"يكمن الجمال حينما نستطيع أن نعبر عن الألم بقدر أكبر من الأمل، وجميل أن يخط الإنسان عثرات الطريق أمامه على الورق فبذلك يضمن انه يرى الحياة بالمها واملها الحقيقيين" بهذه العبارات سطرت الشابة ريحان عاصلة من قرية عرابة خطوط حياتها لتستمر في درب النجاح والابداع دون الالتفات الى الخلف والى العثرات التي ترتدي زي المجهول المنتظر.
ريحان عاصلة ابنة الـ26 من عمرها تحدت صعاب المرض " الوهن العضلي " ولوعة والالم لتشق درب الامل وتواصل طريقها في العلم الذي لم يعرف الحدود بحياتها، وطريق الابداع الذي أضاع خارطة النهاية في ادراكها . هي طالبة جامعية انهت اللقب الأول في الجامعة المفتوحة بمجال علوم سلوكية وحاصلة أيضا على شهادة تدريس في علم النفس من نفس الجامعة , وكانت قد حصلت على نتائج مشرفة بامتياز جعلتها تقف امام حاجز المرض واثقة المقام.
ولم يتوقف الابداع عند اعتاب العلم والنجاح فقط , وانما حلّقت بكلمتها لتسير في موكب الكتّاب المبدعين لتصف اعاقتها برفيق الدرب الذي حمل طموحاتها في العلى و من خلال كتابها الذي ألّفته واصفة مراحل حياتها والمرض يعانق ايامها صباحا ويلازم حلامها في المساء .
مفترق يفصل ما بين اليأس والتفاؤل
ريحان عاصلة في لقاء خاص مع مراسلنا، وكانت قد تحدثت النجاح النابع من عمق الألم فقالت :" النجاح الدراسي , ثانوي أم جامعي بكل درجاته يثير في القلب الفرح والفخر , فكيف إذا اجتمع مع مزاج شرس لمرض صعب مزمن يضع في طريق صاحبه الكثير من العقبات والكثير من الصعوبات التي تضع صاحبها في مفترق يفصل ما بين اليأس والتفاؤل ؟! " .
لكني اخترت التفاؤل لأن تجارب المرض التي أوصلت بي في الماضي لحافة قريبة من الموت , علمتني أن الحياة نعمة وتستحق أن تعاش وان لا شيء ينهي حياتنا إلا اليأس .
عايشت المرض في كل لحظاتي
وعن ابداعها الكتابي قالت :" عايشت المرض في كل لحظاتي , بالفرح بالحزن بالسعادة بالألم بالأمل , كان رفيق دربي منذ كنت طالبة في الصف السابع , الامر الذي دفعني لأن اسطر معاني تلك اللحظات بين السطور وادونها في كتابي لاصف مراحل حياتي مع المرض .
منذ ذلك الحين وضعت نفسي أمام تحدّ كبير اما ان أكون المنتصر او أكون المغلوب الضعيف و ولكن حمد الله وجدت نفسي اكبر من أي تحدي رغم العثرات التي وجهتني , وانا اليوم راضية لما انا عليه اليوم وما ازلت اتأمل خيرا في الأيام القادمة .
وعن نظرتها للغد القريب قالت:" لا ادي ما هو الماضي المنتظر طموحي المستقبلي , ان اكمل مسيرة تعليمي الاكاديمية واحقق اللقب الثاني في علم النفس واكون احقق حلمي وان اجد مكان عمل في موضوع تعليمي , وان أكون قادرة على التغيير والتأثير في المجتمع .
شاهدوا الفيديو .
[email protected]
أضف تعليق