يصادف اليوم التاسع من تموز من العام 2015 الذكرى العاشرة على انطلاق حركة مقاطعة اسرائيل (BDS) ، حركة تحمل شعار على الرغم من بساطته إلا أنه يحمل معاني وقيم تمس كل انسان حر في هذا العالم .

حرية .. عدالة .. مساواة ، هذا ما تدعو له هذه الحركة ، قيم يطالب بها كل إنسان مظلوم في هذا الكون ، أما رسم حنظلة على شعار الحركة ، فإن المغزى منه إضفاء خصوصية فلسطينية على هذه الحركة ، لما يمثله حنظلة من رمز للهوية الفلسطينية.

وكان قد عقد في 9/7/2015 مؤتمراً صحفياً بهذه المناسبة تحت عنوان " نقترب من اللحظة الجنوب الأفريقية" ، عنوان يحمل في طياته الكثير من الدلالات ، فحركة المقاطعة هي حركة نضالية شعبية ، تماثل في أهدافها أهداف النضال الشعبي الذي قاده القائد الراحل نيلسون منديلا ضد نظام الفصل العنصري.
حركة مقاطعة اسرائيل هي بلا منازع من أكثر الحركات التي تؤرق مضجع اسرائيل ، وقد قدمت خلال العشر السنوات القليلة الماضية نموذجاً عالمياً في النضال ضد العنصرية ونظام الفصل العنصري من خلال فضح عنصرية اسرائيل في كل المنابر المتوفرة لها في العالم.
اعتمدت الحركة منذ انطلاقتها شعار "السكوت ممنوع" ، لأن السكوت يجعل اسرائيل تتمادى في عنصريتها وسياساتها الاستيطانية . وتأتي حركة مقاطعة اسرائيل لتشكل استمرارية للمقاومة الشعبية ، وتعمل على اشراك شعوب العالم فيها ضاغطة بذلك على حنجرة الصهاينة ، حتى باتوا يعتبرونها "خطر وجودي" أو حتى "خطر استراتيجي " بالنسبة لهم.
لقد أثارت حركة المقاطعة جنون اسرائيل مثل ما أثارت الحركات الوطنية جنونها من قبل ، مؤكدة بذلك أن المقاومة لها أشكال مختلفة ، و علينا ألا نستخف بأي شكل من أشكال المقاومة مهما بدا بسيطاً.
لقد أظهر تقرير حديث للأمم المتحدة أن الاستثمار الاجنبي المباشر في اسرائيل انخفض بنسبة 46% في عام 2014 فقط ، وأن ذلك يرجع جزئياً إلى حركة مقاطعة اسرائيل BDS. كما توقعت دراسة حديثة أعدها معهد راند الأمريكي أن تُكلف حركة المقاطعة اسرائيل قرابة 47 مليار دولار امريكي خلال العشر سنوات القادمة .
على ضوء ذلك ، فإن على المؤسسة الفلسطينية الرسمية أن تعي أهمية المقاطعة وأن تعمل بكل طاقاتها على تعزيز مقاطعة اسرائيل العنصرية من خلال البرامج المختلفة، لما لها من تأثير فعال.
المقاطعة هي محاكمة شعبية لإسرائيل على جرائمها وسياساتها المخالفة لكل القوانين الانسانية والدولية ، فلا تصمت أيها الفلسطيني ، وارفع صوتك ،فالصمت عار والفلسطيني لا يقبل العار.
لكل عضو في حركة المقاطعة بدقلكم التحية ..استمروا وتقدموا فأنتم تسطرون صفحات مشرقة في تاريخ النضال الفلسطيني والعالمي.
دعم حركة المقاطعة هو ليس دعم لحقوق الشعب الفلسطيني فحسب ، بل هو دعم حقوق الانسان في كل مكان ، ورفض كل أشكال العنصرية .
مر عقد من الزمان على انطلاق حركة مقاطعة آخر احتلال وآخر استيطان ، فلنعمل معاً وسوياً من أجل جعل المقاطعة أسلوب حياة فلسطيني وواقع مر للصهيوني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]