من يومي وأنا أكره التعصّبَ
وأدرك أن التعصّبَ إسفين يُدَقُّ في قلوب الناس، أفرادا وجماعات، وأنّه مرضً فتّاك، وَيَسْتَبْدِل الأُلفة بالفرقة.
وأدرك أن عين المتعصِّب عمياء، وقلبه ينبض بالحقد والكراهيّة، وأذْنه صمّاء،ويمتاز صاحبه بالغباء، وأنه من ثمار ومُخَلّفات سلاطين آل عثمان، والاستعمار البريطاني والفرنسي والإسباني والبرتغالي والألماني والصهيوني، والحُكْمِ العسكري والاحتلال.
أي أنه باختصار يجمع قاذورات كل مزابل التاريخ، لأنه باختصار ولِد من المزابل وعلى مزابل التاريخ.
ومع ذلك أنا مُتعَصِّب فيما أكره من:
الملوك الذين يحكمون ويتَحَكَّمون
والرؤساء
والأمراء
والجُديدَ من "الخلفاء"
والسلاطين وشيوخ القبائل والطوائف والعائلات، اولمتآلين على الله وعلى العباد
والقادة الذين يمْلكون ويّتّمّلَّكون
ويعتقدون أن أوطانهم عِزَبٌ ورِثوها عن آبائهم لينقلوها إلى أبنائهم وأحفادهم
وأن شعوبهم قطعان تُساق بالعصا، كالعبيد الذين يُباعون والعصا معهم!
ولم يستوعِبوا، رغم الأحداث الجارية أمامهم وتحت أنوفهم، وتثبته الأيام يوما بعد يوم.
أنّ الطريق إلى السِّيادة عبر صناديق الاقتراع، حتّى بنسبة 51%، أقصر وأسهل من الطريق من على بُرج دبّابة، أو من فوق فوّهة مدفع، أو من كَعْب بندقيّة.
وأنّ رئيسا أو ملكا مُتقاعِدا من منصبه، خيْر من رئيس سجين أو هارب أو منفي أو مقتول. وأنه حتّى لو غاص في وحل الفراغ، أو غرق في بحور اليأس، أفضل من أن يغرق في بحر من دمِ الشَّعْب البريء.
وأن رئيسا أو ملكا يحنّ الناس إلى أيّامه، أفضل من رئيس أو ملك يلعن الناس جدوده والزمن الذي جاء به.
وأن المستقبل سيكون أكثر إشْراقا، وأكثر ضمانا لأبنائه من بعده، من استقبال أهل القبور وسكانها، أو احتفال المساجين واللصوص والمجرمين بقدومه إلى السجن.
وأن رئيسا أو ملكا متقاعدا من منصبه خير من رئيس لصٍّ، أو ملك خائن، و أمير عميل.
وأن علاقة الرئيس أو الملك المتقاعد أو الأمير مع أبنائه وزوجته وجيرانه وكل سكان الحي والقرية أو المدينة القريبة و البعيدة، أفضل من تحالفه مع رؤساء أمريكا ودول أوروبا أو مع حفاري القبور أو المساجين أو حرّاس المقابر.
بعد التساؤلات
والغباء أو التغابي
الجهل أو التجاهل
الأنانيّة أو النرجسيّة
التعالي والاستهتار
الاقتتال أو تسونامي الدم الذي اجتاح أُمّتَنا من المحيط إلى الخليج
بعد التآمر على بعضنا،
والتحالف ضد بعضنا
هل يمكن للإنسان العادي، لا العبقري أو النبي لا الساحر أو المشعوذ
لا النبي الصالح أو المبروك الذي يتمسّح به البسطاء
أن يظل نظيفا من الكراهية أو التعصُّب؟؟؟؟؟
2015/5/24
[email protected]
أضف تعليق