قام الدكتور سيزر حكيم – اخصائي نفسي إكلينيكي من حيفا، بتقديم محاضرة في المؤتمر العالمي "Beyond Babel – On sameness and otherness" للإتحاد الأوروبي للعلاج النفسي التحليلي European federation for psychoanalytic psychotherapy - EFPP
دكتور سيزر حكيم: "الطفل بحاجة الى اّخر في حياته، الأهل والمعلمين، ليعلنوا له أن له وجدان داخلي خاص به، له وجه الإختلاف والتشابه مع الآخرين من حوله كي يشعر بأنه فاعل وليس مفعول به في بيئته".
ما الذي يحافظ على التواصل، ما الذي يهدد ذلك؟ ماذا عن التشابه الذي يقف بين المتشابه والآخر؟
كيف لنا التعامل مع صعوبات التواصل في مجتمع فقد أرضيته المشتركة، والخلط بين الألسنة والتكلّم بلغات مختلفة. كيف لنا التعامل في عالم مليء بلغات، حضارات، أديان مختلفة. وحتى في علم النفس هنالك نظريات وتوجهات وأخلاقيات مختلفة من الصعب عليها إيجاد لغة مشتركة. كل هذا يرتبط حتماً إلى التشتُت و القلق من فقدان القيّم والتميُّز الشخصي عند قبول التجانس مع الآخر والمختلف.
"وهذه الإشكالية هي جزء رئيسي من عملنا اليومي كمعالجين ومحللين نفسيين" يقول الدكتور سيزر حكيم. حيث يُشدد في محاضرته على المعنى الفلسفي للعلاج النفسي بغض النظر عن نوع العلاج او التوجه او النظرية او الأخلاقية التي يأتي منها المعالج.
ويقول الدكتور سيزر حكيم: إذا طُلب مني ان أقوم بتعريف الهدف من العلاج النفسي بغض النظر عن الثقافة أو عن التوجُه العلاجي كنت سأعتمد على الكلمات البسيطة والقوية "بأن هدف العلاج النفسي هو ان أُعلن للآخر أنه موجود وله كيان خاص، وان يساعد المعالج المُنتفع بإيجاد وجه الشبه والإختلاف بين شخصيته والآخر وان يعيش بتجانس مع المختلف عنه ".
ويضيف دكتور حكيم في محاضرته "عندما يعيش الطفل في بيئة، مدرسة او بيت او واقع، يشعر ان ليس له سلطة على ما يحدث في حياته وعلى إختياراته، يشعر وكأنه مفعول به وان الأحداث والصدمات تتراكم عليه او تهاجمه وأنه في كل لحظة لا يستطيع التوقع والتخطيط لمجريات الحياة من حوله فقد يبدأ مسار للإضطراب في النفسية".
و إضافة اخرى من المحاضرة "الطفل بحاجة الى آخر في حياته، الأهل والمعلمين، ليعلنوا له ان له وجدان داخلي خاص به، له وجه الإختلاف والتشابه مع الآخرين من حوله كي يشعر بأنه فاعل وليس مفعول به في بيئته".
خلفية عن المؤتمر
أقيم المؤتمر في مدينة برلين، المدينة التي تقع في وسط اوروبا والتي هي مدينة تاريخية عظيمة وثقافة غنية.
بعد الحرب العالمية الثانية وأثناء الحرب الباردة تم بناء جدار فاصل بين شرق برلين وغربها حتى عام 1989 .
وقد جعل هذا الجدار من برلين المكان الذي يصطدم فيه الشرق مع الغرب دون المقدرة على التواصل في ما بينهما.
ومنذ ان تم توحيد المانيا عام 1999 عادت برلين لتتميّز كعاصمة الشباب والإثارة ، الثقافة، العلوم والصناعة.
ولوجود هذه الذاكرة التاريخية الحافلة، برلين هي المكان الأمثل لمناقشة فكرة بابل كمترادفة للإنقسام والتشتُت المتناقَض مع التجانس الثقافي واللغوي.
تجربة شخصية
وقد قام أيضا الدكتور حكيم بعرض أمثلة لحالات إكلينيكية من خبرته الشخصية ، وقد لاقت هذه الحالات الإكلينيكية تفاعل من المشتركين، خاصةً عند عرض سيرورة علاجه لطفل يهودي في فترة الإنتخابات وأثناء الحرب على غزة.
وقد اختتم الدكتور سيزر حكيم محاضرته بأن "التميُّز يُولد بعد خوض تجربة التجانس مع الآخر، وعند قبول الإختلافات يُخلق المجال والمساحة النفسية للتميُّز ، في هذه المساحة النفسية يُمكن تحطيم الجُدران التي تُبنى بين الرجال والنساء وبين الشعوب المختلفة والأديان، فتبدأ سيرورة النضوج نحو قبول المختلف".
[email protected]
أضف تعليق