"إختبار الذكاء (وكسلر) الاخير الذي تم وضعه بالعربيه لجهار ألتعليم العربي كان في السبعينيات من القرن الماضي, بينما وخلال كل هذه السنين تمت تعديلات وإصدارات لنسخ عديده من ألاختبارات بالانجليزيه والعبريه. أن هذا الوضع يبقى وصمة عار على قسم الخدمات النفسيه وألاستشاره (שפ"י) ونظام التعليم في البلاد. أليوم ، وبعد 4 سنوات من عمل فريق من باحثين وخبراء نفسيين من جامعة حيفا وبالتعاون مع معهد Psych Tech , تم تطوير ونشر أحدث إختبار ذكاء بالعربيه في البلاد", هكذا يقول في حديثه البروفيسور رفيق إبراهيم من جامعة حيفا.
بحسب اقوال بروفيسور إبراهيم, الذكاء هو القدرة على التكيًف مع مشكلات الحياة والتوافق مع البيئة وتعديلها والمقدرة على الإستيعاب وعلى الحكم الصحيح وإدراك العلاقات المناسبة ، الإستنتاج والإستدلال من العلاقات من خلال الإستفادة من الخبرات السابقة. يتعلق الذكاء بعمليات عقلية مختلفة ، منها : الذاكرة ، التعلم ، الملاحظة ، القدرة على اتخاذ القرارات ، التفكير ، الإستنتاج ، ... إلخ . باعتباره كأي مقياس سيكولوجي ، على الاختبار أن يتوافق مع معيار ثابت متفق عليه ليعتبر علمياً ودقيقاً ومحكاته ثلاثة : المعيارية , ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ والمصداقية , ومن هنا أيضا تاتي أهميه كون الاختبار مبني ومقنّن بلغه الام.
لقد شمل طاقم تطوير إختبار الذكاء WISC- IVARB كلً من الباحث الجامعي البروفيسور رفيق إبراهيم وإختصاصين نفسيين إكلينيكيين : الدكتور سيزار حكيم، البروفيسور يوحاي ايشيل والدكتوره ليلي روتشيلد من قسم علم النفس في جامعة حيفا، والسيد دنيس بيرنشتاين، أخصائي نفسي إكلينيكي وممثل معهد Psych Tech الذي موّل المشروع وهو يعتبر الشركه المحليه الوحيده في البلاد الممثله لشركه Pearson Assessment العالميه في إختبارات التقييم .
بحسب البروفيسور إبراهيم " إذا كان إختبار الذكاء يُعتبر وسيلة لرصد احتمالات نجاح الطالب العربي في دراسته أو في أنسابه الى أطر معيينه أو خاصه بحسب قدراته, ويستخدمه جهاز التعليم او تستخدمه هذه المؤسسات لفرز الطلاب، فيجب أن تستوفي به جميع الشروط المعياريّة للإختبارات المنصفة". ويضيف بروفيسور إبراهيم "كأخصائي نفسي وباحث، أرى في ملائمة , تعديل وتقنين أدوات التشخيص للطلاب ناطقي العربية من سكان البلاد، الذين يأتون مع خلفية لغويًه وثقافيًه مختلفة، مهمة وطنيًة من الدرجة الأولى. اللغة كما نعلم هو عنصر أساسي في كل عمليه تشخيص أو تدخل مهني مع أطفال عاديين أو أطفال مع ضعف او مشاكل ذهنيه إنمائيه ، وبالتالي هنالك أهمية قسوى باختبارهم في اللغة الأم ".
في هذا السّياق أردف البروفيسور إبراهيم قائلاً أنه في تقرير للدكتور اندريه مزاوي (مزاوي، 1997) الذي أعد للجنة فحص استنفاذ قدرة الطالب في نظام التعليم العربي ، أشار إلى عيوب خطيرة في مجال الخدمات التشخيصيًة، وذلك لانعدام المعايير المعمول بها في إختبارات الذكاء (مثل ويكسلر وكوفمان). وكذلك, البيانات المقدمة من قبل وزير التعليم أنذاك يوسي ساريد في رده الى عضو الكنيست محمد بركة (رد سريد لبركه، 4/11/1999) كشفت أن 52٪ من الطلاب مع التخلًف المعتدل هم من العرب (وهم يشكلون ضعفين ونصف أكثر من نسبتهم في السكان). في المقابل، تم تحديد 4.8٪ فقط من الطلبة العرب بين عامة الطلاب مع فشل تعليميي محدد أو صعوبات تعلًم (والتي هي أقل ب 4 مرات من النسبه في عامة السكان). من هذه الأرقام، ما يشتبه فيه أن العديد من الأطفال العرب ذوي التخلًف العقلي تم تشخيصهم عن طريق الخطأ ولم تؤمًن لهم الخدمة المناسبة التي يستحقونها، وبالتالي يفترض أنهم عانو من أضرار اجتماعيًة ونفسيًة في أعقاب ذلك.
وفقا للبروفيسور إبراهيم، أخذ تطوير هذه النسخة حوالي 4 سنوات، وهي تشمل تغييرات وتجديدات منها في مواد الاختبار والمحفًزات لتعكس السياق الثقافي الحالي. "من الواضح أن الاختبار تم بناءه على المعايير الدوليًة وفقا للمبادئ التوجيهية للجنة الدوليًة للاختبارات ( ITC)، ومعايير الناشر الخاصًة، والتي تشمل ثلاثة إختبارات منفصلة على جميع مراحل التطوير. لقد تم إجراء تغييرات طفيفة أيضاً على تعليمات التمرير وإجراءات التسجيل، لجعلهم أكثر وديًة ومع مصداقيًه بيئيًه عالية . بالإضافة إلى ذلك، قال البروفيسور إبراهيم انه قد تم إختبار التعديلات اعتماداً على العيًنة المعياريًة حسب الفئات العمريًة ووفقا للمتغيًرات الديموغرافيًة الرئيسيًة التي تشمل جميع المناطق الجغرافيصة والطوائف المختلفة في البلاد. ويلخًص بروفيسور ما جاء في مقدمة ألاختبار, " أن هذا الاختبار ينضم لمجموعة مُتزايدة من أدوات التشخيص الحديثة المتأثرة كثيراً من الأبحاث والمعرفة المتراكمة في مجال علم النفس العصبي وتعكس التغيير في التوجُه نحو مجال القياس الإدراكي. إن مرونة الأداة وملائمتها لمجالات قياس جديدة تُوسّع من استعمالاتها في حالات مثل إصابة دماغية صادمه، والعديد من حالات العُسر التعلمًي، حيث أن هذه المتلازمات تنعكس في ملامح الشخصية بوضوح أكثر مما كانت عليه في السابق. مع كل ذلك، يجب التذكُر أن الأداة الأكثر أهمية في عملية التشخيص هي حواس الفاحص الاكلينيكية، ولا يجدر التوقع من اية أداة قياس إعطاء الأجوبة دون الأخذ بالحسبان رأي أو مشاركة الفاحص. ألفاحصون الذين يتوقعون ايجاد الأجوبة في الأرقام فقط، مُخطئون ليس فقط إتجاه الإختبار بينما إتجاه المهنة نفسها ايضاً".
للإطلاع على تقرير عن ألاختبار في موقع جامعة حيفا
الرجاء الضغط على الرابط :
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
الف مبروك بروفسور رفيق, الله يديمك رمز للعطاء. انت باحث عملاق وأحد أهم الباحثين في العالم على مجال البحث الذهني. انشاء الله سنستمر نشوف نجاحاتك التي عودتنا عليها وتكون لنا دائماً قدوه. يجب على عرب الداخل الأخذ بعين الاعتبار أهمية هذا الباحث العملاق, وأعماله التي لا يعرفها الا بعض الاكادميين ويجب نشر أبحاثه العلمية الجديرة أكثر وأكثر حتى تكون في متناول يد القراء من الطلبه , رجال تربيه ومهنيين. تحياتي