في 18.7.2015 نشر موقع "بورتال هكرمل" خبراً تحت العنوان المُثير : " الاستيلاء على اراضي دولة في يانوح-جث" , ومن تفاصيل هذا الخبر نفهم أن مديرية أراضي اسرائيل استنفرت كل قواها لمنع " المجرمين" اهالي يانوح-جث من وضع يدهم والاستيلاء : " على 1000 متر اراضي دولة من أصل 10 دونمات أراضي خاصة" , ومن التفاصيل نفهم بأن مجموعة من أهالي القرية قامت بالبدء في تحضيرات تأسيسية لإقامة مشروع على هذه الارض. لم يعطينا الخبر تفاصيل أو تشخيص لهوية المجموعة أو للمشروع المنوي اقامته , هل هو خاص أو عام, هل هو مادي أو خيري للمصلحة العامة, كل الخبر تمحور حول " الجريمة" المتعلقة بعملية ما سموه " الاستيلاء على اراضي دولة". وتعقيباً على هذا الفعل والحدث, وفي الخبر نفسه , قال السيد عيران ليفنه – مدير لواء حيفا والشمال في مديرية اراضي اسرائيل : " اراضي الدولة مش سايبة ".
الحقيقة أنا لا أتابع اخبار موقع " بورتال هكرمل" , لما يحتويه من تحيُز مطلق للسلطة واليمين الصهيوني, إلا ان تغريدة احد الرفاق في الفيسبوك لفتت انتباهي لهذا الخبر, وخاصة لعنوانه المُثير, لأنه يوحي أن أهالي يانوح-جث جماعة متسلبطين , وعلى مين ؟ , على اراضي الدولة يا حرام. والحقيقة الأخرى أن الذي أثارني اكثر هو تعليق السيد عيران ليفنه : " اراضي الدولة مش سايبة " , هل هذا المسؤول مع باقي زملائه لا يفقهون أننا جزء من هل الدولة, شاء من شاء وأبى من أبى, لأننا نعيش في وطنا الذي لا وطن لنا سواه, ولنا فيها وعليها حقوق, شاء من شاء وابى من ابى. كل ما للدولة في هذا المشروع - "الجريمة" , في نظرهم , هو دونم من 10 دونمات ( على ذمة الخبر) , وال - مجموعة, وحسب الخبر , بادرت لبناء مشروع , والحقيقة أنا لا عِلم لي لا بالمجموعة ولا بمشروعها, ولكن وحسب المتعارف عليه عندما تقوم مجموعة ببناء مشروع ما بالأكيد لن يكون لشخص او لفرد بمفرده, وإنما لمجموعة, أي أنه فوق المصلحة الشخصية, وهو وفي كل الحالات يقترب من ان يكون مصلحة عامة, إذا شو بيصير لو أخذت هذه المجموعة والتي تُمثل مصلحة فوق الخاصة, من الأراضي العامة أي اراضي الدولة للمصلحة العامة أي لما ترمي اليه هذه المجموعة ؟, أين الغلط في هذا ؟ , ولو اعتبرنا أن الذي يسمونه في الخبر : " ربما بسبب عدم معرفة المجموعة بأن للدولة دونم بالغلط حصل ما حصل" , تعالوا نفترض أن الذي قامت به هذه المجموعة التي سيطرت أو استولت على هذا الدونم لصالح مشروعها كان عن معرفة بانه اراضي دولة , شو يعني : هل وقعِت خشبة من السماء ؟, الجماعة وللمصلحة العامة اخذوا من الاراضي العامة اي اراضي الدولة التي لنا كل الحق فيها لصالح هذه المصلحة وهي عامة, هذه هي حدود الحدث والحديث, لماذا إذا هذه الإثارة وتوجيه هذه التهم والتعميم الذي يحويه هذا الخبر المُقرف, وكما سماه بحق الرفيق صاحب التغريدة المذكورة أعلاه.
للتذكير "اراضي الدولة" هذه , محور الحديث والحدث, لا هي للدولة ولا طل الخبر , هي جزء من 15750 دونم من أراضينا الخاصة المصادرة التي كانوا يملكونها ال- 697 سكان يانوح-جث عام النكبة في ال- 1948 , هذه المساحات الشاسعة والتي اصبحت بقدرة قادر " اراضي دولة" هي الجزء الأكبر من 19750 دونما كنا نملكها, واليوم يأتي هذا العيران ويهددنا بأن : " اراضي الدولة مش سايبة ". شو يعني فقط اراضينا وحقوقنا سايبة بالنسبة لهم.
لينتبه القاصي والداني بأن مصادرة المنطقة الصناعية التوفانية ( التيفن في لغتهم وتشمل 3400 دونماَ) منا عام 1990 لم تحظى بردود فِعِل مماثلة من المسؤولين الحكوميين, لا رغدوا ولا أزبدوا ولا تهددوا , بالعكس هم ووسائل اعلامهم وحتى يومنا هذا يدعون زوراً وبهتاناً وبوقاحة متناهية : " اهالي يانوح-جث يريدون ضم التوفانية لمنطقة نفوذهم " , وبكل صلف وعناد وخبث يتنكرون لما نؤكده منذ عشرات السنين بأننا نريد " ارجاع" التيفن لمنطقة نفوذنا.. وليس ضمها او إلحاقها" , لأنها وببساطة ووضوح كل الوقت كانت لنا ونشأت في منطقة نفوذنا وبنيت على أرض صودرت منا ولم ولن تكون سايبة وكما يعتقدون, وستعود لنا, شاء من شاء وابى من أبى , لأن حق العودة هو حق وهو فوق كل حق والحق يعلو ولا يُعلى عليه, نقول هذا بقناعة وبثبات, رغم معرفتنا تفاصيل رهانهم على وهن او دعم .. او وهمهم القاتل بأنها فرصة الآن لمحاولة تحويلهم حقنا هذا لصالح مستوطنة كفارهفراديم.
أرضنا كانت وما زالت في نظرهم " سايبة" وتحت طلب مطامعهم وأطماعهم, وحقنا عليها أو حصتنا في اراضي الدولة منسية , رغم شرعيتها وقانونيتها , وعندما نمارس هذا الحق هم يعتبروه سلب لأراضي الدولة. نقول للدولة وللمسؤولين فيها, الكبار والصغار, لكل مؤسساتها الرسمية والشعبية, لنا الحق على ارضنا وعلى منطقة نفوذنا وعلى تيفننا وخاصة على اراضي الدولة, نحن أبدى من غيرنا فيها, وهي وهذا الحق ليسوا سايببن ...
سَجِّلْ بِرأس الصّفحَة الأولى
أنا لا أكرهُ النَّاسَ
ولا أَسْطو عَلى أحَدِ
ولكنّي إذا ما جُعْتُ
آكُلُ لَحْمَ مُغْتَصِبي
حَذارِ حذار مِن جوعي
وَمِن غَضَبي ...... ( محمود درويش)
( يانوح-جث)
[email protected]
أضف تعليق