثرة في كل بيت ومكان، وكثير من مصاحفهم قد غطاها الغبار؛ لأن صاحبها -إن كان لها صاحب- قد هجرها واستغنى عن قراءتها، وكأنها -ويا ويلنا- قد وضعت لتزين بها رفوف الخزانات ويتبرك برؤيتها.
ولو عرفنا حال إخوننا في إفريقيا، والمتعطشين لتعلم وقراءة القرآن الكريم، لخجل الإنسان من نفسه لما يخزنه من عشرات المصاحف ولا يقرؤها، ومئات إخوانه لا يجدون إلا القليل من المصاحف يتناوبون عليها لعلهم يحظون بحفظ ثُمن أو قراءة جزء.
أبناء الخدمة تركوا جمال إسطنبول ونعيمها، أداروا ظهورهم للدنيا وركبوا نحو حر إفريقيا، أسسوا مؤسسة باسم “مؤسسة النصرة للتعليم والثقافة”، فرأوا حال إخوانهم هناك، ليقرروا القيام بحملة لتوزيع المصاحف.
ففي سنة 2014 وزعت المؤسسة ما يقرب من 50000 مصحف، لتضاعف همتها في سنة 2015 لتوزع 100000 مصحف على الكتاتيب القرآنية، والمساجد، والمدارس الإسلامية، وكليات الدراسات الإسلامية بمختلف الجامعات.
وقد استفاد من هذه الحملة كل من دولة نجيريا، وتشاد، وتوغو، والنيجر، وبنين، والكامرون، والغابون، والسنغال وغينيا، ومالي، وغيرها من دول غرب إفريقيا، ولا يزال هذا التوزيع مستمرًا، وتذكر المؤسسة أنه إلى اليوم لا يوجد مصاحف بالقدر الكافي في إفريقيا، فالطلب أكثر من العرض ولا يعقل أن يكون هذا مع كتاب الله.
وقد نوه الأمين العام لجماعة نصر الإسلام التي تمثل المسلمين بنجيريا الدكتور خالد أبو بكر علي بهذه المبادرة قائلاً: “لحد اليوم لم نر سوى توزيع "الإنجيل" في هذه المناطق ولأول مرة يوزع المصحف، وشاءت الأقدار أن يكون هذا على يدي مدرسة الخدمة”.
وقد حضر مراسيم توزيع المصاحف بعض رؤساء ووزراء، ونواب برلمانيون وصحفيون وعلماء، حيث باركوا هذه الخطوة وشجعوها، كما عبروا عن كامل تقديرهم للإخوة الأتراك الذين فكروا في هذا المشروع قائلين: “إن الخدمة الحقيقية هي هذه”.
وتجدر الإشارة إلى أن “مؤسسة النصرة للتعليم والثقافة” توزع المصحف في 26 ولاية من ولايات نجيريا، كما تعمل على المساعدة في حفر الآبار في مختلف المناطق.
[email protected]
أضف تعليق