يفوق تصريح الرئيس الإسرائيلي "رؤوفين ريفلين" وتعبيره عن شعوره بالألم والخجل من ظاهرة "الإرهاب اليهودي" خطورة جريمة حرق الرضيع الفلسطيني علي الدوابشة إبن ال 18 شهراً.
تتمثل الخطورة بنفض إسرائيل الرسمية يدها من هذه الجريمة وهي المسؤولة الأولى والأخيرة عنها لأنها قبل أي شي آخر هي دولة إحتلال بكل معاني الكلمة، وسيظل الاحتلال حقيقة ساطعة ولو تنكرت لها كل دول العالم.
لقد أعاد تصريح الرئيس الإسرائيلي وتناقله من قبل بعض وسائل إعلامنا العربية إما بحيادية ساذجة أو بحيادية خبيثة، اعاد إلى ذهني كتاباً كنت قد توقفت عن قراءته عدة مرات لفظاعة ما يؤرخه من وقائع "الإرهاب اليهودي" الذي مورس على أرض بلاد الشام، وهو "التطهير العرقي في فلسطين" للكاتب اليهودي ايلان بابيه.
التنصل من المسؤولية والإلتفاف على الجرائم المرتكبة والغدر بالآمنين هو نهج إسرائيلي ثابت، ولعل مجزرة دير ياسين التي وقعت في 9 أبريل- نيسان عام 1948 لا تزال ماثلة في ذاكرة كل #عربي لبشاعتها وهي واحدة من مئات المجازر التي ارتكبها الصهاينة.
أما تفاصيلها فقد ذكر بعضها المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه بقوله "لقد توصلت قرية دير ياسين الهادئة والمسالمة إلى معاهدة عدم اعتداء مع "الهاغاناة" في القدس، ولكن ولأنها وقعت ضمن خطة "دالت" للتطهير العرقي بهدف تأسيس "دولة يهودية" على الأراضي الفلسطينية فقد قررت "الهاغاناه" إرسال قوات "الإرغون" وعصابة "شتيرن" كي تعفي نفسها من أي مسؤولية رسمية" على المجزرة ، وتابع "عندما اقتحم الجنود القرية رشوا المنازل بنيران المدافع الرشاشة متسببين بقتل كثير من سكانها، ومن ثم جمعوا باقي القرويين في مكان واحد وقتلوهم بدم بارد وانتهكوا حرمة الأجساد فاغتصبوا عدداً من النساء ومن ثم قتلوهن. أما بخصوص أطفال القرية فقد أوقفوهم في صف أمام أحد الجدران ورشقوهم بالرصاص قبل أن يغادروا المكان فقط من أجل التسلية". إذن هي لعبة توزيع أدوار تقليدية بالامس كما اليوم وبالتالي ليست بجديدة على #إسرائيل، أما عن توسيع إجراء الاعتقال الإداري في إسرائيل ليشمل المتشددين اليهود فهو لا يصلح إلا لذر الرماد في عيون ما يسمى المجتمع الدولي، ويبقى المطلوب والمنشود مواصلة المقاومة الفلسطينية بكافة الأشكال حتى إنهاء الإحتلال.
أما الخطورة الأخرى، فتتمثل بمحاولة إسرائيل تبييض سجلها الدموي، والمضحك في هذا المقام إلى حد السخرية هو حديث الرئيس الإسرائيلي عن ظاهرة "الإرهاب اليهودي"، وكأن ما حدث هو جريمة خارج سياق الجرائم الإسرائيلية التي لم تتوقف منذ 67 عاماً.
ولأننا من كلماتكم نذكركم لندينكم قد يكون من المفيد العودة إلى ما ورد في الكتاب نفسه وإلى مجزرة "الدوايمة" وهي قرية تقع بين بئر السبع والخليل. وفق المؤرخ الإسرائيلي واستناداً إلى شهادة جنود يهود شاركوا في تلك المجزرة، فهو يقول "إنه وبعد اجتياح القرية التي يبلغ عدد سكانها 6000 نسمة من قبل الكتيبة 89 التابعة للواء الثامن كانت النتيجة جثث مكدسة، أطفال رضع حطمت جماجمهم، نساء اغتصبن أو احرقن أحياءً داخل بيوتهن ورجال طعنوا حتى الموت...".
هو إذن "الإرهاب اليهودي" نفسه الذي حطم جماجم أطفال فلسطين منذ عشرات السنين يحرق أطفالنا اليوم. وها هو الإسرائيلي نفسه الذي لم يعترف بارهابه يوماً ولم يستنكره حتى بالكلمات، يدينه وإن كان علانيةً فقط.
تقع جريمة الطفل علي الدوابشة اليوم في سياق "الإرهاب اليهودي" المرتبط بنشوء كيان "الابارتيد"، علينا الاصرار على عبارة "الإرهاب اليهودي" بحد ذاتها لنكسر محرم "معاداة السامية". فالجرائم الإنسانية لا يشملها الغفران تحت أي ذريعة أو وفق أية شريعة.
[email protected]
أضف تعليق